- حياة عدن / تقرير أعده : غازي العلوي مقدمه لابد منها : -
لن نبالغ أذا قلنا بأن من ينكر وجود وتأثير الحوثيين على الساحة اليمنية بأنه جاحد أو فاقد للبصيرة وهذه حقيقة ينبغي التأكيد عليها وعدم تجاهلها , فهم أي (الحوثيين) جزء من الشعب اليمني وموجودين على الساحة اليمنية منذ آلاف السنين، ربما قد نختلف نحن أو غيرنا معهم في بعض الأشياء ونتباين معهم لكن لا يمكن لنا أن نقوم بإقصائهم، كما لا يمكن لهم أن يفرضوا على الآخرين الإقصاء أيضاً.
ومن حقهم بل ويجب أن يسرعوا في ذلك من حقهم أن ينظموا أنفسهم كحزب سياسي فقط وأن لا يبقوا هكذا إلى ما شاء الله في منزله ما بين المنزلتين .
حسب آراء الكثير من المثقفين والكتاب فإن أول ظهور لجماعة الشباب المؤمن بقيادة السيد حسين بدر الدين الحوثي كان بعيد افتتاح أول مقر لحزب الإصلاح والذي يعتبر نفسه والآخرين كذلك ممثلاً للسنة وذلك في محافظه صعدة وبحضور الشيخ عبد الله الأحمر، وهو يعرف ان صعدة بالذات ظلت زيديه شيعيه منذ أكثر من ألف ومائتين سنة تقريباً.
ولذلك تنبه أتباع المذهب الزيدي لهذه المسألة فبدأوا يعيدوا نشر إحياء المذهب وتدريسه للأجيال من جديد كعمل مضاد لما أسس له حزب الإصلاح في صعده واستباقاً لما قد يحدثه مثل هذا التأسيس. ولا ننسى أن هناك معهد دار الحديث والسنة (دماج) قد أسس في عام 1979م ولكن لم يكن يتعرض للزيدية والشيعة إلا من بعد عام 2004م
بداية الحروب وشعار الصرخة: -
حينا مر علي عبد الله صالح الرئيس اليمنيالسابق في طريقة للعمرة إلى مكة براً مع الزنداني وجمع آخر صلوا في جامع الهادي أكبر جوامع صعده , وبعد الصلاة قام المصلون بترديد الصرخة (الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – العزة للإسلام) فخرج صالح مستاءً ومن أحد الأبواب الخلفية ونوى عند عودته على محاربتهم، وفعلاً بعد عودته من أداء العمرة حاربتهم بعد مسرحية هزلية من الحوار عبر لجان مشكلة تم افشال مهمتها .
اتخاذ الحرب وسيلة لإضعاف الفرقة الأولى: -
كان صالح قد بدأ يفكر في التوريث لأبنه كنصيحة من بعض اللئيمين من خلصائه، فرأى في الحرب بين الطرفين الحوثي – والفرقة الأولى فرصة لتدمير الاثنين وتسهيل بروز نجم أحمد ابنه قائد الحرس الجمهوري
لكن ما حصل هو العكس حيث تقوى الطرفان رغم خسائرهم وذلك من خلال طلب الفرقة للإمدادات الهائلة ووجد قائدها فرصة لكسب المال والسلاح تحت هذه الحرب، اما الحوثي فقد كان يكسب من خلال هزائم الجيش (الفرقة) وتأتيه شحنات أخرى ويقال ان أحمد علي يرسلها له وتأخذ طريقها بنفس الوقت الذي تخرج من صنعاء قوافل الامداد للفرقة
خطط الحوثيين للتوسع والخروج من قران !!
في البدء كانت المعارك تتم في مديرية قرآن فقط , وتتوقف ثم توسعت وتوسع كسب الأنصار وخاصة بسبب أولاً تعمق الولاء الزيدي والتشييع في صعده فهي المعقل لهذا المذهب وايضاً هي بيد اسرة آل بدر الدين الحوثي وآل مجد الدين المؤيدي
ونتيجة لتضاريس المنطقة والتدمير العشوائي الذي كان ينتج في استهداف مزارع الناس وبيوتهم زاد العداء لصالح ومحسن والدولة بشكل عام
التعاطف الشيعي والغطاء الإقليمي: -
لاقى الشيعة في صعده تعاطف واسع وتدفقت عليهم الأموال من جمعيات شيعية من مختلف البلدان (الكويت– دول الخليج – إيران – العراق) ثم دخلت إيران بواسطة قطر على الخط. وبدأ الضغط باللاعب الإقليمي الكبير. فبدأ الانحياز إلى او التحول إلى المذهب الاثنا عشري والذي لم يلق أي قول في اليمنسابقاً وحورب في القرن السادس والسابع عشر الميلادي
بدأ الميول إلى الأخذ بهذا المذهب المتطرف والذي لا يقبل إلا بولاية البطنين. ويحرم الولاية (الحكم) على غيرهما.
