span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"span style=\"font-size: medium;\"حياة عدن/خاصspan style=\"font-size: medium;\" ثورة 14 أكتوبر هي الثورة التي اندلعت في جنوب اليمن في العام 1963م من القرن المنصرم لتحرير الوطن من الاستعمار الأجنبي. ومنذ حرب صيف 1994م، كان النظام اليمني هو الوحيد الذي يقوم بتنظيم المهرجانات الرسمية في كل من الشمال والجنوب (شذ عن هذه القاعدة، المهرجانات الشعبية التي بدأ بتنظيمها الحراك السلمي الجنوبي منذ مطلع العام 2007م). وكانت المهرجانات الرسمية التي ينظمها النظام في الجنوب تقتصر حضورها على الجيش والأمن ، بينما يغيب أو يتم استبعاد أبناء الجنوب، وبشكل لافت، ثوار أكتوبر الحقيقيين ممن زالوا على قيد الحياة. وتأتي الاحتفالات بمرور الذكر الثامنة والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة هذا العام بصورة جديدة ومختلفة في ظل الأوضاع التي تشهدها الساحة شمالاً وجنوباً. كما شهدت هذه الاحتفالات تغيراً جذرياً على كل الأصعدة والمستويات سواء كان ذلك في طريقة الاحتفال أو في نوعية المحتفلين. ففي صنعاء، العاصمة التقليدية، أقامت كلٌ من الأطراف المتصارعة (الثوار ومناصريهم من الجيش المنشق وأحزاب المعارضة والقوى التقليدية من جهة، وما تسمّى ببقايا النظام من جهة أخرى)؛ وعلى عكس السنوات الماضية التي اقتصرت على إقامة حفل وحيد بهذه المناسبة في صنعاء تحضره كل الأطراف، ويُقام فيه عرض عسكري كبير، يُلقي فيه الرئيس علي عبد الله صالح كلمة يشتم فيها كل ثوار أكتوبر، بينما يكتفي الحضور بالتصفيق له بحرارة عقب كل شتيمة... على عكس كل ذلك، احتفل كلُ طرفٍ بهذه المناسبة هذا العام أيضاً، ولكن كلٌ على طريقته الخاصة. ففي شارع الستين أقام الثوار ومناصريهم مهرجاناً احتفالياً خاصاً، بينما أحتفل أنصار النظام في ميدان السبعين أيضاً على طريقتهم الخاصة. والأمران الملفتان بهذا العام في احتفالات صنعاء هما غياب كلمة خاصة للرئيس اليمني علي عبدالله صالح بهذه المناسبة، ومحاولة كل طرف من الأطراف المتصارعة توجيه خطاب إلى أبناء الجنوب كاد أن يكون متشابهاً إلى حد كبير حيث اتهم فيه كل طرف الطرف الآخر بأنه هو من قام بتنفيذ كل الجرائم البشعة وأعمال السلب والنهب الهمجية في الجنوب طيلة السنوات الماضية. ويبدو أن هذا الخطاب الذي يُراد منه التودد لأبناء الجنوب واستعطافهم، لم ينطلي على أبناء الجنوب الذين ردوا بسخرية واستهزاء في مواقع الانترنت، وعلى شبكات التواصل الاجتماعية: الفيس بوك، والتويتر على مثل هذه الخطابات الماكرة! وفيما يتعلق بالاحتفالات التي تم تنظيمها في الجنوب هذا العام، فقد شهدت هي الأخرى تغيراً جذرياً، على عكس السنوات الماضية، خصوصاً السنوات الأربع الأخيرة، التي كان يقيم فيها النظام احتفالاً يقتصر حضوره على الجيش والأمن كما أشرنا آنفاً. بينما يقيم الحراك الجنوبي مهرجاناته الشعبية في عدة مدن ومناطق جنوبية، وهي مهرجانات كان الأمن يقوم على الدوام بمواجهتها بعنف