شهدت قاعة مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان بعدن صباح ( الاثنين ) الموافق 18 اغسطس- 2014م لقاءا موسعا لعدد 30 منظمة مجتمع مدني في عدن تم فيه الوقوف أمام عدد من القضايا والمشكلات والانتهاكات الماسة بحقوق الانسان ومعاناة المواطنين في محافظة عدن . وقد افتتح الاستاذ محمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان مرحبا بالحضور ، وموضحا بان هذا اللقاء قد جاء بناء على مقترح تم الاتفاق عليه بين كل من مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان والمنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية ، ومركز عدن للرصد والدراسات والتدريب .. وأشار الى ان هذه المنظمات كانت قد أصدرت بيان تناول عدد من القضايا والمشكلات والصعوبات والانتهاكات والمعانات التي تواجه المواطنين في محافظة عدن .
وقد استعرض ممثلي منظمات المجتمع المدني المشاركين في هذا اللقاء القضايا التي أوردها البيان وتم التأكيد عليها ، وتأكيد أهمية الدور الذي يجب ان تلعبه وتؤديه منظمات المجتمع المدني في تبني ومتابعة هذه القضايا وغيرها من القضايا التي تخص وتتعلق بالمواطنين وأمنهم وحياتهم وحقوقهم ، مع التأكيد كذلك على أهمية الدور المناط بمنظمات المجتمع المدني وما يجب ان تسهم فيه وتؤديه وبالذات في ظل الظروف الصعبة التي تمر فيها بلادنا ومحافظة عدن بوجه خاص .
ولتنظيم وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني في محافظة عدن أقر المشاركون / ات تشكيل إطار تنسيقي للمنظمات بحيث تكون المنظمات ال30 المشاركة في هذا اللقاء كمؤسسين لهذا الإطار ألتنسيقي ، على أن يعقد لقاء آخر الخميس بعد القادم لهذه المنظمات يتم فيها إقرار آلية العمل والبرنامج والمهام والأهداف ، وكذا تشكيل اللجان المتخصصة وسكرتارية المجلس التنسيقي .
وقبل أن يختتم المشاركون / ات لقائهم تم التأكيد على المواضيع ومحتوى بيان المنظمات الثلاث المتبنية لهذا اللقاء واعتبارها من المهمات التي ستتولى هذه المنظمات تبنيها ومتابعتها في ضوء عملها القادم .
ونورد فيما يلي القضايا التي تم التأكيد عليها وستتولى المنظمات العمل عليها ومتابعتها وهي :
* الانفلات الأمني في محافظة عدن ، وانتشار السلاح بعلانية في الشوارع والمتاجرة فيها .
* غياب إجراءات تنفيذية جادة بإعادة تنظيم وهيكلة وتفعيل دور الشرطة المدنية ، ومراكزها في مختلف مديريات المحافظة .
* غياب دور النيابة العامة في مختلف قضايا انتهاكات الحريات وحقوق الانسان ، وجرائم القتل التي شهدتها محافظة عدن والتي كان آخرها مقتل الشابين ( حسام عبد الواسع وزميله .. ) في مديرية المنصورة ،وقبلها مقتل الشاب ( سامر البرو ) في مدينة كريتر .. وآخر هذه الجرائم الجريمة البشعة التي تعرضت لها الطفلة شيماء بعد تعرضها للاختطاف والاغتصاب والقتل .. ووفاة المتهم الأول دون إيضاح حقائق وتفاصيل وخلفيات كل هذه الجرائم التي يفترض أن توضح لأهاليهم وللرأي العام الذي من حقه الحصول عليها .
* ظاهرة الاعتقالات ، ومداهمات المنزل خارج اطار القانون والإجراءات القانونية والتي تجسد صورا لانتهاكات حقوق الانسان .. كما حصل مؤخرا خلال اليومين الماضيين في الاعتقالات التي تعرض لها كل من ( منيف الزغلي / محمد عادل البغدادي / محسن خالد البغدادي ) .. وهي مناسبة هنا لنطالب سرعة الافراج عنهم أو تحويلهم الى النيابة العامة لتتخذ إجراءاتها القانونية .
* استمرار الانتهاكات ذات العلاقة بحقوق الانسان المرتبطة بحقهم في الأمن والأمان ، وممارسة حقوقهم الإنسانية والدستورية .
* استمرار معاناة المواطنين من جراء انقطاعات الكهرباء والمياه دون حتى مجرد تقديم توضيح أسباب ذلك للمواطنين من منطلق حق المواطنين في المشاركة في تحمل المسؤولية وحقهم في معرفة كل المعلومات المتعلقة بحياتهم وحقوقهم .
