لقاءان لقبائل الغيل والعنان في الجوف وفاءً للشهداء وإعلانًا للجاهزية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    الحديدة.. المؤتمر العلمي الأول للشباب يؤكد على ترجمة مخرجاته إلى برامج عملية    لابورتا يُقفِل الباب أمام عودة ميسي إلى برشلونة    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    شليل يحرز لقب فردي الرمح في انطلاق بطولة 30 نوفمبر لالتقاط الأوتاد بصنعاء    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    منتسبوا وزارة الكهرباء والمياه تبارك الإنجاز الأمني في ضبط خلية التجسس    تألق عدني في جدة.. لاعبو نادي التنس العدني يواصلون النجاح في البطولة الآسيوية    تركيا تعلن مقتل 20 من جنودها بتحطم طائرة شحن عسكرية في جورجيا    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    الإخوان والقاعدة يهاجمان الإمارات لأنها تمثل نموذج الدولة الحديثة والعقلانية    جنود في أبين يقطعون الطريق الدولي احتجاجًا على انقطاع المرتبات"    إيفانكا ترامب في أحضان الجولاني    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    خبير في الطقس: برد شتاء هذا العام لن يكون كله صقيع.. وأمطار متوقعة على نطاق محدود من البلاد    زيارة ومناورة ومبادرة مؤامرات سعودية جديدة على اليمن    عين الوطن الساهرة (2)..الوعي.. الشريك الصامت في خندق الأمن    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    اليوم انطلاق بطولة الشركات تحت شعار "شهداء على طريق القدس"    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    حلّ القضية الجنوبية يسهل حلّ المشكلة اليمنية يا عرب    أبين.. الأمن يتهاوى بين فوهات البنادق وصراع الجبايات وصمت السلطات    30 نوفمبر...ثمن لا ينتهي!    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    تغاريد حرة .. انكشاف يكبر واحتقان يتوسع قبل ان يتحول إلى غضب    كلمة الحق هي المغامرة الأكثر خطورة    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قاضٍ يوجه رسالة مفتوحة للحوثي مطالباً بالإفراج عن المخفيين قسرياً في صنعاء    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    مشاريع نوعية تنهض بشبكة الطرق في أمانة العاصمة    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    النفط يتجاوز 65 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 3 نوفمبر    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الدوري الاسباني: برشلونة يعود من ملعب سلتا فيغو بانتصار كبير ويقلص الفارق مع ريال مدريد    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين عام حزب الرابطة " فضل ناجي " : الانتقالي كيان تحالف جبهوي جامع وحامل سياسي للقضية الجنوبية «حوار»
نشر في حياة عدن يوم 25 - 11 - 2024

- ستظل ‏فرحتنا بيوم 30 نوفمبر ناقصة حتى يتم تحقيق الاستقلال الثاني وقيام دولة الجنوب العربي ‏الفيدرالية
- تم إجهاض الاستقلال باليمننة والوحدة الفاشلة مع اليمن
- حزب الرابطة أول حزب سياسي وطني في الجنوب والمنطقة كان له الدور الأبرز ‏في قيادة الثورة والحركة الوطنية
- الرابطة مدرسة في النضال الوطني والقيم والمفاهيم السياسية الراقية ومدرسة في ‏الأخلاق الوطنية.
- اليمننة هي أم المصائب وبسببها سلمنا وطن وشعب وثروة وتعرضنا لأبشع احتلال ‏يمني في التاريخ
- أعلنت الوحدة على أكبر كذبة بأنه أعيد تحقيقها في حين لم تكن هناك وحدة عبر ‏التاريخ
- الحوثي ما كان له أن يصمد إلا بموافقة من دول كبرى
- الحوثي صناعة قوى دولية وإقليمية ليكون شوكة في خاصرة الجزيرة العربية..
- علينا أن ننظر إلى مستقبل الأجيال ونأخذ من الماضي العبرة وأن ‏يغادر أبناء الجنوب ثقافة الصراع إلى ثقافة المصلحة والشراكة
- أي طرح لا يضع معاناة الشعب من أولوياته لا يستحق قراءته



