عندما احتفلت دولة الاحتلال في الأيام المنصرمة بثورة 26 سبتمبر التي قامت ضد الأمام وعند احتفالهم بهذه المناسبة والضجة الإعلامية التي صاحبتها لم نشعر نحن أبناء الجنوب وهم يحتفلون بهذه المناسبة بان شيء من هذه المناسبة تربطنا بهم لا من قريب ولا من بعيد وكان هذه المناسبة تحدث في دولة أخرى من وراء البحار وليس في دولة الوحدة كما يزعمون ويدعون وهذا هو الاستقلال المعنوي بحد عينه الذي صنعه شعب الجنوب اليوم . وعندما حلت ذكرى ثورة ال14 من أكتوبر المجيدة التي كانت شرارتها الأولى من ردفان الشموخ والتي على وقع شرارتها تم طرد الاستعمار البريطاني من ارض الجنوب في ال30 من نوفمبر والذي سوف نحتفل بذكراه قريبا فقد شعرنا نحن أبناء الجنوب ونحن نحتفل بهذه المناسبة العظيمة بنكهة الحرية والاستقلال رغم ما يتعرض له شعب الجنوب من عمليات قتل واغتيالات واعتقالات وعسكرة للحياة المدنية ونشر الخوف والرعب في الشارع الجنوبي أضف إلى ذالك الحرب الإعلامية التي يشنها حزب الإصلاح الذي لدية تاريخ أسود وسجلا حافلا بالجرائم والانتهاكات بحق شعب الجنوب إضافة الى الحرب النفسية والتي كان آخرها ما أطلقه الأحمر الأكبر من تهديدات لأبناء الجنوب بشن الحرب عليهم وقتالهم في حال رفضهم الدخول أو المشاركة في الحوار المزعوم , وكل هذه الأمور التي يقوم بها الاحتلال من أجل ثني أو منع أبناء الجنوب من المطالبة باستعادة دولتهم الجنوبية فقد كان الرد قاسي وسريع من قبل شعب الجنوب وذالك في ذكرى ثورة أكتوبر حيث صنع الشعب الجنوبي لوحة بديعة تعبر عن مدى الثبات والصمود في وجه المحتل وتوجيه رسائل ذات معان ودلالات منها إلى دولة الاحتلال وكل من عول وراهن على انقسام الشارع الجنوبي الذي استطاع ان يصنع أعظم ملحمة في التاريخ ولقد كان الاحتفال بذكرى أكتوبر هذا العام رائعا بمعنى الكلمة حيث كان الزي الجنوبي والحلة الجنوبية هي الطاغية على المشهد في العاصمة عدن والجنوب بشكل عام ورأينا تلك الحشود العظيمة تحتشد في ردفان صباحا وتشد الرحال إلى العاصمة عدن ليكون هناك الملتقى والجمع الذي أقل ما يمكن له وصفه بالمليوني والذي أدهش الجميع وأربك المتربصين بالقضية الجنوبية وأوقف حبر الأقلام الصحفية الصفراء والتي كانت وما زالت تبحث عن ثغرات لتمزيق وحدة الصف الجنوبي .
وإذا كنا قد حصلنا اليوم على استقلالنا المعنوي فعما قريب وبإذن الله سنحصل على استقلالنا الكامل وسوف يرفرف علم دولتنا الجنوبية فوق جبل شمسان ونعود إلى أحضان عاصمتنا الحبيبة عدن .