span style=\"color: rgb(255, 0, 0); \"span style=\"font-size: medium; \"حياة عدن/فؤاد مسعد span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"هاجم الشيخ طارق الفضلي الاشتراكيين في الحوار الذي نشر هنا الأسبوع الماضي ووزع عليهم عددا من التهم، وفي حين اكتفى الفضلي بإلقاء التهم فإن طاهر طماح الذي يقود عناصر مسلحة في ردفان ويافع يدعو لإحراق مقرات الاشتراكي وتصفية قياداته، وهو ما لم يتوصل إليه اشد أعداء الاشتراكي وأكثرهم خصومة معه، وقبل فترة وجيزة كان رئيس الجمهورية يعلن على الملأ في حضرموت أن الاشتراكي مات وانتهى في 86 و94م، وهي النتيجة ذاتها التي توصل إليها الشيخ/ عبدالرب النقيب الذي منح مؤخرا صفة "مرجعية الحراك"، في حديث نسب إليه قبل عدة أسابيع، span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ومما سبق نخلص إلى أن الاشتراكي كحزب وقيادة وأعضاء، محل انتقاد واتهام لدى أكثر من طرف، وبدوافع مختلفة لا تخفى على المتابعين، إلا أن ما يثير الاستغراب ورود تلك التهم من جهات وجبهات لا تبدو أنها على وفاق أو اتفاق، بل على النقيض من ذلك تظهر متصارعة، وما يثير الاستغراب أكثر أن الاشتراكي المتهم بالانفصال لدى أدعياء الوحدة في الشمال هو ذاته المتهم بالوحدوية عند دعاة الانفصال في الجنوب! ما يعني ان الاشتراكي يجب ان يعاقب مرتين، مرة لأنه انفصالي، واخرى لأنه وحدوي، وهي مفارقة غريبة لا ندري كيف يتم تسويقها؟ ولا نظن هناك ما يبررها غير العداء المستحكم ضد الاشتراكي سواء في ذلك من يعرفون بالاعداء التاريخيين او الخصوم الطارئين، كلهم يجلدون الحزب وتاريخه وموزه وكل ما يمت للحزب بصلة، ويحملونه وحده تبعات الواقع وتداعياته، span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"ومع اننا هنا لسنا في معرض الدفاع عن الاشتراكي ولا أخطائه، باعتباره هو المعني بالدفاع عن نفسه، مثلما كان أول من انتقد ذاته واعترف بأخطائه ومضى للوحدة تاركا خلفه الماضي بوصفه تاريخا لا يجب الوقوف فيه وعليه الا بما يخدم قضايا الحاضر ويحل مشاكله، وينير دروب المستقبل ويسهم في تحقيق الاهداف التي سعى اليمنيون لتحقيقها، وهل كان ذنبه انه القى بجميع اوراقه لدى شريك لم يراع حقوق الشراكة حين راح يفرغ اتفاقيات الوحدة من مضامينها، ليحل بالوطن ما حل به من كوارث وأخطاء وخطايا تضافرت لتشكل جميعها كابوسا مرعبا يتوسع يوما بعد اخر على حساب مساحة الأمل والحلم بوطن ديمقراطي أساسه العدالة الاجتماعية والمساواة وعماده النظام والقانون، وصولا للتداول السلمي للسلطة انطلاقا من مبدأ السلطة ملك الشعب وهو مصدر جميع السلطات. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \" ولعل الحملة التي ظلت تشنها السلطة وحلفاؤها على الاشتراكي منذ إعلان الوحدة، لا تقل حدة ولا ضراوة عن الحملة التي يقودها متطرفو الحراك ضد الاشتراكيين منذ توسعت رقعة الحراك، حيث باشر خصوم الاشتراكي القيام بدورهم باكثر من وسيلة، تارة باسم تيار "الجنوب العربي" المنكر ليمنية الجنوب، والذي يرى في الاشتراكي مجرد تابع للنظام اليمني والمعارضة اليمنية