مفرط، ويسقط من جراء ذلك عشرات الأشخاص بين شهيدٍ وجريح، لعل أهمها مجزرة "المنصة" بمدينة الحبيلين التي حدثت بتاريخ الثالث عشر من أكتوبر 2007 أثناء قيام اللجنة المنظمة بالإعداد للمهرجان. هذا العام أقام الحراك الجنوبي احتفالات حاشدة، وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية فقد خرجت مظاهرات هي الأكبر والأكثر حشدا في مناطق جنوب البلاد منذ أكثر من عامين، حيث حشد «الحراك الجنوبي» جماهيره في عدة محافظات بكثافة عالية وبالأخص في محافظتي عدن وحضرموت ولحج، وكان مؤيدو الحراك تقاطروا منذ أول من أمس، إلى مديرية ردفان، التي انطلقت منها ثورة 14 أكتوبر 1963، التي قامت ضد الاستعمار البريطاني الذي كان يحتل جنوب اليمن لأكثر من 129 عاما. وبعد أن كان خفت نشاط الحراك الجنوبي ومظاهراته مع انطلاق الاحتجاجات المطالبة بسقوط النظام، فإن المظاهرات بمناسبة مرور 48 عاما على قيام ثورة أكتوبر عادت في هذه المناسبة قوية في الشارع الجنوبي اليمني وجددت المطالبة بما يسمى «استعادة الدولة». وقد شملت المهرجانات والمسيرات التي نظمتها الهيئات العديدة المنضوية تحت ما يسمى ب «الحراك الجنوبي» عشر مدنٍ جنوبية، كما تميز هذا العام بتوحيد الخطابات والبيانات السياسية الصادرة عن كل مهرجان والتي تمحورت حول مطلبي «فك الارتباط» و«استعادة الدولة» على الرغم من تنوع الجهات التي قامت بتنظيم المهرجانات. كذلك تميزت مهرجانات الحراك هذا العام بانضمام عدد كبير من المجالس الأهلية والتجمعات المدنية بشكل لافت للنظر وهو ما بث فيها روحاً جديدة، ودماءً شابة وجديدة مما جعلها ذات زخم عالي وحماس جامح. والمفيد بالإشارة إليه هنا، هو الغياب الكلي لتدخلات الأمن العنيفة التي لازمت كل مهرجانات الحراك في السنوات الماضية عدا منع أنصار الحراك الجنوبي الذين تقاطروا من مناطق الجنوب المختلفة والذين اعتادوا أن يرفعوا علم دولة الجنوب قبل الوحدة من دخول عدن للانضمام إلى المتظاهرين. وعلى صعيدٍ آخر، قامت أحزاب اللقاء المشترك التي تدعم «ثورة التغيير» بتنظيم احتفالين في كلٍ من عدن وحضرموت. وفيما حضر المهرجان الذي تم تنظيمه في عدن حشداً كان أقل بكثير من المتوقع (ربما لا يتجاوز الخمسة آلف شخص على أكثر تقدير) حيث كانت أحزاب اللقاء المشترك (خصوصاً حزب التجمع اليمني للإصلاح)، في وقتٍ سابق، قد قامت بالذهاب إلى كل أحياء ومناطق عدن لدعوة الناس لحضور احتفالها، وقبل يومين من ذكرى أكتوبر، كانت السيارات التابعة لها تجوب الشوارع ليلاً ونهاراً لتناشدهم بالحضور والاحتشاد، وروجت الشائعات بأن حفلاً لم تشهد له عدن مثيل سوف يقام مساء الرابع عشر من أكتوبر في كريتر إلى الدرجة التي دفعت قناة «الجزيرة مباشر» إلى تخصيص ذلك المساء لتغطية الحفل المتوقع. ومع بداية الحفل، وضعت قناة «الجزيرة مباشر» الذي نقلته على الهواء مباشرة عنواناً له: «مهرجان حاشد في عدن للاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر»، لكن، وبعدها بقليل، وبعد أن ظلت زاوية