مع قرب الاحتفال بالذكرى ال " 57 " للاستقلال الأول للجنوب " 30 " من نوفمبر التقت صحيفة " الأمناء " بالشخصية السياسية البارزة الأستاذ فضل محمد ناجي الأمين العام لحزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)‏ من مقر إقامته في ولاية " الاباما " بالولايات المتحدة الأمريكية في مقابلة هامة تحدث فيها عن الاستقلال ودور حزب الرابطة والموقف الدولي تجاه الجنوب والحوثيين والمجلس الانتقالي والعديد من القضايا الهامة ، وتنفرد صحيفة " الأمناء " بنشر النص الكامل للمقابلة ..

* ونحن نحتفل بذكرى مرور " 57 " عاماً على الاستقلال، ماذا تود أن تقول بهذه المناسبة؟

•• في البدء، نهنئ شعبنا وكل قواه الوطنية بهذه المناسبة الوطنية؛ وال " 30 " من نوفمبر 1967م ‏يوم عظيم تجلّت فيه عظمة كفاح ونضال شعب الجنوب العربي منذ دخول قوات الاحتلال ‏البريطاني عام 1839م ، وحتى يوم رحيل آخر جندي بريطاني بعد احتلال دام 129 عاماً.‏
لم تتوقف مواجهة الاحتلال من قِبَل القيادات الوطنية والمناطق القبلية؛ وقامت ‏انتفاضات في حضرموت وبيحان والضالع والربيزي والواحدي وأبين والعوالق السفلى باكازم ‏ويافع والقطيبي ردفان والصبيحة.. وهناك أبطال استشهدوا خلّدهم التاريخ، على سبيل المثال ‏لا الحصر، في أربعينيات القرن الماضي استشهد الأبطال الشيخ محمد بن عواس والسيد ‏عبدالدائم، رحمهما الله، في الضالع عندما أقدما على مواجهة وقتل الضباط الانجليز ديفيد ‏وسيجر.. كما ارتقى إلى رحمة الله العديد من الشهداء الأبطال في مختلف مناطق الجنوب ‏العربي، أمثال راجح بن غالب لبوزة وعبدالنبي مدرم.‏
وللأسف، تم إجهاض الاستقلال باليمننة والوحدة الفاشلة مع اليمن.. وأقول ستظل ‏فرحتنا بيوم 30 نوفمبر ناقصة حتى يتم تحقيق الاستقلال الثاني وقيام دولة الجنوب العربي ‏الفيدرالية إن شاء الله.‏

* حزب الرابطة كان له دور وتحرك في حصول الجنوب على الاستقلال، وهو أول من نادى ‏بالاستقلال.. حدثنا عن ذلك ؟

