ونحن قد انتهينا من شهر مايو، وهو الشهر الذي يحتفل فيه الكثير من الجنوبيين بذكرى فك الارتباط، ندعو أحرار العالم في مساعدة هذا الشعب في حل قضيته العادلة واحترام إرادته وحقه في تقرير مصيره. لقد عاش هذا الشعب مرارة الهزيمة و "الاستعمار"كما وصفها الجنرال الأحمر -وحتمًا سيعيش فرحة الانتصار والاستقلال. لم يهدأ هذا الشعب ولم يستكين ولم ولن يقبل الأمر الواقع فأطلق شرارة ثورته السلمية واستمر هذا الشعب في محاولاته لاسترداد كرامة الوطن وعزته وكبريائه. والجميع يشهد على عظمة هذا الشعب وقوة عزيمته وصلابة أبنائه الذين ارتكبت بحقهم أبشع وأفظع الجرائم. بالإضافة إلى وحدة الصف وتعزيز قيم التصالح والتسامح، فإننا في هذه المرحلة بالذات بحاجة إلى الإعداد لمؤسسات راسخة تضمن الاستقرار وتتغلب على العديد من الصعاب وتحديات الداخل ومواصلة الدفاع عن قضايا الامة، والتعامل مع أزمات منطقتنا. علينا جميعًا أن نعي أين كنا وأين نحن الآن وأين تمضي حركتنا نحو المستقبل. ونحن نتذكر هذه المناسبة لا يفوتنا أن ننحني إحترامًا لشهدائنا الذين دافعوا عن وطننا منذ انطلاق الشرارة الاولى، ونستلهم من هذه الذكرى المزيد من العزم واليقين ، نستعيد ما حققناه حتى اليوم فنزيد ثقة بمستقبل الوطن واقتناعًا بقدرة أبنائه. علينا جميعًا أن نبذل أقصى الجهد من اجل سلام دائم وشامل لوطننا والاقليم والعالم، ونستغل هذه الفرصة لدعوة كل أحرار العالم في مساعدتنا في تحقيق ذلك، وأننا نؤكد أنه لم ولن يكون هناك سلام مستدام دون احترام حق الشعب في تقرير مصيره، فقد ثبت أن تقرير المصير هو أحد المبادئ الرئيسية للقانون الدولي،وهو القرار الذي اعتمد في عام1960 واعتمد به في إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة. وينص القرار على ما يلي: "لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيرها؛ ولها بمقتضى هذا الحق أن تحدد بحرية مركزها السياسي وتسعى بحرية إلى تحقيق إنمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. كما نود أن ننبه أن القرار يؤكد أن نقص الاستعداد في الميدان السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي أو التعليمي ينبغي ألا ُيتخذ ذريعة لتأخير الاستقلال. وأخيرًا، ونحن نحيي هذه الذكرى نشكر كل الداعمين في الاقليم والعالم لدعمهم الثابت واللامحدود لقضيتنا العادلة، ونؤكد للعالم أن قضيتنا عادلة وموقفنا شريف ونجدد الدعوة لحل عادل يحترم إرادة وتضحيات شعبنا ويحقق آماله وتطلعاته.