لم يزل الرئيس السابق صالح يعيش في وهمه القديم بأنه لا يستطيع أحد غيره أن يحكم اليمن وأنه الوحيد الذي يجيد لعبة الحبك السياسي ،ويستطيع أن يخدع الجميع ويلتف على مخرجات الحوار وقرارات مجلس الأمن وإظهار أنه الرقم الصعب الذي بدونه لا يمكن ان تتزن المعادلة السياسية في اليمن ومن هذا المنطلق / الوهم لم يفق صالح من غيبوبته وظل منذ خلعه من السلطة يثير الاضطرابات والفتن والأزمات وتعطيل كل الخطوات التي يتوافق عليها جميع الأطراف للعملية السياسية في البلد . ومع انبلاج كل فرصة أمل لوفاق واتفاق أطراف العملية السياسية في اليمن أو إجماع القوى والمكونات السياسية والحزبية والمدنية على قواسم مشتركة للخروج بالبلد من أزمتها يطل صالح الذي يعد فعليآ خارج السلطة كما تخرج العنقاء من خلل الرماد ليمارس ألاعيبه وخدعه لعرقلة وتعطيل كل ما يتم الاتفاق حوله والإجماع عليه بطرق التوائية ابتزازية معتمدآ على المال والحرس القديم من العسكر والأعوان الذين أغدق عليهم بالمناصب والامتيازات طيله فترة تكوين امبراطوريته والتي كونها لأكثر من ? عقود عانى خلالها الشعب اليمني أقسى أنواع المآسي والويلات والظلم والتجويع والقتل والفساد بأبشع صوره . وفي كل منعطف لا بد وأن يتحالف مع طرف آخر وبمجرد تحقيق هدفه ممن تحالف معه وبسرعه ولا يتركه إلا ضحية ككبش فداء عرفانآ بالجميل المشطوب من قاموس حياة صالح . بالأمس دخل الوحدة شراكة مع أشتراكي الجنوب ثم غدر به فجأة واجتاح الجنوب في حرب صيف ????م ليحوله إلى مغنم لحكمه العائلي وحاشيته وعسكره ثم أئتلف مع الأصلاح صديقه المخلص في اجتياح ونهب الجنوب واليمن لينتهي المطاف بأختلافهما على الكعكة والتقاسم اللامشروع لمقدرات اليمن عامة والجنوب خاصة ليتصارعا صراع الدببة فيخرج صالح من اللعبة التي ظل يمسك بخيوطها وقلبه حاقد كحقد الجمل على الصديق ثم العدو )الإصلاح ( وظل بعد فقدانه لكرسي الرئاسة يتحين فرصة للانتقام ممن أخرجه بمذلة ومهانة من السلطة الإصلاح والجنرال الحميم له )علي محسن (الذي لازمه كظله طوال سنوات حكمه ال ?? حاميآ لعرشه وذراعه التي يبطش بها،فجاءت الأزمة الأخيرة حين أقدم الحوثيون بدعم أيراني لاجتياح عمرانوصنعاء ليقدم صالح دعمه بالمال والسلاح والقبائل وفلول عساكره من بقايا جيشه العائلي لميليشيات الحوثي أولآ من أجل الانتقام والثأر من الإصلاح وعلي محسن . وكما عهد صالح بنقض العهود فأنه يتحين فرصته لينقض على حليفه اليوم )الحوثي (بعد أن أوقعه في الفخ بتعزيزه لاجتياح صنعاء تحت مظلة الجرعة وتشكيل حكومة جديدة وعرقلته لكل الاتفاقات مع الرئاسة وتحديه الصارخ للاقليم والمجتمع الدولي بعد الانتهاكات التي ارتكبتها ميليشياته العسكرية واقتحامها للمرافق والمؤسسات ومنازل المواطنين ونهب المعسكرات وفرض سيطرته بقوة السلاح على صنعاء والتنصل على الاتفاقيات بينه وبين الدولة . وما أشبه الليلة بالبارحة فما أن تم الإعلان عن تكليف د. احمد عوض بن مبارك رئيسآ للحكومة حتى هرول كعادته صالح لتعطيل أي وفاق أو اتفاق فأوهم الحوثي بأنه سيتحالف معه للاعتراض على قرار تكليف بن مبارك كرئيس للحكومة وفي نيته إحراق الحوثي أمام المجتمع الدولي بأنه معرقل لأنه في آخر الأمر سيقبل بالقرار وأوكل المهمة لبوقه الشهير الجندي للاعتراض وتحريض الشماليين على الرئيس هادي بأنه اختار جنوبيآ لرئاسة الحكومة وتلك هي النزعة العنصرية التحريضية ضد الجنوبيين رغم كفاءة واحقية د. مبارك لرئاسة الحكومة فبالأمس كان باسندوه رئيسآ للوزراء وهو جنوبي ولم يعترض عليه أحد خلال فترة حكم هادي مؤخرآ ..فالرئيس هادي وان كان جنوبيآ فأنه كرئيس لليمن ليس جنوبيآ لأنه رجل الإجماع اليمني والإقليمي والدولي والذي ان ترك السلطة الآن لتقاتلتم أيها الشماليون حرب المآئة عام ولن يقبل أحد منكم الآخر فمن سيحكم صنعاء منكم الحوثه أم العفافشة السنحانيون أم الاحامرة الحاشديين أم الإصلاح كان المتشدد أو المعتدل ؟ وأخيرآ نقول للمخلوع صالح وبوقه المهرج عبده الجندي ومن يسير في طريقهما للاعتراض على من توافقت عليه كل المكونات بنسبة ? إلى ? كفوا عن غيكم ولا ) تودفوا ( بالحوثي ليكون الضحية لعصى البند السابع وانتم المعرقلون الحقيقيون لتنفيذ مخرجات الحوار ألم يكفكم أنكم وعلى حساب الحوثيين أثناء اجتياح صنعاء شاركتم بالأعمال المخلة والانتهاكات ونهب المؤسسات والمعسكرات والتهم كلها تم تحميلها الحوثي وانصاره ؟ والحليم تكفيه الإشارة .