•• حزب رابطة الجنوب العربي هو أول حزب في الجنوب العربي بل في المنطقة.. بداياته في ‏العام 1948م وأعلن رسمياً في 29 أبريل 1951م برئاسة المؤسس السيد محمد علي الجفري ‏الحاصل على درجة العالمية من الأزهر الشريف، رحمه الله، ومعه نخبة من زملائه مثلت كل ‏الطيف الفكري الجنوبي، ومن مختلف التوجهات السياسية، من أقصى اليمين إلى أقصى ‏اليسار، ومن قادة الحركة الوطنية الجنوبية، ومن كل مناطق الجنوب العربي؛ قاسمهم ‏المشترك التخلص من المستعمر وقيام دولة مستقلة كاملة السيادة.. والرابطة وبكل جدارة ‏تعتبر رائدة الحركة الوطنية الجنوبية الحديثة وملهمة نضال شعبنا ضد الاحتلال البريطاني ‏، وقادت العمل السياسي والتعبوي ونظمت وحركت المظاهرات ؛ بل إنها ساهمت في العمل ‏العسكري ضد الاحتلال وخاصة قبل إعلان بريطانيا مغادرة الجنوب الذي تعهدت بأن تغادره في ‏‏9 يناير 1968م.‏
وحددت الرابطة أهدافها عند التأسيس في العام 1951م بالتالي: استقلال الجنوب ‏العربي ووحدة أراضيه وانتقال السيادة إلى الشعب.‏
وفي بيان الرابطة السياسي في مارس 1956م، وقف الاحتلال البريطاني ضدها، عندما ‏أعلنت فيه مشروعاً يجعل الشعب مصدر السلطة ونظام فيدرالي للجنوب العربي يوحد كل ‏المحميات الشرقية والغربية وولاية عدن وتشكل حكومة مستقلة وعبر برلمان منتخب وقضاء ‏مستقل.. واعتبر الانجليز أن هذا رأي متطرف وإعلان للاستقلال من جانب واحد [ولكنه طبق ‏هذا المشروع في ماليزيا].. وبدأ المستعمر التنكيل بأعضاء الرابطة حتى بلغ نفيه لقادة ‏الرابطة واجتياحه سلطنة لحج في شهر رمضان عام 1958م بهدف إلقاء القبض على ‏القيادات الرئيسية لحزب الرابطة. ‏
إن حزب الرابطة أول حزب سياسي وطني في الجنوب والمنطقة.. كان له الدور الأبرز ‏في قيادة الثورة والحركة الوطنية وحرك المظاهرات وأجج روح النضال الشعبي لمواجهة ‏الاحتلال.. وحققت نجاحاً وتأييداً على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.. وحملت الرابطة ‏قضية الجنوب العربي إلى مختلف المحافل الدولية مثل منظمة التعاون الاسلامي، ومؤتمر ‏شعوب آسيا وافريقيا، واتحاد المحامين العرب، واتحاد الكتاب العرب، واتحاد العمال العرب.. ‏كما أن أول نقابة للعمال في عدن رأسها الرابطي الوطني زين صادق الاهدل، رحمه الله، والتي ‏كانت نواة للمؤتمر العمالي.‏
وحملت الرابطة قضية الجنوب إلى الأمم المتحدة في العام 1959م .. وتواصلت جهود ‏قيادة الرابطة مع لجنة تصفية الاستعمار المنبثقة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث توجه ‏الزعيمان الوطنيان محمد علي الجفري وشيخان الحبشي، رحمهما الله، في يونيو عام 1963م ‏إلى الأمم المتحدة ، وطرحا قضية استقلال الجنوب العربي من باب المندب إلى المهرة أمام ‏لجنة تصفية الاستعمار ، وحققت نجاحاً كبيراً نتج عنه صدور قرارات تقضي بتصفية الاستعمار ‏وتعهدت بريطانيا رسمياً بمنح الاستقلال للجنوب العربي ، كما تحرك حزب الرابطة إلى الجامعة ‏العربية ومنظمة التعاون الإسلامي .
وأدى هذا إلى قيام قوات الاحتلال بسجن ونفي قيادات الرابطة ومطاردتهم ؛ بل وتدمير ‏منازلهم في شبوة، وإقفال ومنع الصحف التي أصدرتها الرابطة، واقفلت صحيفة اليقظة ‏وصحيفة الجنوب العربي برئاسة أ . أحمد عمر بافقيه، رحمه الله، وقبلها أقفلت صحيفة النهضة ‏التي أصدرها أ. عبدالرحمن جرجرة -أحد مؤسسي حزب الرابطة- رحمه الله.‏
الرابطة مدرسة في النضال الوطني والقيم والمفاهيم السياسية الراقية ومدرسة في ‏الأخلاق الوطنية.. حزب ناضل منذ 73 عاماً في الدفاع عن استقلال الوطن وإقامة دولته، ‏والوقوف إلى جانب الشعب.. ولم يقبل بأي مساومات أو مغريات، حزب لم تتلطخ أياديه بدماء ‏الأبرياء ولا بمال حرام، حزب ضحى من أجل انتصار الوطن وتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي.‏
وقد أصدرت جامعة الدول العربية في سبتمبر 1967م توصية تقضي بضرورة أن ‏تتسلم سلطة حكم الجنوب العربي عند الاستقلال حكومة إئتلافية من الهيئات الوطنية الثلاث ‏‏(حزب الرابطة / الجبهة القومية / جبهة التحرير) وتكون حكومة وحدة وطنية، بدون إقصاء، ‏وبالتعاون مع كل القوى الأخرى.. وللأسف لم يتم وحصل ما حصل، وقدر الله وما شاء فعل.‏

