span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/رويدا السقاف* للزي الشعبي رونقه ،وللمعوز اليمني هالاته الملونة وأناقته الحضارية المهندمة ،فهناك الكثير من الموروثات الشعبية التي تشتهر بها اليمن وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، ومن ضمنها حياكة المعاوز(المقاطب) وهي من أقدم الصناعات اليدوية التقليدية القديمة بأشكالها الكلاسيكية وألوانها البديعة والتي تتماشى وطبيعة البلاد ومستمرة حتى يومنا هذا. حياكة المعاوز او المقاطب ليست بسهلة بل تحتاج لصبر وطول بال كبيرين كون الآلات التي تستخدم بحياكة هكذا ملبس تعتبر قديمة بالرغم من وجود آلات حديثة إلا أن المواطن اليمني لا يرتاح الا باستخدام المكائن والآلات القديمة لتظل هذه الحرفة الشعبية مصدر دخل رئيسيا لكثير من الأسر اليمنية تحديدا المقيمة في المناطق الجنوبية، لتكون الحرفة التقليدية الأولى التي تتوارثها الأجيال عن الآباء والأجداد ، فالمعاوز تنسجم مع بيئتها.. حيث يتوحد خيطها مع لون الطقس ولونها مع خيوط الطبيعة لتكون أشكالا رائعة. تتكون الماكينة من 6 مرابيع (خشب) ويتم تثبيتها في الأرض بالاسمنت – الكير وهو عبارة عن قطعة من الخشب تثبت في الأرض يوضع عليها المقلب وهو أيضاً قطعة خشبية، يلف المعوز عليها ويثبت بواسطة حديد يمسك بالأرض. (الهات) و(الموجح) هما أساس حياكة المعاوز، ويعتبران من أهم الأجزاء ومهمتهما الربط بين الخيوط والتلاحم الدقيق لتتداخل الخيوط بشكل متين مكونين أشكالا متناسقة وبألوان جذابة.اما (المزج) فيتم تحريكه في الفراغ الموجود بين طبقتين من الخيط (العلوي والسفلي) والمزج ويتم اختيار اللون المناسب والشكل المناسب ،ويتم تحريكه من اليمين إلى اليسار والعكس بصورة سريعة ومتقنة وتختلف السرعة من صانع إلى آخر حسب المهارة والخبرة (الدعسات) أو (الدعاسات) ولها عدة أنواع ، منها أبو أربعة - أبو ستة - أبو ثمانية وتعتمد التسمية على عدد من القطع الخشبية الموجودة في أسفل المصنع ويتم تحريكها بالقدمين. (البند – البنط) ويتم به تثبيت الخيوط المتلاحقة التي قد تجاوزها الصانع ليحافظ به على سلامة الأطراف واتقان المنتج.. وهناك أدوات إضافية، بسيطة الصنع لكنها تلعب دوراً هاماً في مكونات المصنع وغالباً ما تكون هذه الأدوات من الخشب ويقوم بصنعها وإعدادها ذو الخبرة والقدرة من أفراد الصنعة. وأما عن طريقة حياكة المعوز يقول عبد الباسط وهو من كبار الحياكين للمعاوز ويقول: نقوم أولا بتحويل الخيوط من (الكبة) إلى الشرعة، لكي يستطيع العامل أن يربطها في المرجح والمرجح هو الذي يتم بواسطته دمج الخيوط لكي يؤخذ المعوز الشكل المناسب، والمرحلة الثانية هي التي يتم فيها توثيق الخيوط في الموجح ويربط العامل في هذه المرحلة الخيط من الشرعة الجديدة إلى الخيط الموجود في الموجح، خيطاً تلو الآخر والموجح يحوي من "1000 - 1200" خيط وهذا يحتاج منا جهداً ووقتاً كبيرين، حتى يتم انجاز هذه المرحلة وقد يستغرق الحائك أكثر من 3 ساعات متتالية لانجاز هذه المهمة. وفي المرحلة الثالثة يقوم العامل بسحب الخيط من الموجح إلى المني، ثم يقوم بمد الشرعة وقبل أن يبدأ العامل حياكة المعوز يقوم المختص بتحويل الكب بالى قصب الخيط ويستخدم اللون المناسب ويبدأ عمل ما يسمى ب ( المزج )ومهمته سحب الخيط داخل الموجح، ثم يقوم بتقسيم الشرعة إلى 6 جود ومفردها جودة ويستخدم العامل الست الجود لعمل نصف المعوز فقط وعندها يكمل نصف المعوز يكرر العمل مرة أخرى لاستكمال النصف الآخر من المعوز والشرعة الواحدة تتكون من 9 معاوز ويكرر العامل هذه الطريقة حتى يكمل التسعة المعاوز، ثم يقوم بعدها بعمل شرعة جديدة. span style=\"color: #800000\"أنواع خيوط المعاوز وهناك (3) أنواع من الخيوط المستخدمة منها الياباني وهو أجودها وأطولها عمراً وخدمة، لكنه نظراً لغلاء ثمنه فإنه نادر الاستخدام إلا في حدود الطلب وهناك الاندونيسي وهو الأكثر شيوعاً لأسعاره المناسبة ويأتي الخيط الهندي والبلاستر أدنى القائمة لصعوبة التعامل مع رداءته. التقينا في ختام جولتنا بمحمد وسألناه عن الصعوبات التي تواجه عمل المشغل فأجاب قائلاً: من الصعوبات التي تواجه عملنا الارتفاع الجنوني في أسعار الخيوط الخام، وهذا يؤثر علينا حيث يتم استيراد المعاوز من (الصين)، رغم أنها لم ترتق إلى مستوى جودة معاوزنا المحلية، كما أن الانقطاعات المستمرة للكهرباء تؤثر على إنتاجنا، ومن الصعوبات ايضا احتكار التجار للألوان المناسبة والمطلوبة وزيادتهم لأسعارها، مما يضطر أصحاب المعامل الصغيرة إلى شرائها بأثمان باهظة، مما يؤثر على الإنتاجية والربحية. span style=\"color: #333399\"*الراية القطرية