استغرب بيان صادر عن القيادة العامة للهيئة الشعبية الجنوبية (الإئتلاف الوطني الجنوبي) من تحضيرات تجري لاشهار كيان في حضرموت تحت المسمى نفسه الذي تشكل في عدن ويعمل تحت رايته منذ زمن . وناشد الائتلاف كل القوى الخيرة في حضرموت وفي مقدمتها محافظ حضرموت وقائد المنطقة العسكرية الثانية والمشاركين في الكيان الذي اتخذ من الائتلاف اسما له الى تصحيحه . نص البيان : بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (وياقومِ أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولاتبخسوا الناس أشياءهم ولاثعثوا في الأرض مفسدين ) 85 هود وقال تعالى :(وإن حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل) صدق الله العظيم . لقد تابعت القيادة العامة للهيئة الشعبية الجنوبية (الإتلاف الوطني الجنوبي) ماتناقلته عدد من وسائل التواصل حول انعقاد مؤتمر لعدد من المنظمات والجمعيات والمكونات يوم السبت الموافق 18 مارس 2017 في المكلا ، وذلك لإشهار كيان إئتلافي تحت مسمى(الإئتلاف الوطني الجنوبي) فأثار ذلك الأمر دهشتنا وإستغرابنا لكون ذلك المسمى هو المسمى الذي نعمل تحت رايته منذُ زمن وقد عُرِفنا به في مختلف الأوساط السياسية والإعلامية والإجتماعية الداخلية والخارجية. وأصبح ذلك من الحقوق السياسية والفكرية والوطنية المحمية والمحصنة شرعاً وقانونأً وأخلاقاً. فكيف لقوى وطنية جنوبية أصيلة ومتشربة من مدرستنا الجنوبية التي نعتبرها مرجعيتنا العريقة والأصيلة التي نعتز ونفتخر بهاجيلاً بعد جيل . والتي نعمل في الهيئة جاهدين لإعادة الإعتبار لها ولرموزها وتأريخها الأصيل والمشرف والذي أصبح لنا بفضلها وبفضل رموزها ورجالها ميراث عظيم في مختلف بقاع العالم ، نرفع به رؤوسنا في زمن الإنتكاسات العظيمة التي تسبب فيها الخروج عن ماجسده أولئك الرجال العظام الذين جسدوا مكارم أخلاق دينهم وتعاليمه ورحمته وسماحته وعدالته والتزام حدوده واحترام ضوابطه في سلوكهم وتعاملهم فيما بينهم ومع غيرهم من معتنقي العقائد الأخرى، وهو ماكان له الأثر العظيم الذي بفضله أعتنق مئآت الملايين من البشر لعقيدة الإسلام بقناعة تامة وبفضل مبدأ (الدين المعاملة ) وليس بالسيف والعنف. فلايُصَدَّق أن يأتي اليوم أحفاد تلك المدرسة المشرفة وفي هذا الزمن الذي يشع نورها لينير سبيلنا العربي والإسلامي المظلم لنعود لذلك الطريق القويم . فيأتي أبنائنا وأحفادنا ليطفئوا ذلك النور من جديد بإيديهم، بعد أن فشلت في إطفائه الأيادي الشيطانية الحاقدة بماعبثت على مدى أكثر من خمسة عقود . إننا على يقين إن تلك الأيادي لازالت ماضية في عبثيتها وتنفيذ حقدها الأسود ضد الجنوب وأهله وتأريخه فخمسون عاماً والجنوب يلف في دوامة الصراع الذاتي الذي انهك قوى شعبنا حتى أوصلنا للمستنقع النتن والمهلك الذي أنتهينا إليه ، بفضل نظرية (دق الحجر بأختها ) الذين اعتمدته تلك القوى الخبيثة بأساليبها الملمعة والماكرة، حتى أطمئنت بأستحالة خروجنا من ذلك المستنقع ،وستضل آثاره وتبعاته تشدنا تلاحقنا لأمد مماثل لما مضى إن لم يكن