* ناديتم بالجنوب العربي الفيدرالي رغم رفض بعض القوى الوطنية التي تطالب باستعادة ‏الدولة السابقة جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبية، حدثنا عن ذلك؟

•• قضيتنا وطنية (هوية ووطن).. الهوية هي اسم هذه المنطقة "الجنوب العربي".. والوطن ‏هي مساحة الجنوب المتعارف عليها دولياً.. بلادنا اسمها جنوب العرب، والبحر هو بحر ‏العرب، واليمن هو اتجاه جهوي جغرافي وليس مسمى دولة أو كيان بحدود سياسية معروفة.. ‏وعند إعلان المملكة المتوكلية اليمنية في 1918م لم يكن الجنوب العربي جزءاً منها، واحتفظ ‏الجنوب العربي بهويته عبر التاريخ، وحتى اليمن لم تسمى كدولة إلا في عهد الإمام يحي عام ‏‏1918م وقبله كانت المتوكلية الإسلامية وبعدها المتوكلية الهاشمية ثم المتوكلية اليمنية.‏
اليمن اتجاه جغرافي ومثله بلاد الشام والمغرب العربي والدول الاسكندنافية.. وتحوي ‏كل هذه المسميات الجهوية على عدد من الدول.‏
المستشرقون منذ مئات السنين قالوا عرب الجنوب.. قرارات الجمعية العامة للأمم ‏المتحدة لم تقل جنوب اليمن بل الجنوب العربي أو عدن والمحميات الشرقية والغربية.
وثيقة ‏الاستقلال في المادة الأولى تنص على: "يحصل الجنوب العربي على الاستقلال في 30 نوفمبر ‏‏1967م (ويشار إلى هذا اليوم بيوم الاستقلال)" ..الزعيم عبدالناصر أكد في خطاباته على ‏استقلال الجنوب العربي.‏
اليمننة هي أم المصائب وبسببها سلمنا وطن وشعب وثروة.. وتعرضنا لأبشع احتلال ‏يمني في التاريخ.‏
أعلنت الوحدة على أكبر كذبة بأنه أعيد تحقيقها في حين لم تكن هناك وحدة عبر ‏التاريخ كانت احتلالات زيدية فيتم دحرها.. هناك فرق بين الجنوب العربي كمنطقة ووطن ‏لعرب الجنوب وبين اتحاد الجنوب العربي الذي أقيم في 1959م وبقيت أربع سلطنات لم ‏تدخله إلا أن شعارها وأعلامها تحمل اسم الجنوب العربي وكانت في الطريق إلى الالتحاق ‏بالاتحاد.‏
نؤكد على أن الهوية الوطنية للجنوب العربي هي حجر الزاوية في صراعنا ‏القديم/الحديث مع اليمن وقواه.. وهي بوابة النصر.. وعلينا أن لا نفرط بها.. بل يجب أن نعض ‏عليها بالنواجذ.. ونتوحد حولها ونعزز من اللحمة الجنوببة.‏
وباختصار الهوية ليست إدانة لأحد؛ بل عودة للحق والعودة إلى الحق فضيلة.‏


