تجيد حكومة الشرعية، التلاعب بالحقيقة وتروّج في سبيل ذلك معلومات زائفة إنقاذًا لنفوذها وأجندتها المتطرفة التي تمارسها ضد الجنوب وشعبه. ففي الوقت الذي منيت فيه حكومة الشرعية بخسائر ضخمة أمام القوات المسلحة الجنوبية، لا سيّما في محافظة أرخبيل سقطرى، لجأت "الشرعية" إلى تزييف الحقائق والنيل من القيادة السياسية الجنوبية والتشكيك في حق المجلس الانتقالي في الدفاع عن شعبه وأرضه.
خسائر الشرعية في الأيام الماضية لم تكن فقط عسكرية، فالحكومة المخترقة إخوانيًّا تلقّت صفعة أخرى، تمثّل في الحراك الشعبي الذي احتفل بالنصر على المليشيات الإخوانية المارقة، لتتلقى "الأخيرة" صفعة حاسمة ردّت على الأكاذيب المتعلقة بالظهير الشعبي الذي يملك المجلس الانتقالي، باعتبار أنّه الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجنوبي.
محافظة المهرة كانت على موعدٍ مع احتفالات حاشدة في مديرية سيحوت، حيث تجمّعت حشودٌ ضخمة في ساحة جامع باكريت، احتفالًا بانتصارات القوات المسلحة الجنوبية في سقطرى، وتأييدًا للإدارة الذاتية للجنوب.
القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في المديرية نظّمت مهرجانًا جماهيريًّا، أشاد خلاله المواطنون بالانتصارات التي تحققت على يد القوات الجنوبية المسلحة في جزيرة سقطرى والضالع وشقرة بمحافظة أبين.
ورفع المواطنون أعلام دولة الجنوب ودول التحالف العربي، ورددوا هتافات ثورية، منها "المهرة جنوبية"، وعبّروا عن تلاحم الإرادة الشعبية مع ما يصدره المجلس الانتقالي الجنوبي من قرارات وخيارات تلبي مطالب الشعب وتصون مكتسباته، وتحافظ على كرامته وثرواته، وكذا رفضهم القاطع للمشاريع التآمرية التي تستهدف محافظة المهرة والجنوب عامة، مجددين مطالبهم التي تتمثل بتشكيل النخبة المهرية لحفظ أمن واستقرار المحافظة من قوى الإرهاب الإخوانية.
في سياق متصل، ألقت قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة المهرة ومديرية سيحوت، كلمات عبروا من خلالها عن مساندتهم القيادة الحكيمة في تطبيق قرار الإدارة الذاتية وحفظ الأمن والاستقرار والسلام في جميع المحافظات الجنوبية.
احتفالات المهرة الشعبية تأتي بعد أيام قليلة من احتفالات مشابهة، شهدتها سقطرى، حيث شاركت حشودٌ شعبية من مختلف مناطق الأرخبيل؛ للمشاركة في احتفالات طرد مليشيا الإخوان الإرهابية من المحافظة.
وشارك أبناء سقطرى في تجمعات حاشدة بشارع 20 أمام مبنى السلطة المحلية في حديبو؛ ابتهاجًا بتحرير المدينة من عصابات مليشيا الإخوان الإرهابية، ورفع المشاركون في الاحتفالات، أعلام دولة الجنوب ولافتات تعبر عن الشكر والثناء للقوات المسلحة الجنوبية على تخليص الشعب السقطري من عصابات الإخوان.
هذا التلاحم الشعبي يحمل الكثير من الدلالات لعل أبرزها أنّ الجنوب عبارة عن كتلة واحدة، يقف فيها أبطالٌ أشاوس على الجبهة يُسطّرون البطولات ويزودون عن الوطن مهما كلّف الأمر من تحديات، وقيادة سياسية تفطن لما يُحاك ضدها من مؤامرة تُنفّذها حكومة الشرعية الخاضعة لهيمنة إخوانية خبيثة.
الاحتفالات الشعبية جاءت لتوجّه رسالة صريحة وواضحة، مفادها أنّ الجنوب لشعبه، ولن يكون إلا كذلك، وأنّ ما تسوقه الشرعية من إدعاءات تثير سخرية أحيانًا، وكوميديا سواء غالبًا، مآلها إلى زوال.
