span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"span style=\"font-size: medium;\"حياة عدن/ روسيا اليوم span style=\"font-size: medium;\" نشرت صحيفة "كوميرسانت" مقالا عن الأوضاع في اليمن، جاء فيه أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أعلن استعداده للجلوس مع المعارضة إلى طاولة الحوار. ولكن خصوم الرئيس يطالبونه بتنفيذ الوعد، الذي قطعه سابقا، بالتنحي عن الحكم. وهو الأمر الذي دعا إليه أيضا مجلس الأمن قبل أيام، مؤيدا بذلك مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي. ويتخوف الخبراء من أن رحيل علي صالح عن سدة الحكم لن يحل مشاكل اليمن، بل سيفاقمها أكثر وينشر الفوضى، ويضع البلاد على شفير الانهيار. وتعيد الصحيفة إلى الأذهان أن علي عبد الله صالح يحكم منذ 33 عاما بلدا، من أكثر بلدان شبه الجزيرة العربية فقرا واضطرابات، ويعيش حالة دائمة من الحروب الأهلية، التي تجري في وقت واحد. وتدور أكثر هذه الحروب دموية في اطار تجمع قبائل حاشد، الذي ينتمي اليه الرئيس صالح نفسه. وكونه يقود البلاد لا يضمن له الزعامة في حاشد، حيث ينافسه رجل قوي الشيخ صادق الأحمر، الذي خاضت فصائله المسلحة في الأشهر الأخيرة اشتباكات عنيفة ضد قوات الحكومة في شوارع صنعاء. وفي 3 يونيو/حزيران الماضي قام أنصار الشيخ الأحمر بمحاولة اغتيال الرئيس صالح في مسجد المجمع الرئاسي. وعولج على اثرها مدة 3 أشهر في العربية السعودية. وإن جوهر هذا النزاع بسيط ، فالشيخ يصر على ابقاء الامتيازات، التي تتمتع بها حاشد ولو على حساب القبائل الأخرى. ولكن صالح من موقعه الرئاسي يحاول ارضاء الجميع، وليس قبيلته فقط، رغم ان الأحداث الأخيرة في اليمن أثبتت أنه قليلا ما أفلح في ذلك. والحرب الأهلية الثانية في البلاد تدور بين السنة (52% من السكان) والشيعة (46% من السكان). وفي هذا الصراع تقوم طهران بدعم الشيعة وتقديم السلاح والمال الى المجموعات المسلحة المناوئة للدولة. وبذلك يعزز آيات الله مواقعهم في شبه الجزيرة العربية ملتفين من ناحية الجنوب على خصمهم الجيوسياسي، العربية السعودية. وإن انهيار نظام صالح سيضعف لا محالة مواقع المجموعات السنية التي ستتصارع على اقتسام السلطة، ما سيستغله الشيعة بالتأكيد. ويلاحظ كاتب المقال أن هذا السيناريو لا يمكن أن يرضي الولاياتالمتحدة، التي لا تقبل بتحول اليمن الى "طابور خامس" لايران. ولا يستبعد الخبراء أن تتدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية في المواجهة بين السنة والشيعة في اليمن، كما تدخلت في حرب أهلية أخرى، تدور رحاها اليوم في هذا البلد بين قوات الحكومة والمجموعات الإسلامية، التي تعلن صراحة عن انتمائها لتنظيم "القاعدة". وتجدر الإشارة إلى أن أتباع أسامة بن لادن ينشطون في جنوب البلاد ويسيطرون عمليا، حسب تقديرات الخبراء، على 5 محافظات من أصل 21 محافظة. وأخيرا ثمة حرب رابعة محتملة من أجل انفصال الجنوب. وهذه الحرب لم تندلع بعد، ولكنها قد تندلع في أية لحظة، وخاصة إذا ازددات السلطة المركزية في صنعاء ضعفا بعد استقالة صالح. وكان الجنوبيون قد انتفضوا في عام 1994 ، ولكن انتفاضتهم قمعت بلا رحمة. ومع ذلك بقيت النزعات الانفصالية، وقد تتحول في أية لحظة إلى تمرد لن يكون ثمة من يقمعه هذه المرة نظرا لشلل السلطة المركزية. وتخلص الصحيفة إلى أن الخبراء يتخوفون من أن تؤدي نتائج هذه الحروب الأربع إلى زوال اليمن كدولة موحدة، وتحولها إلى ما يشبه الصومال.