* هل الشرعية تنوي مواجهة الحوثي واستعادة صنعاء.. ماهو ردكم؟

•• الحوثي صناعة قوى دولية وإقليمية ليكون شوكة في خاصرة الجزيرة العربية.. وحول ‏موضوع مواجهته "لو كانت شمس كانت من أمس".. المواجهة تحولت جنوباً وما حرب شقرة ‏وموقعة خيبر والأنشطة المضادة للجنوب وقضيته إلا دليل على ‏أن هدف الشرعية هو إعادة احتلال الجنوب العربي.‏
الحوثي ما كان له أن يصمد إلا بموافقة من دول كبرى.. وقدم له الدعم والحماية من ‏خلال تهريب الأسلحه من قبل أجهزة دولة (ايران).. وسمح له بالسيطرة على الحديدة، وكانت ‏قواتنا على بعد 3 كيلومترات من ميناء الحديدة وتم انسحابها.. وتم انسحاب قوات الشرعية من ‏فرضة نهم والجوف والبيضاء وحتى مدينة مأرب ، وسلموا للحوثي المعسكرات والأسلحة ‏الثقيلة.. وتم تجيير اتفاقية استوكهولم لصالحه.. وكل التوافقات التي تمت مع الشرعية كانت ‏لصالحه وتمدد بقاءه.‏
هناك تنازلات قدمت للحوثي ومنها إيقاف تصدير النفط والغاز والتراجع عن قرارات ‏البنك المركزي، ومنحه السيطرة على النقل الجوي وحصوله على رسوم الأجواء والتذاكر ‏والتحكم بها.. ووصل الأمر إلى تركه يتحكم بحرية بإصدار بطاقات الهوية الشخصية.. وهو المتحكم ‏بشركات الاتصالات.. وتهديده للملاحة البحرية في بحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر.. ‏وفرض الجبايات لعبور السفن.. وحصوله على مئات الملايين من الدولارات كما أوضح ذلك ‏تقرير الخبراء الدولي.‏
يبدو أن قدوم ترامب سيغير مفاتيح اللعبة.. وكما أعلن بأنه سيضع الحوثي كمنظمة ‏إرهابية.. واحتمال يتم تحييده ومنع الدولة الداعمة له والتي تستخدمه كأداة لتنفيذ أجنداتها في ‏المنطقة.‏

* كيف تنظر إلى موقف الدول العربية والأجنبية تجاه قضية استقلال الجنوب؟

•• ما يشاع بأن العالم مع الوحدة اليمنية وضد إرادة شعبنا وتطلعاته نحو الاستقلال وإقامة ‏دولته، هذا يتعارض مع كافة الحسابات السياسية المدركة للمصالح الإقليمية والدولية..‏
تصعيد نضال شعبنا على كافة المستويات واستخدام كافة الوسائل المشروعة من أجل ‏التحرير والاستقلال والعمل وبقوة على المستوى الداخلي والخارجي.. والتمسك باستخدام حق ‏تقرير المصير الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ من القانون الدولي المعاصر، وهذا الحق من القواعد ‏الملزمة في القانون الدولي وهو سند الشعوب التواقة للحرية والاستقلال ، ويثبته ميثاق الأمم المتحدة في الفقرة(2) المادة[1] التي تنص على (إنماء العلاقات ‏الودية بين الأمم على أساس احترام المبدأ الذي يقضي بالمساواة بين الشعوب وبأن يكون لكل ‏منها حق تقرير المصير.)‏
ويؤكد قرار الأمم المتحدة في 16 ديسمبر 1952م رقم ‏A/RES/637/V11‏ على أن حق ‏الشعوب في تقرير مصيرها شرط ضروري للتمتع بالحقوق الأساسية وواجب على الشعوب ‏والدول دعم هذا الحق.‏
كما تم تثبيت حق تقرير المصير في كل من العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية ‏والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. حيث تنص الفقرة(1) من المادة[2] من هذين العهدين ‏على أن (لكافة الشعوب الحق في تقرير المصير ولها الحق في تقرير كيانها السياسي ..الخ).. ‏والجمهورية اليمنية قامت بين طرفين من أطراف هاتين الاتفاقيتين وقد انضمت ج.ي.د.ش ‏إليها في 9 فبراير1987م، وبهذا لشعب الجنوب العربي الحق أن يسترد حريته ويقيم دولته.‏
وأكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن حق تقرير المصير يعتبر من أهم مبادئ ‏القانون الدولي بموجب القرار رقم ‏A/RES/51/84‏ في تاريخ 28 فبراير 1997م.‏
قضيتنا ليست سياسية بل قضية وطن وهوية.. فالقضايا السياسية تحل بالتسويات ‏والتنازلات المتبادلة، أما قضيتنا وطنية تتمثل في التحرير والاستقلال وإقامة دولة الجنوب ‏العربي الفيدرالية كاملة السيادة وعلى كامل تراب الوطن الجنوبي.‏

