على مدى أكثر من عشرين سنة لم تنجح السلطات المحلية والمؤسسات والدوائر الحكومية المتعاقبة بمديرية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية في توفير مقرات لها ولإعمالها ونشاطاتها اليومية ولم تفكر حتى بالاستقلال بمباني ومنشات لها والسعي والمتابعة لأجل تحقيق ذلك الحلم , الأمر الذي ادخلها إلى مربع الاستئجار والتعاقد المدمر لحل تلك المشكلة على مدى هذه الفترة الزمنية الطويلة فهي في تنقل مستمر لم يتوقف من عماره إلى أخرى ومن شارع إلى شارع أخر دون أي مبالاة بتلك الأموال الطائلة التي تهدر وتبذر في هذا الخصوص ملقين عرض الحائط الاستغلال الرشيد والصحيح للإيرادات والأرباح السنوية وضياع الكثير من تلك الأموال في تسديد فواتير الإيجار التي أنهكت الكثير من تلك المؤسسات والدوائر والمنشات دون أي تخطيط وتفكير ونية للتطوير والتحديث والاستقلال بمباني ومقرات جديدة مستقلة يذكر من عصابات تلك الوزارات المتلاعبين بالأموال العامة والخاصة للمديرية , أما بخصوص المنشات المستقلة بمباني والتي يبلغ عددها من 2 إلى 3 منشات فتلك المباني مباني قديمة متصدعة صغيره موجودة من عهد حكومتنا السابقة ولم يسعى أولئك المتربعين على عرشها حتى بعمارتها وصيانتها صيانة حقيقة وتجديدها وإلا كان واجبهم استبدالها وتطويرها وتوسيعها ولكن أي من ذلك لم يحدث . و ما يدعو للسخرية فعلا إن معظم مكاتب الحكومة بالمدينة قائمة على هذا المبدأ ومعتمدة كل الاعتماد على هذه السياسة بدءا من السلطة المحلية مرورا بمكتب الضرائب ومكتب الأوقاف ومكتب... وانتهاء بمكتب التربية والتعليم ومن المفارقة العجيبة إن جميع مؤسسات الحكومة بالمديرية أبان حكومتنا السابقة لها مقرات ومراكز مستقلة تمارس فيها أنشطتها اليومية ولكن اليوم وفي ضل هذا الحكومة وهذه الدولة التائهة لم يعد لتلك المؤسسات أي وجود وبل وبيع البعض منها وتم خصخصتها وكذلك فعل بالأراضي التابعة لها وأعطيت لبعض المتنفذين وبعض المؤسسات الحكومية والخاصة والبعض الأخر تم تأجيرها على المواطنين ولا يعلم أين يذهب إيرادها ومن يستفيد منه .
إن مديرية تريم من اكبر مدن حضرموت مساحتا وسكانا فان مؤسساتها العامة والحكومية تحقق إيرادات كبيره جدا لو تم ترشيدها واستغلالها بطريقه صحيحة لغطت مصروفات المديرية وعدد من المديريات الأخرى , رغم كل ذلك فان تريم تعاني من نقص كبير في المباني والمراكز الحكومية وتكاد تنعدم ,فأين الاهتمام وأين الانجاز وأين البناء الذي يتغنى به أولئك المحسوبين على السلطة والحكومة فهل يدخل في ذهن عاقل بان مؤسسات ومنشات تريم الحكومية مؤجرة لها مكاتب ومقرات إلى هذا اليوم فأين العقلاء وأين الأحزاب وأين السياسيين وأين من يدعون الوطنية وقبل ذا وذاك أين السلطة وسلاطينها الذين لا هم لهم سواء التشبث بمقاعد الإدارة بدون أي تطوير وانجاز واهتمام بمنشات البنية التحتية ,فهنا تطرح التساؤلات التالية لتلك الأصنام و الأوثان الجامدة ..هل سيأتي وقت ونرى جميع المكاتب والمؤسسات الحكومية مستقلة بمبانيها الحديثة أم أن العشرين سنه الماضية غير كافية ؟ هل يوجد لكم برنامج وخطط تحاولون من خلالها تحقيق ذلك الحلم أم أن القضية ليس في البال حتى ؟ هل ترون إن هذه المسألة ذات أهمية أم أن المقرات والمباني آخر ما تفكرون فيه وبإمكانكم ممارسة أعمالكم وأنشطتكم في أي خرابه و أي شقة ؟ هل وصلتم إلى هذا الحد من الحياء والخوف على مدى هذه الفترة وامتناعكم عن المطالبة بهذه المطالب الأساسية للمدينة أم انه ليس لكم أي سلطة وقيمة ومكانة تخول لكم مطالبة سلطة الوادي وحكامها لتلبية تلك المطالب ؟والسؤال الأخير هل أصلا انتم طالبتم يوم من الأيام بهذه المطالب ؟؟