فهل كان هذا التحول – رفع السقف إلى أعلى) حماية للمذهب الزيدي والذي بدأ يتم القضاء عليه تدريجياً حتى ترضى الدولة ممثلة بصالح وحسن وآل الأحمر بعدم التعرض للمذهب الزيدي وعدم المساس بالخارطة الجغرافية الزيدية , خاصة وان آل الأحمر هم من تحولوا ودعموا السلفية وفارقوا مذهب آباءهم وأجدادهم الأقدمين , وربما كان هذا هو الهدف على طريق (خوفه بالموت يرضى بالحمى)
بعد انتصارات في ستة حروب وبعدما سمي بثورة الشباب حرر الحوثي صعده من الوجود السلفي وانزاح التواجد (معهد دماج، كتاف) ثم بدأ الزحف إلى عمران وتم السيطرة عليها وطردوا آل الأحمر ونسفت منازلهم وحصونهم في معقلهم التاريخي في عمران.
بعض الآراء في نوايا الحوثي وخططه: -
يرى الكثير من المحللين والمتابعين لأنشطة وتوسع جماعة الحوثي ممن استقرأت "الأمناء" آراءهم بأن الذي يجري اليوم يأتي ضمن أجندات ومخططات تم وضعها بعناية من قبل جماعة الحوثي , وابرز مما أجمع عليه المتحدثون بأن تلك الأهداف الذي رسمها الحوثيين تتمثل في الآتي :
أولاً : استكمال السيطرة على منطقة هامة كالجوف من خلال إشغال الكل بصنعاء العاصمة، في حين تجري المعركة الحقيقة هناك أي في الجوف خاصة أن في الجوف تواجد إصلاحي كبير يحتاج إلى وقت وإلى قطع الإمداد من صنعاء عليها، حيث وهي ستأخذ منه وقت أكبر فيما لم يقم بمحاصرة صنعاء
ثانياً : تعديل الخارطة أو ما تبقى من الخارطة الزيدية الجغرافية بالسلم وهي صنعاء، ذمار، وما تبقى من حجة. وبالتالي يعود الإقليم الزيدي إلى حظيرة الحوثي وتياره خاصة وأن التقسيم من وجهه نظره لم يكن عادل وغير منطقي حيث تقسم الخارطة الزيدية من حيث التجانس السكاني وكذلك حرمانها من وجود ميناء، مثل بقية الأقاليم
البعض يذهب إلى انه ربما يعاد النظر في الستة الأقاليم، خاصة أن مجلس الأمن ترك القرار مفتوح ولم يحدد بل ترك تحديدها لليمنيين، وهذا ربما هو الهدف البعيد للحوثي وهو استعاده الشمال كإقليم واحد ولكن بعد استعاده القوى الزيدية الفاعلة وهي اصلاً الحاكمة للشمال والجنوب حالياً والسيطرة والفعالية بيدها.
وهو الان قد ربما لا ينشئ حرباً في صنعاء، ولكن هي وسيلة اولاً للضغط على الأتباع في كلاً من الإصلاح في محافظة الجوف ومن ثم إرسال رسالة لذمار وبقية حجه لاستقبال الحوثي من دون حرب بعد التوصل مع الدولة الحالية والقوى المنهزمة كالإصلاح عبر اتفاقيات سرية الى التسليم بهذا الأمر .
