إلى هنا ويكفي يا قيادة الحراك ، فقد استثمرتم عذابات الشعب ومآسيه واقتتم من أموال اليتامى والشهداء والجرحى بعد أن خنتم الجنوب سابقاً عندما كان دولة ملء السمع والبصر ويحسب لها ألف حساب ، وأضعتموه وقدمتموه على طبق من ذهب للمحتل اليمني مقابل ثمن بخس لا يتجاوز سيارة فارهة وقصراً منيفاً وغانية من غواني صنعاء ... الى هنا ويكفي فقد أصبحتم من أصحاب الارصدة البنكية وأرباب التجارة والبزنس ، وأنتم الحفاة العراة الذين كنتم اصحاب حاجة وفاقة الى الامس القريب ...!!!. نعم لقد بلغ السيل الزبى وأصبحت معاناتنا لا تحتمل جراء خلافاتكم غير المبررة ونزاعاتكم ومشاجراتكم التافهة التي أوهنت عزائمنا وأورثت فينا الذل والمهانة وجرعتنا كؤوساً هي أشد مرارة من كؤوس المعاناة التي جرعنا إياها المحتل نفسه ... وياليت أمر خلافاتكم يقف عند هذا الحد لكنا في خير واسع ، بل أن طيشكم السياسي وخلافاتكم قد أعادتنا الى المربع الاول وجعلتنا ندور في حلقة مفرغة دون أن نتقدم نحو الافضل قيد أنملة برغم كثير من عوامل النصر والحسم التي كانت سترجح كفتنا على كفة المحتل الباغي لو كنا بالفعل نملك قيادة حكيمة تحسن التصرف وتعرف كيف تدير الامور ، حتى أن كثيراً من الدول والهيئات السياسية الدولية قد تحفظت وامتنعت من الوقوف الى جانب الشعب الجنوبي المغلوب على أمره والمقهور لعقود خلت بسبب تلك الخلافات والمكونات الهلامية التي لا تعد ولا تحصى لدرجة انه يستحيل على المرء احصائها وعدها كلها ..!!!. فالسكوت بعد اليوم عن فضائحكم – التي لم تعد خافية على احد حتى ان وسائل الاعلام الخارجية لم تتورع عن إبداء سخريتها من تلك الخلافات والفضائح بعدما رأت بأم عينها من حشود هائلة وسيل جارف من المشاركين في مليونية نوفمبر التي خيبت ظنهم بنا بسبب سوء القيادة – أمر غير مقبول البتة ولا يقبله عاقل ... وبالله عليكم إذا كان حب المناصب والمسئولية يجعلنا نختلف فيما بيننا ونعمل الدسائس لبعضنا البعض ونحن بدون دولة ، فكيف سيكون الحال عندما تصبح دولتنا بأيدينا ...؟!!!.. فإما اعتدلتم وتركتم الخلافات الشخصية والتفاهات جانباً وعملتم الى جانب المخلصين ومن اجل التحرير والاستقلال ، وإما اعتزلتم وأفسحتم المجال لغيركم ممن هم اقدر منكم واحرص على مصلحة شعب الجنوب ..!!. وهنا اجدها فرصة سانحة لأشير الى انه ينبغي بالمكونات الشبابية أن تستوعب خطورة المرحلة وتستشعر بمسئولياتها وانه يحتم عليها أن تخلع عباءة الولاء والمداهنة لهذا المكون او ذاك ، فالشعب رهانه الاخير على تلك المكونات الشبابية بعد ان خذلته القيادات العتيقة التي قد بلغت من العمر عتيا دون ان تستطيع ان تغلب المصلحة الوطنية بعيداً عن خلافات الماضي ..!!.