نجزم وتجزم مراكز استطلاع الرأي المحلية والعربية والدولية وكل الشواهد الحية ..والأهم من دلك هو وحدة وتماسك صفوف الشعب الجنوبي بكل فئاته وانتماءاته ومشاربه السياسية والحزبية والفكرية والقبلية في الريف والحضر . واحاديث شباب الجنوب ووضوح رؤاهم وافكارهم ونضج وعيهم ولغتهم وقوة إرادتهم واصرارهم على مواصلة مسيرة نضالهم الثوري التحرري , جميعها تؤكد أن الثورة والقضية الجنوبية في امان ولا خوف عليهما ولا قلق وأن شيئاً جديدا ًقد تخلق . ينضج ملامح زمنه ومسِتقبله القادم من هذه الروح الوثابة التواقة إلى معانقة شمس الحرية ...شمس الخلاص والتحرر من ربق المحتل المستبد ..وأن ثورة الشعب الجنوبي السلمية المباركة الرائدة وقضيته العادلة منتصرتان ..قناعة وخياراً...لا قلق. عدن..قلب الجنوب النابض الوطن ليس (جغرافيا)محضة ،إنه كائن حي يتمتع بكافة أبعاد الوجود المادي والمعنوي،فيه من الأشياء المحسوسة بقدر مافيه من الأشياء التي لا يمكن معرفتها بأدوات قياس الطول والعرض والارتفاع ،فالوطن ليس (تاريخاً)محضاً مقطع الأوصال بفعل معارك (البسوس) و(داحس والغبراء)أثناء عهود مختلفة ، ولكن هدا التاريخ له وجه آخر يتجاوز فيه المستقبل مع معارك التحرير والوطنية والثورات الشعبية ضد التخلف والاستبداد والظلم والاستلاب ..في هدا الوطن ...الوطن الجنوبي الثائر، الارض ،الإنسان ،التاريخ والمستقبل نجد ثغره الباسم (عدن)اليوم مثلما كانت بالأمس البعيد والقريب ..قبل ثورة 14 أكتوبر الخالدة وبعدها ،مازالت هي ،قلب الجنوب النابض الذي يضخ في شرايينه دماء جديدة،هي دماء التغيير والفعل الثوري المعاصر القائم على وسائل الصراع المدنية والرفض الثوري ،التي يطلق عليها السياسيون : نهج النضال السلمي التحرري الديمقراطي ...وبعمل من اعمال البطولة التاريخية والاستبسال والفداء والريادة والتفرد ...لم تتح (عدن) لاحد غيرها أن يسبقها إلى هدا الميدان المجيد.