أكثر منه وبالتالي قناعتهم وإطمئنانهم بإستحالة نجاح أي محاولة لتوحيد صف وكلمة الجنوبيين ، معززين قناعتهم تلك بفشل كل المحاولات السابقة لتحقيق ذلك الهدف العظيم والسامي الذي بذلت العديد من القوى والشخصيات الوطنية الخيرة جهود مخلصة ومضنية لتحقيقة أمتدت لسنوات ، فكانت صناعة التفريخ المدمرة أهم عائق وصانع للمطبات والعوائق في إفشال تلك الجهود. فأتت الهيئة الشعبية الجنوبية(الإئتلاف الوطني الجنوبي) لتخوض غمار الإبحار في ذلك المحيط المتلاطم المُخيِّمة عليه ظُلمات الفشل والنكسات والإحباطات المتوالية ، مما جعل الرؤيا تبدُ منعدمة لظهور ادنى بصيص أمل جديد بإمكانية نجاح محاولة جديدة. إلا أن الهيئة وقيادتها كانت ترى غير ذلك وكانت الرؤية واضحة أمامها وثقتها عظيمة في الله أولاً وفي صوابية رؤيتها لكونها مستمدة من نور الله وعقيدتنا السمحاء وعدالتها العظيمة ومكارم أخلاق تعاليمها وسنن حاملها ومبلغها سيدنا وحبيبنا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام. (ومن أحسن الظن في الله ما خيَّب الله ظنه) ففد كانت النتائج مفاجئة وصادمة لقوى الشر وتجار الفتن والمتكسبين من رواجها. فقد خيَّب الله ظنهم الشيطاني ونزع طمأنينتهم الزائفة ، وأكرمنا بتلك النجاحات العظيمة والمتسارعة وتلك الثقة الغير مسبوقة الذي جسدها ذلك الإلتفاف المنقطع النظير حول الهيئة ومشروع رؤيتها المنصف لكل شعب الجنوب دون إستثناء والمؤسس لوطن يتسع لكل أبنائه ويكفل حق الشراكة للجميع، من كل بقاع الجنوب ومحافظاته ، وبالتالي أنضواء مختلف الوان الطيف الجنوبي تحت راية (الإئتلاف الوطني الجنوبي) يجمعهم وحدة الهدف والقواسم المشتركة وهو ماأحال تلك التباينات والخلافات السلبية الى إيجابية ستنعكس إيجابأً على الوطن والشعب عموماً . وفي الوقت الذي كان ذلك النجاح كل يوم يحفز قوى جديدة لحسم أمرها ووضع يدها بيد اخوانها لتوحيد الجهود في إطار الهيئة ، فإنه بالمقابل كان ذلك يضاعف أستنفار قوى الشر التي لايروق لها توحيد صف وكلمة الجنوبيين وخروجهم من دوامة ذلك المستنقع المهلك فتضاعف تآمرها ودسائسها ، وبفضل الله وكرمه وعلمه بحقيقة مانضمر وماتخفي صدورنا وتوافقه مع مانعلن ونجسده في سلوكنا كما كان الحال مع رموز مدرستنا العظيمة الذين بمسلكهم ذلك أقتنع مئآت ملايبن البشر بإعتناق عقيدة الإسلام وأصبحوا لنا إخوة في العقيدة يتمتعوا بكل الحقوق العظيمة التي أقرها الله لهم بموجب ذلك العقد المقدس الذي بين المسلم وربه ولايستطيع أحد سلبها او مصادرتها إلا بموجب الاحكام والاسباب التي اوردها الله في كتابه المقدس(القرءآن الكريم) وماورد عن النبي بالأحاديث الصحيحة. لهذا هل القرصنة على الحقوق والخصوصيات والجهود ومنها القرصنة على إسم هيئتنا وإئتلافنا يتسق وكل ذلك، وهل من أراد تدشين نشاطكم بمثل تلك الفضيحة وتلك الجريمة الأخلاقية والوطنية ، بحق إخوان لكم وشركاء في الوطن والعقيدة ، بل وبحق الوطن والعقيدة والشعب وقضيته العادلة ، فمن دس السم في العسل ، يريد يظهركم انكم اتيتم لتفتتوا مانجحنا في جمعه من صفوف، وتشتتوا ماوحدناه من جهود وكلمة الجنوبيين، وتعيدوا الأمور لسيرتها الأولى . فكيف بمن يدشن عهده بالسطو على حقوق إخوانه وينتحل صفتهم ان يقنعهم بأنه اتى للدفاع عن حقوقهم وإنصافهم وتعميم العدالة بين صفوفهم. لهذا فنحن لازلنا محسنين الظن فيكم يا أهلنا إنكم لن ترضون بوصمة سوداء كهذه أن تشوه تلك الصفحات الناصعة البياض لحضرموت وتأريخها وأهلها الذين يُعِفُون الظلم والعدوان على حقوق وثمار جهود غيرهم بالفطرة. لذلك كله فإننا من خلال هذا البيان نناشد: الأخوة المؤتمرين في المكلا أن يصححوا الخطأ ويبحثوا لمكونهم عن إسم آخر غير إنتحال إسمنا وصفة إئتلافنا، ونتمنى لهم بعد ذلك كل التوفيق والنجاح، رغم تحفظنا بكون ذلك سيعد تدشين لتفريخات جديدة بمسميات جامعة، بينما نحن نعلن ونكرر على الدوام بأن ابواب الهيئة مفتوحة أمام الجميع وكل القوى المخلصة مهما كانت الإختلافات والتباينات ،وهاهي النتائج التي وصلت لها الهيئة تؤكد مصداقيتنا دون لبس. لهذا كان الواجب إحترام الجهود والنجاحات التي تحققت ودعمها والإلتفاف حولها لا الإلتفاف عليها وإضعافها ومحاولة إستهدافها وتحقيق حلم اعداء الجنوب من أأمن وأحصن بواباتنا ، بقصد او بدونه. ونناشد سيادة اللواء محمد سعيد بن بريك محافظ محافظة حضرموت وسيادة اللواء البحسني أن يتدخلا لتصحيح الخطأ بحكمتهما المشهود لها والتي تجعلهم يدركون أبعاد ومضمون وأهداف كل كلمة تضمنها هذا البيان. ونناشد الشيخ الجليل عمر بن حبريش الذي خُبِر مواقف الهيئة والتي كانت القوة الجنوبية الوحيدة التي سارعت ببيان داعم لبيانه المطالب بالغاء قرار تعيين سيء الصيت من تلطخت يداه بدم الشهيد الشيخ بن حبريش الأب وذلك في قيادة المنطقة العسكرية بحضرموت حينها وهو ماتم الإستجابة له خلال 24 ساعة من قبل فخامة الرئيس ، فليكن ذلك الموقف عربون محبة وبطاقة تعريف تقدمونها لأخواننا المؤتمرين في المكلا ليعلموا انه ليس هيئتنا وإئتلافنا من يستحق التعرض له بذلك الأسلوب، الذي نثق إنهم لايعلمون خلفيته والهدف الخفي لمن دسه لينسب اليهم. ونناشد كل أعضاء القيادة العامة للهيئة من أهلنا ومشائخنا ممثلي حضرموت الأصالة أن يبذلوا جهدهم مع اخوانهم لتصحيح ذلك الخطأ بشكل ودي. ونناشد كل وسائل الإعلام التي نشرت أخبار وبيانات المسؤولين عن الإعداد لذلك المكون، أن ينشروا بياننا وردنا هذا ليصل لكل متابعيهم وعلى رأسهم المعنيين بالأمر . تحية لشعبنا الجنوبي العظيم تحية لأهلنا في حضرموت . تحية لقادة ورموز الجنوب الحكماء ، والمناضلين الشرفاء الذين يبحثون عن وطن سُلِبَ منهم وليس إتمام البيعة وتمزيق الصفوف مقابل حفنة دولارات لن تغري سوى من لاجذور لهم بهذه الأرض المباركة وأهلها الخيرين. وفي الأخير نطلب من كل من أراد الإستزادة عن الهيئة الشعبية الجنوبية (الإتلاف الوطني الجنوبي) فيمكنه زيارة الصفحة الرسمية في الفيس وسيجد كل شيء موثق هناك. والله خير ناصرٍ وهو أحكم الحاكمين. صادر عن القيادة العامة للهيئة الشعبية الجنوبية ( الإئتلاف الوطني الجنوبي ) 18 مارس 2018