يتأهب الجنرال اليمني علي محسن الأحمر - الذي يتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقراً مؤقتاً لإقامته بعد هروبه من العاصمة اليمنيةصنعاء ، إبان اجتياح الحوثيين وأتباع الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح لها ، وسيطرتهم على كافة المعسكرات التابعة له وفي مقدمتها الفرقة الأولى مدرع منتصف عام 2015م – للانقضاض على العاصمة الجنوبية عدن الخاضعة تحت سيطرة الشرعية اليمنية والتحالف العربي منذ تحريرها من قبضة الحوثيين عام 2016م . وفي أواسط شهر أكتوبر الماضي تداولت وسائل الإعلام أنباءً تحدثت عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر اللواء 23 الموالي للجنرال علي محسن الأحمر بغارات للطيران الإماراتي لوقف تقدم اللواء عبر خط العبر باتجاه محافظة شبوة. وأوضحت أن قوات اللواء 23 كانت قد توقفت على مشارف محافظة شبوة بعدما تقدمت مجاميع أخرى باتجاه حقول النفط في المحافظة التي تسيطر عليها قوات موالية للإمارات، غير أن الطيران الإماراتي أغار على أرتال اللواء مخلفاً عشرات القتلى والجرحى في خط العبر ، وكان من بين القتلى أركان حرب اللواء 23 مما يعني أن الجنرال العجوز علي محسن الأحمر يحاول أن يستغل نفوذه العسكري والقبلي وتحت مظلة الشرعية لتحقيق مآربه الشخصية التي تنسجم مع توجهات حزب الإصلاح الإخونجي الذي يلقى الدعم والإشراف المباشر من الجنرال الأحمر بهدف إحكام السيطرة على منابع النفط في كل من محافظتي شبوة وحضرموت الجنوبيتين ، في إطار استراتيجيته الطامحة على إحكام السيطرة على الجنوب ، وذلك تزامنا مع الأحداث المتسارعة التي تشهدها الجبهات المتاخمة للحدود الشرقية والغربية للعاصمة صنعاء ، واطمئنانه بتكوين جيش عائلي أحمري يقارب تعداده 150,000 جندي في جبهات مأرب كالجيش العائلي الذي أسس له المخلوع صالح طيلة 33 عاماً أحكم خلالها سيطرته على المؤسستين العسكرية والأمنية في اليمن . تسارع الأحداث جنوباً تسارع الأحداث الدرامية التي اجتاحت العاصمة عدن بعد تحريرها ، وآخرها أحداث الاعتداء الإرهابي على إدارة البحث الجنائي عدن ، والتي تحمل بصماتها ضلوع الجنرال وحزب الإصلاح في تنفيذ هذا العمل الإجرامي ، حيث أثبتت التحريات والمعلومات التي حصلت عليها الأجهزة الأمنية المختصة أن عدداً من المنتمين لحزب الإصلاح قد اشتركوا في هذه العملية ومن بينهم انتحاريون . الأحداث المتسارعة ممثلة بالانتصارات في المنطقة الغربية الشمالية لقوات الجيش الوطني والمقاومة التابعة للشرعية أسالت لعاب الجنرال محسن للتفكير بالسيطرة على الجنوب من خلال الدفع بقوات تابعة له مدنية وعسكرية باتجاه الجنوب ؛ ليتسنى لها السيطرة على عدن ومحافظات الجنوب المحررة حال انتصار الجيش الوطني وتحريره للعاصمة صنعاء وتجهيز قواته في معظم الجبهات بمناطق الشمال اليمني للانقضاض على الجنوب واحتلاله للمرة الثالثة وتحت غطاء الشرعية والحفاظ على الوحدة اليمنية وتأسيس مداميك الدولة الاتحادية . وهو الأمر الأصعب تحقيقه في الجنوب خاصة وأن المؤسسة الأمنية والعسكرية تمتلك مقومات كسر بل وهزيمة أي محاولات من شأنها السيطرة على الجنوب ، وبعد توحد الجنوبيين في كيان واحد وهو المجلس الانتقالي وتوحد كافة فصائل المقاومة الجنوبية والتي أثبتت أحداث الهجوم الإرهابي على إدارة البحث الجنائي عدن أنها جسد واحد وروح واحدة ومهما اختلفت في الوسائل لكنها توحدت وأجمعت على الهدف وهو الدفاع عن الجنوب وحماية أمنه واستقراره ، فهل تنجح مرامي الجنرال الأحمر بإحكام قبضته على الجنوب متخفيا بلباس الشرعية المدعومة من التحالف العربي ؟ أم أن الجنرال سيكون أول الخاسرين بعد تحرير صنعاء ومن خلفه الإخوان والإصلاح وخلاياهم النائمة في الجنوب في مرحلة قادمة تصبح فيها مطامحهم هدفا للإمارات ودول التحالف باعتبارها أحزاباً إرهابية ؟ الأيام القادمة ستجيب عن غموض تحركات الأحمر ومدى احتمالات نجاحها أو فشلها في الجنوب خاصة واليمن عامة .. باقي ربع كيلو ! واستغرب مراقبون في أحاديث متفرقة أدلوا بها ل"الأمناء" من الادعاءات الكاذبة التي تسوقها قيادات الجيش الوطني في العديد من جبهات القتال وفي مقدمتها جبهة "نهم" والتي تدعي بأنها باتت على بُعد نصف كيلو من العاصمة صنعاء في الوقت الذي تشير فيه مجريات المعارك على أرض الواقع بأن تلك القوات لم تحرز أي تقدم يذكر . ويضيف المراقبون في أحاديثهم بالقول " أن قيادات الجيش الوطني في جبهات الشمال تحاول استنزاف قوات التحالف والحصول على المزيد من الدعم " ، مؤكدين بأن الجنرال الأحمر وأتباعه باتوا ينتظرون حسم المعركة سياسياً لتحقيق مكاسب سياسية خصوصا فيما يخص الجنوب ومستقبل حزب الإصلاح .