* استمرار تردي أوضاع النظافة وحماية البيئة وانفجارات المجاري ، وانتشار القمامات في الشوارع والأحياء السكنية ، دون مراعاة لمخاطر ذلك على السكان .
* استمرار انتشار المخدرات ، وسهولة وصولها الى الشباب ، مما يسبب العديد من المآسي والكوارث والمشكلات الأسرية والمجتمعية .. مع غياب إجراءات مكافحتها ، والقبض على المتاجرين بها وتحويلهم الى النيابة والقضاء .
* عدم وجود خطوات جادة لحل مشكلات الشباب والشابات والبطالة .
* استمرار تردي أوضاع الخدمات الصحية الحكومية في المحافظة ، وغياب إجراءات جادة لإعادة تأهيلها للقيام بواجباتها العلاجية والصحية للمواطنين ، مما يجبر العديد من المواطنين ( المرضى ) التوجه الى المستشفيات الخاصة ، ودفع تكاليف باهظة للحصول على العلاج المتوفر لديها أو الامتناع عن العلاج لعدم توفر الإمكانات المادية ، وهو حال السواد الأعظم من المرضى في م / عدن .... مع غياب التحقيقات في أسباب الوفيات التي تتم في معظم المستشفيات .. مع غياب الإشراف والمراقبة الحكومية على أداء ورسوم نفقات العلاج في المستشفيات الخاصة .
* استمرار تردي الأداء والأوضاع التعليمية في المدارس الحكومية ، واستمرار تفشي ظاهرة الغش وتسرب الامتحانات ، وغياب أية إجراءات بإعادة تنظيم وهيكلة مرافق التربية والتعليم في المحافظة ، بما يضمن معالجة مختلف الاختلالات وضمان تحسين الأداء التعليمي والتربوي بكفاءة تنعكس في تحسين مخرجاتها المتردية .
* غياب الإشراف والمراقبة على إنشاء وأداء المدارس الخاصة .
* غياب أية خطوات جادة باتجاه تمكين المرأة في عدن من المساهمة والمشاركة في تحمل المسؤوليات المجتمعي المختلفة ( سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ) .
* اتساع ظاهرة ( أطفال الشوارع ) مع غياب أية إجراءات أو خطط مستقبلية لمعالجة هذه الظاهرة – المشكلة الإنسانية .
* استمرار ظاهرة الاختلالات في مجال حركة مرور العربيات ( السيارات ) ، واتساع ظاهرة عدم الاحترام والتنفيذ لقوانين ونظم ولوائح قانون المرور ، وغياب تنظيم ومراقبة حركة سير المركبات والسيارات في الشوارع العامة والخلفية والتي تشهد أكثر صور عدم احترام أنظمة وقوانين المرور .
* غياب الإرادة الحكومية ممثلة بالسلطة المحلية بالمحافظة ( عدن ) بإشراك منظمات المجتمع المدني في حل مشكلات المجتمع وحماية حقوق الإنسان .
* اتساع مساحة الفساد في المحافظة ( عدن ) والتي تتجلى ابرز صوره في أكثر من مجال ومنها استمرار توزيع الأراضي بما يخالف ما تضمنته النقاط ال 20 والنقاط ال 11 الصادرة عن مؤتمر الحوار الوطني ، والتي تتضمن وقف صرف الأراضي في محافظة عدن ، ويخالف توجيهات رئاسية بذلك . .
* غياب الخطوات العملية في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ذات العلاقة ب "إعادة الثقة " والمرتبطة بوجه خاص بمهام اللجنتين الرئاسيتين .
وكان الاجتماع قد استمع في بداية جلسته الى تقرير قدمه الاخ عبد الغني الحميدي ( مدير جمارك البريقه ) بعدن والذي قام باستعراض معلومات موثقة تتعلق بفساد تهريب النفط ومشتقات النفط من مصافي عدن الى خارج اليمن ..
حيث استمع المشاركون الى المعلومات التي ادلى بها والمدللة بالوثائق حيث قام بتسليم ملف من هذه الوثائق لتكون في متناول المنظمات لتكون شريكة في متابعة محتوياتها .
وعقب استماع المشاركين / ات لما استعرضه الاخ عبد الغني طالب ممثلو المنظمات المشاركة في هذا اللقاء الأخ رئيس الجمهورية التوجيه بالتحقيق الشفاف فيما ورد في هذه المعلومات تحت إشرافه المباشر لما تمثله من اخطار كبيرة يقف خلفها متنفذون ومهربو النفط والمشتقات النفطية ، وفاسدون يعبثون بالثروة والمال العام ، في وقت تزداد فيه مساحة الفقر والفقراء ومعاناة السواد الأعظم من السكان .