عذرا شارون ، عذرا رابين ،عذرا اسرائيل ، عذرا يا كل يهود الأرض ،عذرا عن كل اساءاتنا لكم ، فقد بالغنا في بغضكم والحقد عليكم حين ظللنا نصب عليكم لعناتنا وشتائمنا ونصفكم بكل أوصاف السوء. قلنا انكم أنتم وحدكم قتلة الأطفال، وأنكم أنتم دون سواكم أعداء الإنسانية وأعداء الحياة ،وظللنا لنحو ستين عاما نستجر احداث مجزرة دير ياسين ،ثم اتخذنا من صور مجزرتي صبرا وشاتيلا ،عنوانا لأغانينا الحزينة ، لصحفنا ،لتاريخنا المزيف ،متناسين ومتغافلين عن جرائم بني جلتنا التي تغدو جرائمكم ازاءها أقل بشاعة وأكثر رحمة. سأعتذر لكم اليوم باسمي وسأعترف لكم ،وان جاء اعترافي متأخرا ، فلستم وحدكم القتلة ولستم وحدكم المجرمون. سأعتذر لكم وسألعن كل من يغضب لاعتذاري هذا ،فقد ادركت اليوم أن هناك من هو احق باللعن والشتائم منكم ،من قتلة الأطفال في الضالع ،وقبلهم في المعجلة وعدن وحضرموت.. سنعتذر وسنلعن كل من يعترض على اعتذارنا ،فقد أدركنا بالأمس وزاد يقيننا اليوم أن ما فعله شارون بحق أطفال فلسطين بالأمس ليس أكثر فظاعة مما يفعله ضبعان بأطفال الضالع اليوم. سنعتذر لكم أيها اليهود والاسرائيليون، فإن قتلتم فليس لكم دين يردعكم عن القتل ،مثل دين قتلتنا الذين يبدأون بالبسملة ويسألون الله البركة في سقوط أكبر عدد من اطفالنا قتلى بنيران دباباتهم ،وأسلحتهم الثقيلة، ثم يحمدون الله كثيرا ويشكرونه حين يرون أشلاء هؤلاء الأطفال الطرية تتطاير في الفضاء أو تحترق مع رضاعاتهم التي لم يكملوا رضاعتها بعد. سنتعذر لكم لأنه كان بإمكاننا ان اردنا ان نحاكمكم على جرائمكم بحق أطفال ونساء فلسطين، ان نتقدم الى محاكمكم، وسيتضامن معنا محاموكم ومنظماتكم الانسانية وصحفكم وقنواتكم الفضائية، في حين أننا لا نستطيع ان نتهم قاتلا من بني جلدتنا يقتلنا في وضح النهار ويتفاخر بقتلنا، ولو اننا فقدنا عقولنا وظننا ان بإمكاننا فعل هذا فلن تكون النتيجة سوى تكريم القاتل وترقيته ،ومنحه مزيدا من صلاحيات القتل والدمار ،كما لن نجد من منظماتهم من يعلن تضامنه معنا بمن فيهم حاملة جائزة نوبل للسلام ،كما لن نجد في قنواتهم الفضائية من يكشف للعالم ولو بعضا من هول الجرائم التي ترتكب بحق فلذات أكبادنا، بل سنجد غراببيهم السود وما شابهها ،يعتسفون الحقيقة ويحيلون الطفل الضحية الى مجرم والمجرم القاتل الى حمل وديع. لكم الوعد منا أيها اليهود ،بأن نتوقف عن صب لعناتنا عليكم ،لنتفرغ لصبها على من هو أحق بها منكم من شاكلة ضبعان وداعميه والمتسترين عليه من القتلة والمجرمين.