* المجلس الانتقالي يعد جامعا لكل القوى الوطنية الجنوبية، كيف ترى أداء المجلس منذ إعلانه ‏حتى اليوم؟

•• المجلس الانتقالي كيان تحالف جبهوي جامع وحامل سياسي للقضية الجنوبية؛ ونحن في ‏حزب رابطة الجنوب العربي الحر(الرابطة) دعمناه وباركنا إعلانه في بيان رسمي، وأيدنا ‏رؤيته المعلنة حينها وإعلان عدن التاريخي الذي ألقاه الأخ المناضل رئيس المجلس القائد ‏الأعلى للقوات الجنوبية اللواء عيدروس الزبيدي.. والمجلس الانتقالي يعتبر منجزا تاريخياً ‏عظيما وجب دعمه والحفاظ عليه ، والعمل على إصلاح أي أخطاء أو نواقص رافقته.. وطبيعي ‏في أي عمل كبير يحصل ذلك، والكمال لله وحده..‏
والمهم بأن يواصل جهوده نحو الحوار الجاد مع كافة القوى والشخصيات الوطنية ‏وتعزيز اللحمة الجنوبية ، وخاصة لقوى التحرير والاستقلال وإقامة دولة الجنوب العربي ‏الفيدرالية.‏
هناك مصاعب وضغوط دولية ونتطلع إلى تكاتف الجهود وفرض قضية الجنوب ‏ووضعها في صدارة أي حل وعدم تجاوزها من قبل اللاعبين الدوليين ، وعليهم أن يدركوا أن لا ‏حل إلا بإقامة دولتين وبدون ذلك لن تنجح أي حلول، بل تؤسس لصراع قادم يهدد الاستقرار ‏في هذه البقعة من العالم التي تمثل موقعاً هاماً يهم مصالح الجوار والعالم ككل.‏

* كلمة أخيرة تود قولها في ختام هذا اللقاء ؟

•• أي طرح لا يضع معاناة الشعب من أولوياته، لا يستحق قراءته.. وخاصة الحالة ‏المعيشية الصعبة والمجاعة التي تنتشر في كل مناطق الجنوب وارتفاع الأسعار وانهيار صرف ‏العملة وانعدام الخدمات الأساسية الهامة مثل الكهرباء وانقطاع المياه والتطبيب...الخ.‏
ويجب على مجلس القيادة الرئاسي أن يجعلها قضيته الأولى.. كما ندعو حكومة ‏الشرعية، التي تفوح منها رائحة الفساد ويعتري أداؤها العجز والفشل، أن تغادر قوقعتها وأن ‏تعمل وبجد على إنقاذ الشعب.‏
ونوجه نداء إلى أشقائنا في التحالف وأصدقائنا في العالم لإعداد مشروع دعم حقيقي ‏وبإشراف دولي لإنقاذ الشعب من المجاعة التي تفتك به ، وتقديم الدعم اللازم قبل الانهيار ‏الشامل وتمكينه من الاستفادة من دعم المانحين وأيضاً خيرات الوطن الجنوبي من نفط وغاز ‏والأسماك وتشغيل مصافي عدن وكافة الموارد المالية من جمارك وضرائب.. وحسبنا الله ونعم ‏الوكيل.‏
وفي الختام أقول علينا أن ننظر إلى مستقبل الأجيال ونأخذ من الماضي العبرة ، وأن ‏يغادر أبناء الجنوب ثقافة الصراع إلى ثقافة المصلحة والشراكة ، وأن نستفيد من تجارب ‏الشعوب التي أقامت وحدة وطنية وفتحت صفحة جديدة نحو المستقبل وأقامت أنظمة في ‏أوطانها أصبحت في مصاف الدول الناهضة بقوة بعد الدمار والمذابح والتفرقة العنصرية ‏ومنها جنوب افريقيا ورواندا وغيرها.. وحدتنا الجنوبية هي مصدر قوتنا وصمام أمان نصرنا ‏واستقلالنا.. ولنا في الماضي القريب والبعيد ما يكفي من الدروس.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.