بقلم / عبدالملك المثيل : وحدها الأيام أثبتت خرافة التصريح المطالب برئيس جنوبي من أجل الحفاظ على الوحدة ، فمع وصوله إلى السلطة وجد نفسه في موقع الساعي لإنتزاع السلطة من براثن من تقاسمها وتحكم فيها ووزعها هنا وهناك ، ولعل الأدهى من ذلك كله ، سعي ورغبة طرفي الصراع في حاشد ، السيطرة على الرئيس الجنوبي والتحكم فيه عن بعد أو قرب ، وجعله مجرد رئيس آلي يتحرك بريموت كنترول نصفه في يد والنصف الآخر في يد مختلفة ، ولهذا كان من المنطقي عدم إيمان أهل الجنوب وكذلك كل الوطنيين بتلك التصريحات والرغبات ، لأن الأرضية الرئاسية لا توفر للرئيس الجنوبي السير وفق ما تقتضيه مصلحة الوطن والشعب في الوقت الراهن ، بسبب سيطرة حاشد على مكامن القوة ورفضها القوي والناعم في آن واحد التنحي جانبا وترك البلاد لتتلقى فرصة الإصلاح من الخراب الذي نالته على أيادي من حكمها 33 سنة. حاشد لن تتخلى عن السلطة لأنها تعتقد أنها الأحق بحكم اليمن ، وحتى لا يكون الرئيس الجنوبي من حاشد سواءا كان عبدربه منصور هادي أو رئيس قادم من الجنوب بعد 2014م ، يتوجب عليه تملك الإرادة والعزيمة والشجاعة ، والتفكير في مصلحة الوطن اليمني كاملا ، والمقتضية التضحية بمراكز القوى والفساد المانعة وجود الدولة ، عبر التسريع في إصدار قرارات الإقالة في حق كل من يعرقلون بناء الدولة ويثيرون ببقائهم المشاكل واحدة تلو الاخرى ، في نفس الوقت الذي يتم فيه تعيين كفائات قيادية قوية قادرة على الإمساك بزمام الأمور في أي موقع كانت.
ختاما...لا بد أن يدرك الرئيس عبدربه منصور أن الناس ينتظرون منه أن يكون يمنيا أولا وأخيرا ، ولهذا يتوقعون منه عملا وطنيا به سيؤسس في مرحلته الإنتقالية طريق السير بالوطن نحو دولة النظام والقانون ، كما يجب على الرئيس الجنوبي القادم إدراك ذلك أيضا ، وعلى كل مراكز القوى والفساد أيضا أن تكف وتتوقف عن طمعها وأنانيتها ، وعليها أن تتعظ من خاتمة راعيها ومربيها الرسمي المخلوع علي عبدالله صالح ، وإن كانت اليوم بفعل الأحداث والوقائع تملك وسائل الحكم والتأثير ، فإنها في الغد ستكون في مكان أضعف وأوهن ، لأن عجلة التغيير ماضية إلى الأمام رغم المطبات والعراقيل الداخلية والخارجية التي تحاول عرقلتها أو إعادتها إلى الوراء.. [email protected]