span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/حوار أنيس منصور تم أخذي إلى سجن الأمن السياسي في صنعاء وأنا مكبل في طائرة النقل المدني مع المسافرين وكأني من ناهبي الأراضي أو سارق. يوم 2/7/2009 داهمت منزلي مجاميع مدنية مدججة بالأسلحة.. وأطلقوا الرصاص وأرعبوا الأطفال، وتم اختطافي وتكبيلي أمام أطفالي وأنا أعزل من السلاح في صنعاء وضعنا في زنازين انفرادية مغلقة تحت الأرض وكانت تتم معنا تحقيقات ليلية مطولة تصل إلى 5 ساعات أو أكثر الأسبوع الماضي، خرج العميد علي محمد السعدي من معتقله بعد أكثر من عام على اعتقاله على يد مسلحين داهموا منزله وروعوا أطفاله وأفراد أسرته. السعدي يُعد من قيادات "الحراك" المهمة والمتزنة. "الشارع" زارته إلى منزله في عدن، وأجرت معه هذا اللقاء القصير. وفيما يلي نص الحوار المنشور في صحيفة الشارع .. span style=\"color: #800000\"* كيف قضيت فترة السجن؟ - في البداية أتقدم بالشكر والتقدير العظيمين للأستاذ نائف حسان ولك، الولد العزيز أنيس منصور، ولصحيفة "الشارع"، على تضامنكم ووقوفكم معنا أثناء بقائنا في الاعتقال، لأنكم جعلتمونا نشعر بأنه لا يزال في الساحة صحف تحترم المهنة الصحفية رغم أنها تدفع ثمن حياديتها ومصداقيتها.. ونحن تابعنا الأحكام التي تصدر ضد الصحف والصحفيين الصادقين الذين ينقلون الواقع بمصداقية مثل صحيفة "الشارع" ورئيس تحريرها الأستاذ نائف، والحكم الصادر ضد الأستاذ سامي غالب، رئيس تحرير صحيفة "النداء". أما ما تعرضت له صحيفة "الأيام" وناشراها هشام وتمام باشراحيل، فقد ضرب به هذا النظام الرقم القياسي العالمي في الانتهاك السافر لحرية التعبير، ولا يسعنا إلا أن نقول: كان الله في عونكم وعوننا جميعاً. وللإجابة على السؤال أقول إنني قضيت فترة السجن معتقلاً مثلي مثل بقية إخواني أبناء الجنوب المعتقلين في مختلف السجون الممتدة على طول البلاد وعرضها. وتم اعتقالنا لا لشيء إلا لأننا أبينا أن نكون عبيداً وغرباء في أرضنا، وبسبب إيماننا بعدالة قضيتنا التي يناضل من أجلها أبناء شعبنا من المهرة إلى باب المندب. span style=\"color: #800000\"* ما هو أصعب موقف تعرضت له في مرحلة الاعتقال والمحاكمة والسجن؟ - أصعب موقف تعرضت له يوم 2/7/2009، ذلك اليوم الذي داهمت فيه منزلي مجاميع مدنية مدججة بالأسلحة وأطلقوا الرصاص باتجاه المنزل وأرعبوا الأطفال، وتم اختطافي وتكبيلي أمام أطفالي وأنا أعزل من السلاح، وكان ألمي شديداً أن يُداهم منزلي من قبل تلك المجاميع الأشبه بالعصابات، والتي لم نعرف لأية جهة تتبع إلا بعد أن استقر بي الخاطفون في زنزانة الأمن السياسي في الفتح. كانت صعوبة هذا الموقف تكمن في الاستهتار والاستخفاف بنا، وليس خوفاً مما سيلحق بي في المعتقل، وكان ألمي شديداً على انعكاس هذه الهنجمة والبهررة على أسرتي؛ النساء والأطفال. span style=\"color: #800000\"* هل شعرت بمرحلة ضعف خلال هذه التجربة..؟ وهذه التجارب يُمكن أن تدفع المرء نحو تقديم تنازلات؟ - أولاً أنا مؤمن إيماناً قاطعاً بعدالة القضية التي فهمت في ما بعد أن اختطافي كان بسببها، ولم أشعر في أية لحظة أني يمكن أن أتنازل عنها مهما بلغ الأمر. ثانياً هذه القضية ليست خاصة بعلي السعدي بمفرده، بل هي قضية شعب كامل، ومن أجلها سقط الشهداء والجرحى ولا يزالون يتساقطون، ولهذا فلا أحد يمتلك الحق أن يقدم فيها تنازلات. span style=\"color: #800000\"* هل يمكن أن تسرد لنا أهم الانتهاكات التي تعرضت لها منذ بداية الاعتقال وحتى خروجك؟ - أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال كان أهمها ما أجبت عليه في السؤال الثاني، أما ما بعد ذلك فهو أخذي من سجن الأمن السياسي في عدن إلى سجن الأمن السياسي في صنعاء وأنا مكبل وفي طائرة النقل المدني مع المسافرين وكأني من ناهبي الأراضي أو سارق أو فاسد أو من مرتكبي الجرائم، وأخذنا من مطار صنعاء إلى بدروم الأمن السياسي في صنعاء، ووضعنا في زنازين انفرادية مغلقة تحت الأرض، والتحقيقات الليلية المطولة التي تصل إلى 5 ساعات أو أكثر في الليلة الواحدة، ولكن هذا كله عندي أهون من المداهمة والهمجية لمنزلي وإرهاب أسرتي. span style=\"color: #800000\"* هل يمكن أن تقرأ لنا مسيرة "الحراك" بين لحظة دخولك المعتقل العام الماضي وبعد الإفراج عنك؟ - الحراك، منذ انطلاقته الأولى، يزداد رسوخاً وتوسعاً وصعوداً. وطبعاً الحراك السلمي الجنوبي يتعرض للقمع الهمجي ويسقط الشهداء والجرحى، وتمتلئ السجون من أبناء الجنوب في كل فعالية سلمية يقوم بها الحراك، وهذا زادنا ثباتاً وصموداً وعزيمة لا تلين ولا تهزم أمام هذه الترسانات التي تواجهنا ونحن عارو الصدور وعزل. إنه حراك شعب الجنوب السلمي من أقصاه إلى أقصاه. هذا الشعب الذي لا يقبل الذل والاستخفاف والاستعباد، ورسم طريقه إلى الحرية مصحوباً بقناعة لا تهزم حتى تحقيق هدفه مهما بلغت التضحيات. أما المقارنة بين الحراك قبل الاعتقال وبعد الإفراج، فلا توجد مقارنة، ويسير بنفس العزيمة والإرادة التي بدأها منذ ظهوره، ويزداد نضوجاً وقوة، ولا يوجد ما تريد أن أتطرق إليه للمقارنة. span style=\"color: #800000\"* اتفاق السلطة مع "المشترك" هو الذي أخرج المعتقلين من السجون، بينما أصوات في "الحراك" تهاجم تكتل اللقاء المشترك في خطاباتها وبياناتها.. لماذا هذا الموقف العدائي تجاه "المشترك"؟ - نعم تكتل اللقاء المشترك كان أول شرط لاتفاقه مع السلطة هو إطلاق سراح المعتقلين، وهذا لا ينكره إلا جاحد، وتم إطلاق سراح عدد من المعتقلين، بينما السجون لازالت تكتظ بأبناء الجنوب الذين لم يفرج عنهم، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، سأذكر ما تسعفني الذاكرة بهم وهم أولاد طماح الثلاثة، وأحمد القنع، وهؤلاء لا يزالون في سجن الأمن السياسي في صنعاء، والكابتن شفيع الحريري، وعلاء سيف القعود، وسياف المعكر، ومحمد علي العبيدي، وفتاح جماجم، وعلي اليافعي، وعلي واحد لم أذكر اسمه من الضالع، وخالد السليماني، ومعين أحمد حيدرة حالمين، هؤلاء لا يزالون في سجن المنصورة، وأنور إسماعيل، وأمان عبدالجبار في سجن البحث الجنائي في عدن، ومجاميع أخرى لا أعرف عددهم في سجن الأمن السياسي في الفتح. وأيضاً لا يزال الكثير من المعتقلين في سجون حضرموت. أما في ما يتعلق بمهاجمة بعض الأصوات في الحراك للمشترك كما ذكرت، فأنا حقيقة لم أسمع ذلك أو أقرأه، وإن حصل ذلك فأنا شخصياً لست مع هذه الأصوات، أولاً لأن المشترك لم ينصب نفسه وصياً على الحراك، ثانياً لأن المشترك له أجندته ورؤاه السياسية الخاصة، فلماذا التعرض له أو الإساءة إليه إذا حصل مثل هذا الهجوم بالفعل؟! ثم إنه ليس من الحكمة أن تخرج أصوات في الحراك تتعرض لخصوصية المشترك السياسية طالما والحراك له رؤاه وأهدافه السياسية الخاصة أيضاً. span style=\"color: #800000\"* إلى متى ستظلون في مثل هكذا وضع؛ فعاليات واعتقالات وقتلى وجرحى ومحاكمات بدون أي عامل للنجاح؟ - سيظل الحراك الجنوبي السلمي حتى بلوغ الهدف الذي خرج من أجله، وهناك مَثل يقول "ما ضاع حق وراءه مطالب". span style=\"color: #800000\"* في رأيك هل هناك معالجة لقضية "الحراك" غير فك الارتباط؟ - يا ابني نظام حرب صيف 1994 قد فك الارتباط في 7/7/1994، وإنما على طريقته.