دعا نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الثلاثاء الى وقف اطلاق النار بين قوات الامن اليمنية والمعارضين لنظام الرئيس علي عبد الله صالح في العاصمة صنعاء بعد معارك ادت الثلاثاء الى مقتل 10 اشخاص ما يرفع حصيلة القتلى في ثلاثة ايام من العنف في العاصمة الى 63. وعصرا ساد الهدوء النسبي صنعاء حيث احترم انصار صالح ومعارضوه نداء هادي الذي يحظى باحترام المعسكرين وينوب حاليا عن الرئيس الموجود خارج البلاد منذ اكثر من ثلاثة اشهر. وتساهم عودة الهدوء في دعم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الاممالمتحدة ودول الخليج من اجل انتقال السلطة في اليمن الذي يشهد منذ 8 اشهر احتجاجات شعبية معارضة لصالح الذي يرفض التخلي عن الحكم. وقال مصدر في وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "اعطى نائب الرئيس تعليمات مشددة بضرورة التقيد سريعا بوقف لاطلاق النار في العاصمة" مضيفا ان القوات الحكومية تقيدت "من طرف واحد" بهذه التعليمات. من جهته اعلن مصدر في الحركة الاحتجاجية لوكالة فرانس برس ان قوات اللواء علي محسن الاحمر المتحالف مع الحركة الاحتجاجية "تتقيد بوقف اطلاق النار منذ الساعة 12,00 (الثامنة ت غ) لافشال مخططات العصابة التي تسعى الى التصعيد العسكري". وكانت المدارس والمصارف مغلقة فيما بقي سكان بعض احياء صنعاء في منازلهم. وقال ناشط انه بسبب كثافة القصف "يختبىء السكان في منازلهم ولا يمكنهم المجازفة بالخروج الى الشارع". وادت الاشتباكات والقصف الذي استهدف المحتجين في صنعاء الى مقتل 10 اشخاص اليوم "من بينهم جندي تابع للواء (الاحمر) وجرح 58 شخصا بالرصاص" على ما افاد محمد القباطي فرانس برس وهو طبيب في المستشفى الميداني في ساحة التغيير التي تشكل مركز الاحتجاجات. وفي منتصف النهار توجه الاف المتظاهرين من ساحة التغيير نحو شارع الزبيري وسط حماية من جنود اللواء المنشق، لكنهم اضطروا الى العودة ادراجهم امام كثافة المواجهات كما افاد مراسل وكالة فرانس برس. الى ذلك تعرضت مواقع للمقاتلين التابعين للواء الاحمر الذي انضم الى الحركة الاحتجاجية في اذار/مارس الماضي، للقصف من حي حدة بجنوب العاصمة اليمنية حيث تنتشر وحدات من الحرس الجمهوري، قوات النخبة في الجيش بقيادة احمد النجل البكر للرئيس صالح، بحسب شهود عيان. وفي تعز (جنوب غرب) حيث قتل اربعة متظاهرين الاثنين لقي احد السكان حتفه خلال الليل بعد سقوط قذيفة في احد شوارع ثاني كبرى المدن اليمنية بحسب مصدر طبي. والاثنين قتل 27 شخصا في صنعاء في قمع قوات الامن متظاهرين كانوا يطالبون برحيل الرئيس علي عبد الله صالح غداة مقتل 26 متظاهرا. وحالت اعمال العنف دون التقاء المعارضة اليمنية موفد الاممالمتحدة جمال بن عمر والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني اللذين وصلا الاثنين الى صنعاء لتسريع التوصل الى اتفاق يضع حدا للازمة بحسب دبلوماسي غربي. وقال احد مسؤولي اللقاء المشترك وهو ائتلاف للمعارضة البرلمانية لوكالة فرانس برس ان "المعارضة لا تستطيع التقاءهما في الوقت الذي تسيل فيه الدماء في صنعاء". وكان المسؤول في الحزب الحاكم سلطان البركاني اتهم في حديث على قناة العربية مساء الاثنين، المعارضة بانها "عرقلت" وساطة الاممالمتحدة ومجلس التعاون الخليجي التي يبقى نجاحها رهنا بعودة المحتجين الى "مواقعهم السابقة" في ساحة التغيير. وكلف الرئيس صالح الذي لا يزال في الرياض منذ اصابته في هجوم استهدف القصر الرئاسي في صنعاء، نائبه الاسبوع الفائت التفاوض مع المعارضة في شان انتقال السلطة تنفيذا لمبادرة الدول الخليجية. واعتبر الاتحاد الاوروبي انه "من الضروري...توقيع وتنفيذ" خطة الخروج من الازمة سريعا. واعلنت الولاياتالمتحدة انها "ما زالت تامل في التوصل الى اتفاق سيؤدي الى توقيع المبادرة الخليجية في غضون اسبوع". * أ ف ب