ومهمته التآمر على الجنوب العربي، او باتهامه بمحاولة الالتفاف على الحراك وحرفه عن مساره، كما يقول الفضلي: "الرفاق يحاولون أن يسرقوا هذه الثورة ويسيطروا عليها"، وفي المقابل لم تتوان أجهزة امن السلطة ووسائل إعلامها وتصريحات مسئوليها في كيل الاتهامات للاشتراكي بوصفه المحرض الرئيس على الانفصال والداعي للفتنة والراعي والداعم لما تصفها السلطة بالعصابات الخارجة عن القانون. و في ذات السياق جاء اعتقال القيادي الاشتراكي المناضل/ محمد غالب احمد بناء على وشاية الكولونيل/ طاهر طماح الذي تحول من مطلوب للأجهزة الأمنية، الى مصدر موثوق للأجهزة ذاتها، وهذا ما لا يحدث الا في بعض الأفلام البوليسية السيئة. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"وعندما احتدم الخلاف بين قيادات بارزة في الحراك الجنوبي إثر صدور ما عرف ببيانات يافع والذنبة والضالع، خول غالبية الأطراف القيادي الأبرز في الحراك حسن باعوم لحل الخلاف، وبدوره خرج على الجميع بقراره الداعي لفك ارتباط عناصر الحراك بأحزابهم من خلال تقديم استقالاتهم من الأحزاب التي يحسبون عليها حتى وان كانوا في حكم المستقيلين من الناحية العملية، وأولهم باعوم نفسه الذي لم يكن يألو جهدا في النيل من حزبه كلما وجد الفرصة مواتية، من خلال اتهام الحزب الاشتراكي بالتخلي عن القضية الجنوبية والارتباط بما يصفها القيادات الشمالية،وحتى لا يظل ارتباط باعوم – ولو شكليا- بالاشتراكي مثار لغط في أوساط الحراك ضمن باعوم ذلك لإعلان استقالته من الحزب بشكل نهائي، ومع أن المنضوين في الحراك الجنوبي يتبعون عدة احزاب الا ان الغالبية منهم يحسبون على الاشتراكي الذي كان يحكم دولة الجنوب قبل الوحدة، وهو ما جعل قرار باعوم السالف ذكره يصب في خانة استهداف ما تبقى للحزب الاشتراكي من وجود ولو كان وجودا رمزيا، بحيث قدم باعوم ومساعدوه هذا الإجراء كما لو كان عصا سحرية بمجرد الإمساك بها تتحقق كامل الأهداف وجميع الأمنيات. span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"متى تدرك السلطة أن إقصاء الاشتراكي واستهدافه وتهميشه والنيل منه لم يثبت دعائم الوحدة كما كان يتصور متطرفوها عقب انتصارهم العسكري في حرب 94 التي قيل أنها نشبت دفاعا عن الوحدة، بل على العكس من ذلك ظلت الحرب المسعورة ضد الاشتراكي وتاريخه ومشروعه الوطني وإقصاء عناصره ومحاولات تصفيته أول وابرز الأدلة على اختلال معادلة الوحدة وتشويه صورتها السلمية التوافقية القائمة على الشراكة، فيما صار أبناء المحافظات الجنوبية يشكون مما يصفونها وحدة الحرب و الفيد، وفي المقابل هل يدرك المتطرفون في الضفة الأخرى أن مطاردة الاشتراكيين في صفوف الحراك ونصب محاكم التفتيش لهم والتعامل مع الاشتراكية كتهمة تستوجب العقاب دون محاكمة، لا لشيء إلا لأن الحزب لا يروق لقوى وعناصر تتحدث خارج سياق التاريخ وتعيش بمعزل عن روح العصر الذي يعد التعايش مع الآخر ابرز سماته، أيا كان هذا الآخر، فكيف إذا كان هذا الآخر جزءاً لا يتجزأ من التاريخ والنسيج الوطني؟ span style=\"font-size: medium; \" span style=\"font-size: medium; \"