منشورات دعائية، لغة تعبوية تحريضية، ورايات سوداء، إنها علامات القاعدة. مقاتلو التنظيم الإرهابي المدحورون عن مناطق كثيرة شهدت مواجهات بينهم وبين حركة أنصار الله توجهوا إلى لحج، هنا أطلقوا حملة تحض السكان على محاربة الحوثيين والتواجد الأمريكي في قاعدة العند، حملة لا تمكن قراءتها إلا من خلال سياقاتها ومتعلقاتها السياسية والأمنية وتاريخ الأحداث المشابهة لها. من يعرف الجنوب وعلاقة محتليه بالقاعدة وأذرعها المختلفة يعلم أن وراء الأكمة ما وراءها. ليست مجرد تحركات لمجموعة من الشباب المغرر بهم إذا، إنها لعبة التنظيمات الإرهابية ومشغليها، كلما أراد هؤلاء خلط الأوراق ورسم المشهد من جديد، شغلوا خلاياهم التجنيدية وعناصرهم المتطرفة لتخلق البلبلة في صفوف المواطنين الآمنين. هكذا تمت التوطئة لحرب أبين، ملصقات فاستفزازات فتنكيل بالسكان، فهل يمهد بعضهم اليوم لتكرار السيناريو في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج؟ أبناء الحوطة لا يستبعدون ذلك، هم متخوفون حتما مما تشهده مدينتهم من تحركات مريبة وانتهاكات خطيرة كان آخرها قتل مواطن على الطريقة التكفيرية. وحتى لا تعود المأساة وتقع منطقة جديدة من مناطق الجنوب ضحية لعبة لا ناقة للجنوبيين فيها ولا جمل، يطلق أبناء الحوطة صرختهم، ويحذرون من مخططات لتحويل أحيائهم إلى ساحات للقتل المجاني.