طريقة تناول الآراء الجيدة هي التي تبقي وان عارضتها الظروف , والكلمة الحرة لا تكمن فقط في محتواها ومضمونها وإنما قيمتها ترتبط بحسن الاختيار للتوقيت الصحيح للقول. لقد أصبحت الإثارة المغرضة والمبالغة في عرض القضايا ومعالجتها شيئاً عادياً حتي وصل الأمر إلي حد النفاق فكان طبيعيا أن تضيع بوصلة النجاح لبعض الأقلام فليس رأيا أن تصفق في كل زفة ترقص علي أي موسيقي وان تكون صوتا فالزمارون لنظام صنعاء لا يخدمون قضية ولا يرشدون شعبا فالبحر أمواجه تصفق ورياحه تزمجر ولكنه لم ولن يفلح في أن يزحزح الشاطئ. وصدق الشاعر إذ يقول: وما من كاتب إلا سيغني.. ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء.. يسرك يوم القيامة ان تراه أتمني أن نجد اللغة الهادئة البعيدة عن الضجيج وأدب الحوار المتمثل في عرض الرأي والرأي الآخر بلا تجريح أو ازدراء وعدم الانحياز لرأي دون الآخر وشجاعة الاعتراف بالخطأ والعمل علي تصحيحه .