أحيت المقاومة الجنوبية بمديرية جبان بمحافظة شبوة، الذكرى الأولى لشهداء معركة قرن السوداء من أبناء قبائل لقموش، الذين سقطوا العام الماضي في مواجهات شرسة مع مليشيا الحوثي والمخلوع صالح أبان اجتياحها لمحافظة شبوة. وأقيمت الأمسية في حفل الإفطار الجماعي التي حيث أعلن النقيب محمد سالم البوحر قائد عمليات اللواء الثاني مشاة جبلي، إطلاق اسم "قرن الشهداء" على موقع قرن السوداء حيث دارت المعارك وسقط عددٍ من الشهداء من أبناء لقموش عقب وصول قوات مليشيا الحوثي والمخلوع صالح إلى مشارف مديرية حبان شرقي المحافظة. وأشار البوحر في كلمته: "إن هذه التسمية جاءت لكي تكون تذكارا وتخليداً ووفاءًا لذكرى رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه"، مشيراً إلى أن ملحمة قرن السوداء ستظل خالدة في سجلات التاريخ؛ كون هذا الموقع كان إحدى قلاع محافظة شبوة التي صمدت ولقّنت الغزاة من مليشيا الحوثي وصالح دروسًا في التضحية والاستبسال. وأضاف إن الآثار النبيلة تركها الشهداء في كل الجبهات تحققت بإرادة قوية وقودها دماء زكية وأرواح طاهرة، لافتا أن الثوابت التي ضحى من أجلها أولئك الشهداء واضحة المعالم، فهم ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن الأرض والقيم، والأهداف النبيلة، لكي لا تكون أرضهم تحت وطأة الغزاة. ومن جانبه ألقى حسن مهدي للثم نجل الشهيد العميد مهدي عبدالله للثم القميشي قائد اللواء الثاني حينها، كلمة نيابة عن أسر الشهداء، أشار فيها أن الشهداء سقطوا في مواطن الشرف والكرامة، وبذلوا أرواحهم رخيصة من أجل أن نحيا جميعًا، ولتبق كلمة الله هي العليا وليكون ووطننا الجنوب حرا مستقلاً. وقال للثم: "إن أبناء الجنوب عامة وشبوة خاصة قدموا قوافل من الشهداء، وها نحن نحيي الذكرى الأولى لشهداء معركة قرن السوداء، الذين واجهوا جحافل الغزاة والمليشيات المدربة، بأسلحتهم الشخصية، ومنهم من قاتل بسلاحه الأبيض بعد أن نفدت ذخيرته، وسجلوا بذلك ملاحم بطولية ستبقى أبد الدهر في سفر التاريخ تتحدث بها الأجيال"، لافتاً إلى أن أولئك الأبطال أجبروا العدو ومليشيا الاحتلال على الاعتراف ببسالتهم وبأسهم الشديد. كما دعا في كلمته قيادات المقاومة الجنوبية في كل الجبهات إلى الاهتمام بأسر الشهداء وتقديم الرعاية لهم، ، وقال "لولى الله وثم هؤلاء الشهداء لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه"، لافتا أن شبوة قدمت وما زالت تقدّم خيرة رجالها من أجل أن ننعم بالأمن والاستقرار، مؤكداً أن أبناء الجنوب على استعداد أن يقدموا مزيداً من التضحيات حتى يبقى وطنهم شامخًا أبيا. وشكر للثم باسم أسر الشهداء القائمين على فعالية إحياء ذكرى الشهداء، مجددا العهد على السير على دربهم "حتى استعادة الدولة الجنوبيّة كاملة السيادة". إلى ذلك شارك مستشار محافظ شبوة، الدكتور سالم العمري في الأمسية بكلمة، قال فيها إن ذكرى استشهاد أبطال معركة قرن السوداء غالية على قلوبنا، وقاسية علينا أيضًا، حيث سقط هذا المكان كوكبة من الأبطال الشهداء قدموا أرواحهم رخيصة على مذبحة الحرية، ودفاعًا عن الأرض والعرض، ضد القوى الظلامية الإجرامية من المليشيا الحوثعفاشية الغازية. وأوضح العمري لقد سجل التاريخ على صفحاته بأحرف من نور ملحمة قرن السوداء، على الرغم من شحة الإمكانيات والعتاد وقلة الدعم واختلال ميزان القوى لصالح العدو إلا أن ذلك لم يثن المقاومة الجنوبيّة عن القيام بدورها في مواجهته". وأضاف بالقول:" لقد صنعتم المجد والتاريج يا أبناء لقموش ليس في منطقتكم فقط بل في مناطق أخرى من محافظة شبوة، وعموم محافظات الجنوبي الأبي، كذلك في المحافظات الشمالية فهنيئاً لكم هذا الشرف وتلك الشجاعة والروح الوطنية العالية "، وقال لقد قدم أبناء لقموش قوافل من الشهداء، وما زالوا يقاتلون في لحج وفي القبيطة وفي مأرب وفي تعز، ولا تخلوا جبهة واحدة مشتعلة إلا وأنتم في المقدمة". وألقى كلمة المقاومة الجنوبية، القيادي عبد العزيز حيدرة، أشاد فيها بتضحيات أبناء شبوة في كل الجبهات الذين سجلوا أروع الملاحم البطولية مؤكداً على مواصلة المسير على درب الشهداء. وأشار إلى أن المقاومة الجنوبية اليوم ما تزال تخوض أشرس المعارك مع العدو في بيحان وعلى أطراف الحدود في لحج والجبهات الأخرى، مشددًا على ضرورة أن يكون لجميع أبناء شبوة حضورٍ فاعل ومساندة حقيقية لأبطال المقاومة في بيحان بكل الوسائل المادية والمعنوية حتى دحر الغزاة إلى غير رجعة. ودعا المقاومة الجنوبية في شبوة بالذات إلى رص صفوفها وإثبات وجودها، وبسط هيبتها على أرجاء المحافظة، لكي تثبت للجميع في الداخل والخارج إننا قادرون على إدارة شؤوننا، على حد قوله. وأكد رفض المقاومة الجنوبية تهميش الشهداء وأهاليهم أو تجاهل دورهم، موضحًا "أن هدف أبناء الجنوب واضح ولا يقبل المساومة أو أنصاف الحلول إلا بالاستقلال الناجز. أعقب ذلك فقرة تكريم أسر الشهداء، كما شهدت الأمسية قصائد شعرية معبّرة، اوبريت "الجنوب أغلى" وطن للفنان أنور بلكسر وفرقته الإنشادية، وحضر الأمسية، قيادات المقاومة والحراك الجنوبي وشخصيات اجتماعية وسياسية وآهالي الشهداء، وجمع غفير من أبناء المنطقة.