بعض الشطحات تسمع من هنا وهناك ترتفع وتقول بأن الحوثي يريد استعادة ملكهم الزائل ، وهذا خيار حالياً مستبعد بكل المقاييس حيث جرت في النهر مياه كثيرة وبالذات من عام 1979م فمناطق الشمال الأخرى كتهامة ، تعز ، اب ، البيضاء ، ومأرب لا نظنها حالياً ولا مستقبلاً ستقبل بعودة المملكة المتوكلية ، في حالة افترض هؤلاء الذين يتبنون هذا الرأي المتطرف بأن الجغرافيا الزيدية وهي حالياً تدعم الحوثي وتصطف إلى جانبه في حالة افترضوا قبولها بالسيد وبالمملكة , فإن تلك المناطق الشافعية اليوم لن تقبل ذلك ، وعندها المقدرة اليوم مالياً وعسكرياً وبإمكانها الحصول على دعم سني من كافة المسلمين السنة وهم كثر فهذا الامر مستبعد ولا يمكن حتى تصوره ، حتى وإن ظهر لاعب إقليمي كبير كإيران يتكئ عليه الحوثي
شعار إسقاط الجرعة غير موفق: -
المطالب بإسقاط الحكومة مطلب معقول كون ذلك مطلب من مطالب ومخرجات الحوار وظل مؤجلاً بسبب غباء الإصلاح الذي تبنى الرفض لتنفيذ المخرجات من خلال عدم السماح بالمشاركة الواسعة للحكومة الوطنية المخولة لبناء اليمن الاتحادي وتنفيذ المخرجات وهذا الدور أوقع الإصلاح في هزيمة، بسبب تبادل الأدوار مع المؤتمر في العرقلة، فالمؤتمر خاصة جناح صالح تبنى المعارضة اثناء المؤتمر لكل ما يسمى حسب رأيه بالوحدة ومصالحهم، فيما أصبح الإصلاح موكل بما بعد الحوار
شعار الإسقاط عمل غير سياسي البتة والسياسية وسطية ولا تعرف الحدية , وطالما الأمر او القرار قد صدر وطبق، فكان بإمكان الحوثي أن يراهن ويطالب فقط بمراجعه الجرعة ومن قبل الحكومة الجديدة الوطنية وفي غضون فترة 45 يوماً وقرار الحكومة الوطنية الواسعة يكون ملزماً للجميع وهي ستتخذ موقفها بعد دراسة للاحتياج الحقيقي وبهذا يكون هناك مخرج وسط وفقاً وقاعدة لا ضرر ولا ضرار أو لا غالب ولا مغلوب.
هذه هي السياسة أما التستر وراء الشعار والتزمت والذي لاقى في صفوف المجتمع الزيدي رواجاً وقد تماهى مع أغراض واهداف صالح، وذلك التماهي المقصود به إعادة دور الزعيم كضرورة من وجهه نظرة.
والحوثي يريد الوصول إلى ممارسة ضغط كبير حتى يسهل له استعادة الجوف في ظل الصراع والضجيج حول العاصمة صنعاء والخوف عليها.
كما أنه ليس من مصلحة الحوثي ولا مصلحة البقية أن تنشب حرب في صنعاء إلا إذا تدخلت وتسللت قوى منتقمة وأربكت المشهد وافتعلت نزاعات لتفجير الوضع .
الحراك الجنوبي ومخاطر الإرهاب في الجنوب والاتهامات: -
طبعاً الحراك وإن كان لم ينتج اصطفاف جنوبي او تحالفات او قيادة موحدة إلا انه لا يزال حاضراً في المشهد رغم الترهل الذي يشوب مسيرته وحضور فاعل للإرهاب القاعدي في ساحات الجنوب وسلبية قيادات الحراك في التواصل مع الرئيس ووزير الدفاع وإيجاد تحالف حتى في إطار الحرب على الإرهاب خاصة وأن ساحة الصراح هي الجنوب، ولا يعنينا لا تقدم أي حل ولا أحد يطلب او يفرض عليهم ترك قضيتيهم فهم إذا كانوا جادين وسياسيين عليهم أن يتصرفوا تصرف سياسي حقيقي وخطر الإرهاب في الجنوب أكثر من خطر النظام في صنعاء حسب ما يعتقدون .
الحراك والدعم الخارجي: -
الحراك حتى الآن لم يجد السند الخارجي ولا الدعم رغم التسريبات والتضليلات الإعلامية الكاذبة والحوثي والقاعدة هم فقط من يحضون بدعم خارجي ومحلي ودولي وتمويل مالي كبير.
اما الحراك وقياداته فهي حتى الآن لم تنفذ إلى اللاعبين الكبار اقليمياً ودولياً , وذلك يرجع إلى تشتت القيادات الجنوبية وعدم أأتلافها او توحدها حتى يستطيع الخارج التفاهم معها وطالما ظل الامر كذلك (محلك سر) فلن يجدوا أي دعم خارجي فالخارج لا يعمل إلا وفق المصالح وليس كرماً او من خلال العطف الإنساني وحقوق الإنسان، فذلك كله شعارات خادعة ولا يلتزم الخارج إلا لمبدأ المصالح والمصالح فقط .