الشيخ سالم بن سالم البشيري..توفى.. صعدت روحه الطاهرة الى بارئها هكذا استيقظت ردفان على وقع خبر أفترس كل قراها وحواريها والقى كتل من الحزن على قلبها الصبور..رجل الخير والاصلاح..العسكري الصلب .. ستفتقد حالمين اطلالته المبهجة ...ففي ابتسامته تتكثف معاني الشموخ الوديع والوداعة الشامخة ..وفي عينيه امتداد افق التاريخ والنضال..انه رجل تعارك مع الزمن فاستطاع ترويضه واكتشف ان سعادته الحقيقية هي مايصنعه في نفوس الاخرين من حب والفه وتصالح وتجاوز عن الإساءات فكان حكيما كما يليق برجل أمضى حياته معاصرا لكل محطات نضال ردفان فناضل مع من احبهم بحل مشاكلهم وناضل مع احرار الجنوب بعد نكسه94 ورحل وهو شامخا لاينكسر ولايخفض رأسه لعواصف الزمن .. هنا ردفان ..تلتقي فيها امجاد الماضي بصمود الحاضر وتطلعات المستقبل..وكان الفقيد يعلم ان سحبا كثيفة تلبد سماء الوطن وان أصالة ردفان مستهدفة فقضى عمرة حاميا لها ومحافظا على نقاءها ..هاهي مآثره تتحدث..هنا حل قضايا الناس واصلح بينهم..وهنا ناضل من اجل الوطن..واسهم في ثورة التحرير المستمرة الى ماشاء الله لها ان تستمر..وهنا ذكرياته في الجيش الذي ابعدوه عنه وقد كان مولعا ببزته التي ارتداها منذ سنوات بعيده..هنا تلخيص لاعظم معاني الوفاء والحب والتسامح والسلام اذ تتجسد في شخصية الشيخ سالم البشيري في يوم حزين اتجهت حشود من الناس الذين عاش بجوار احلامهم وضوضاءهم الثائر ومشاكلهم اليومية حتى أتجهوا لتوديعه الوداع الاخير.ارتجفت جبال المدينة من منظره..تلك الجبال التي لم ترتجف امام طائرات المحتل الانجليزي ولا من مدفعية احتلال صنعاء..كانت شاهدا على ابتعاد الرجل عن تعب الحياة وشقاءها..فقد آن للفارس ان يترجل عن صهوة جواده فله الرحمة ولردفان العزاء في مصابها الجلل .