الرؤية لتصويرها حبيسة لزاوية واحدة حيث بدا العدد هزيلاً للغاية، قامت قناة «الجزيرة مباشر» بشطب كلمة "حاشد" من العنوان الذي وضعته للاحتفال!. ومن الملفت للنظر، أن قناة الجزيرة لم تقم هذه المرة، وكما هي العادة، بتغطية المسيرة وهي تجوب بعض شوارع كريتر.. وقد أرجع شهود العيان ممن سألناهم ذلك إلى أن أنصار الحراك قد قاموا برسم أعلام دولة الجنوب التي يرفعها الحراك على كل جدران شوارع كريتر قبل انطلاق المظاهرة، مما كان سيشكل حرجاً لهذه المسيرة التي ترفع الأعلام اليمنية، فتبدو وكأنها تغرد خارج السرب. ويبدو أن طريقة الإصلاح في دعوة الناس والشائعات التي روج لها في عدن كما قال عدد كبير من التقينا بهم قد كان لها مفعول السحر في اندفاع الناس للمشاركة بفعالية في المهرجانات والمسيرات التي نظمها الحراك السلمي في عدن وقد بدا ذلك واضحاً من الأعداد الضخمة، والوجوه الجديدة التي شاركت في هذه المسيرات، خصوصاً وأن الناس في الجنوب عامة ما زالوا ينظرون لحزب الإصلاح على أنه شريك أساسي مثله مثل نظام علي عبدالله صالح في كل ما حل بهم منذ الحرب الغاشمة في صيف 1994م، وعلاوة على ذلك، هو من قام بتكفيرهم وأحل دمهم! ومن خلال التطورات الأخيرة في محافظات الجنوب، يبدو أن العلاقة العدائية التي نشأت في الماضي بين أنصار الحراك الجنوبي والسلطة بدأت في التحول ليكون طرفاها هذه المرة الحراك الجنوبي وحزب التجمع اليمني للإصلاح خصوصاً بعد انزواء نظام الرئيس علي عبدالله صالح في صنعاء، وخفوته في الجنوب، وبعد شعور الجنوبيين بأن حزب الإصلاح يحاول الالتفاف على قضيتهم، وإيجاد شرعية للسلطة القادمة في صنعاء والتي يبدو إن الإصلاح هو المرشح الوحيد للإمساك بزمامها، وهو ما يحول دون حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم الذي ينادون به كشرط قبل الدخول في أي عملية سياسية، على الرغم من التواجد الضئيل لحزب الإصلاح في الجنوب مقارنة مع العدد الكلي للسكان على حد قولهم. ومع ذلك لا ينكرون وجود شخصيات جنوبية داخل حزب الإصلاح تدعم القضية الجنوبية بقوة ويكن لها الشارع الجنوبي احترام كبير. أما من سمّوا ببقايا النظام في عدن، فقد فشلوا للمرة الثانية على التوالي من تنظيم حفل بمناسبة مرور ذكرى الرابع عشر من أكتوبر كما أشارت بعض المصادر. ولم تفلح الجهود التي قادها القائم بأعمال المحافظة عبد الكريم شائف بغرض تنظيم احتفالية كان مقرر لها أن تُقام يوم الخميس الموافق 13 أكتوبر 2011 في حقات بعدما وزعت بطائق الدعوات والكروت، وأجريت الكثير من الاتصالات للدعوة إلى الحفل، لكن يبدو أنه لم يستجب له أحد من أبناء في عدن. ثم قام بتكرار المحاولة لإقامة الحفل يوم الجمعة الموافق 14 أكتوبر 2011، ولم يفلح أيضاً، في ظل انشغال أجهزة الأمن بقضايا أخرى وهي التي اعتادت أن تملأ قاعات الاحتفالات التي تقيمها السلطة خلال الأعوام الماضية. span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\" تقرير أعده: مركز دراسات الرأي والبحوث الاجتماعية (مدار)