وقد اعلن مصدر رسمي وملاحي ان مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر ووسيط دول الخليج في الازمة اليمنية امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني وصلا الاثنين الى صنعاء. وقال مصدر دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس ان الرجلين وصلا تباعا الى صنعاء حيث يرتقب تنظيم حفل توقيع خارطة طريق اقترحتها الاممالمتحدة لتطبيق المبادرة الخليجية التي اعدتها دول مجلس التعاون الخليجي. وافادت وكالة الانباء اليمنية الرسمية ان الامين العام لمجلس التعاون الخليجي ومبعوث الاممالمتحدة الى اليمن وصلا الى صنعاء للاطلاع "على آخر التطورات في الساحة اليمنية". وكانت حصيلة اولى اشارت الى مقتل ستة مدنيين في صنعاء بينهم ثلاثة اصيبوا برصاص قناصة قرب ساحة التغيير، مركز حركة الاحتجاج والثلاثة الاخرون في مواجهات مع القوات الموالية للنام في شارع الزبيري الواقع على بعد ثلاثة كيلومترات من هناك. وقتل طفل في شهره العاشر وشقيقه البالغ من العمر عشر سنوات حين تعرضت السيارة التي كانا فيها مع عائلتهما لنيران قرب ساحة التغيير كما قالت والدتهما. واضافت الام في المستشفى الميداني في ساحة التغيير حيث نقل الضحايا ان "صغيري انيس الذي يبلغ من العمر عشرة اشهر مات في حضني". وفي شارع الزبيري الذي يبعد ثلاثة كيلومترات ويعتصم فيه عشرات المحتجين منذ مساء الاحد، جرت اشتباكات بين قوات الامن وجنود من الفرقة الاولى المدرعة التي يقودها الضابط المنشق علي محسن الاحمر الذي انضم الى الحركة الاحتجاجية في آذار/مارس، كما ذكر سكان. واضاف ان المنشقين ارسلوا تعزيزات الى القطاع. وجرت تظاهرات في مدن اخرى في البلاد بينها تعز (جنوب غرب) حيث قتل شخصان وجرح عشرات آخرون بالرصاص في اشتباكات مع القوات الحكومية المدعومة بدبابات وآليات مدرعة، حسبما ذكر سكان ومصادر طبية. واطلقت لجنة تنظيم الثورة الشبابية دعوة الى مسيرات جديدة وطلبت من اليمنيين مواصلة تحركهم "السلمي حتى سقوط ما تبقى من النظام". وفي وقت مبكر من صباح اليوم، ذكر شهود عيان ان عشرات الآلاف من المتظاهرين تجمعوا الاثنين على امتداد ثلاثة كيلومترات في شوارع صنعاء التي انسحبت منها الشرطة غداة قمع تظاهرة تطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح اسفر عن سقوط 26 قتيلا. واكد الشهود ان آلاف الاشخاص توجهوا منذ الصباح من ساحة التغيير التي تحولت مركزا للاحتجاج منذ شباط/فبراير الى شارع الزبيري حيث انضموا الى آلاف المحتجين الآخرين الذين قضوا ليلتهم تحت خيام. وقتل 26 متظاهرا مناهضين للرئيس علي عبد الله صالح الاحد بنيران قوات الامن اليمنية فيما طاول قصف كثيف حيا في صنعاء يقيم فيه زعيم قبلي نافذ انضم الى المعارضة. وقال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي امام مجلس حقوق الانسان في جنيف "من المؤسف ان تقع هذه الحوادث بينما بدأت تظهر حلول الازمة السياسية". ويواجه صالح الذي يحكم اليمن منذ العام 1978 حركة احتجاجية لا سابق لها اسفرت عن سقوط مئات القتلى. واقترحت دول الخليج، القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني/يناير، خطة تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس عن الحكم لنائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين.