سائني جدا ما آلت إليه صحيفة (الطريق) الغراء بعد مسيرة الكفاح والنضال في عالم صاحبة الجلالة وسعيها الدؤوب لإحقاق الحق وإبطال الباطل ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف, والوقوف إلى جانب البسطاء ممن تكالبت عليهم الظروف والزمان, فكانت لسان حال الكثيرين منهم ممن وجدوا في واحة صفحاتها متنفس ومتنزه.. مآءلات صحيفة (الطريق) لم تكن (بمحض) إرادتها ولم تكن تريد هي وناشرها وكل طاقهما أن يصل بها الحال إلى أن تتوقف كليا أو يتخلل مسيرتها الصحفية لحظات إنقطاع عن عشاقها الذين أعتادوا أن يرتشفوا (فنجان) الصباحات وهم يلتهمون ما تحمله بين طياتها وصفحاتها وثناياها من أخبار ومواضيع تشبع نهم القارئ المتعطش دوما للحقائق ولكل جديد في الحياة.. ولو نظرنا للجانب الإيجابي في توقف صحيفة الطريق لوجدنا ان له دلالة واضحة وقاطعة على أن نهج الصحيفة (السوي) هو من آل بها لأن تتوقف لأيام أو لأعداد لانها لم ترد أن تسلك مسالك تلك الصحف (الصفراء) التي تلعب بالبيضة والحجر وتكيل من الكذب والزيف والدجل كي تكسب وتجني من خلفه الكثير والكثير بطرق ممقوتة وغير مشروعة, ومع أنها كذلك أي الصحف (الصفراء) لكنها لم ترتق أو تصل إلى المكانة الكبيرة التي وصلت إليها صحيفة (الطريق) في قلوب القراء وعشاق الكلمة والحرف.. ولهذا فصحيفة (الطريق) لن تتوارى عن الأنظار أو تختفي من الأكشاك والمكتبات مهما تكالبت عليها الظروف وأشتدت بها الأزمات وضاقت بها الأحوال, لانها ليست (حكرا) لناشرها أو موظفيها وإنما هي (مُلك) للقارئ وللشعب الجنوبي الذي كانت النبراس الذي (يضئ) دروب ثورته منذ أن أتقدت في العام2007م, وظلت تواكبها وتسير معها جنبا إلى جنب,لانها تؤمن أن الكلمة الصادقة دوما تؤتي ثمارها وتخترق جدار الصمت والعزلة والإعلامية التي كانت تفرضها الأنظمة والديكتاتوريات الظالمة, فوجد الشعب الثائر والإنسان البسيط غايته ومبتغاه وضالته وعشقها الكل حد النخاع وحد الثمالة.. ولا خوف على الطريق من التوقف أو الإنقطاع فذلك الحبر الذي ينسكب على صدر صفحاتها ليس مجرد (حبرا) عادي كما قد يظن البعض, بل هي دماء زكية من تلك الأقلام الصادقة النقية والنظيفة التي تخط (مكنوناتها) بين ثنايا هذه الصفحات التي تكاد تنطق (بكدح) وعرق وجهد وتعب ناشرها وطاقهما الذين لايألون جهدا في أن يمنحون القارئ عصارة ليال حالكة ومتابعة لكل جديد ومفيد من أجل أن يلبوا غرور ونهم القارئ والمتابع لهم.. إذن هي دعوة لكل عشاق ومحبي هذا الصرح الإعلامي الهام والجميل والعريق أن يقفوا بجانبه وأن يكونوا عونا وسند لها كي تجتاز هذه المحنة التي تمر بها والتي بإذن الله ستنجلي مع مرور الأيام وبمساندة الصادقين الذين يعشقون الكلمة والحرف ويعشقون صحيفة الطريق لمهنيتها ومصداقيتها.. * (فهد البرشاء)