span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/سمير حسن يمر ميناء عدن حالياً بأسوأ حالاته بعد أن تسببت العاصفة الجوية التي تعرض لها الميناء بداية سبتمبر المنصرم القشة في اقتلاع وإعطاب جميع رافعات الرصيف العملاقة التي تقوم بنقل الحاويات البالغ عددها خمس رافعات. ومع أن تلك الرياح لم تكن قوية إلى درجة إمكانية اقتلاع رافعات عملاقة بتلك الحجم لولا تهالك وقدم تلك الرافعات وافتقارها إلى الصيانة والتي سبق الكشف عن خروجها عن الجاهزية، إلا أن المشغل للميناء عمد مجدداً إلى إعادة ثلاث رافعات للعمل تعمل بأقل من نصف الطاقة الإنتاجية لها. وقالت المصادر بان الرافعات الخمس التي تحطمت من جراء العاصفة خرجت اثنتين منها عن الجاهزية بشكل كلى بينما الثلاث الأخرى لم يتم إجراء أية صيانة لها أو إعادة تأهيلها من جديد حتى الآن. وأفادت المصادر بان إحدى الرافعات ال"3" تعمل بشكل متعثر جداً وتعاني من العطب بصورة مستمر بينما تعمل الرافعتين الأخري بأقل من نصف طاقتها الإنتاجية الأمر الذي تسبب في ازدحام البواخر على رصيف ميناء عدن وعزوف عدد كبير من خطوط الملاحة الدولية والتعامل مع الميناء وتحولها إلى موانئ مجاوره. وعلمت "الصحوة نت" من بان تعثر الوضع الإنتاجي للميناء دفع الأسبوع الماضي بمشغل الميناء إلى توجيه إشعار لعمال الميناء البالغ عددهم قرابة "400" عامل بقرار الشركة إسقاط الحافز الشهر للعمال لعدم قدرتها على دفعه. وقالت مصادر إعلامية بعدن بأن الشركة التي تتولى الإشراف والتشغيل للميناء رفضت دفع الكلفة اللازمة لإعادة تأهيل الرافعات والمقدرة - بحسب خبراء- بمبلغ 17 مليون دولار، كما إن الشركة المشغلة للميناء حملت الحكومة وشركة التأمين العالمية مسؤولية الخسائر الناتجة عن هذا التعطيل. بينما اكتفت مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية بتبرير تعثر نشاط الميناء على لسان مدير المؤسسة بالقول بأنه ناجم عن "عدم وجود معدات كافيه لدى مؤسسة وشركة دبي". وهي الشركة التي تدير موانئ في مختلف دول العالم وبأحدث التقنيات، بينما تبدو عاجزة عن توفير ذالك في ميناء عدن. وفي مقابل ما يظهره الجانب الرسمي للدولة ممثلاُ ب"مؤسسة موانئ عدن" الشريك الرسمي لمشغل الميناء "شركة دبيوعدن لتطوير الموانئ" من عدم اكتراث لكل ما يجري ، هدد عدد من التجار الذي بعدم إجراء أعمال الشحن والتفريغ لبضائعهم في ميناء عدن, والتوجه بها نحو ميناء الحديدة أو المكلا . وقال التجار خلال لقاء لهم الأسبوع الماضي بنائب محافظ عدن, جمع بين شركة موانئ عدن, والتجار المستوردين للبضائع عبر ميناء عدن بأنهم يتكبدون خسائر طائلة, نتيجة الإجراءات المعقدة والإشكاليات والعقبات التي تخلقها المؤسسة وشركة موانئ دبي مما يتسبب في تلف بضائعهم. واتهم التجار في اللقاء -الذي تغيب عن حضوره مشغل الميناء (شركة موانئ دبي العالمية)- مؤسسة موانئ خليج عدن اليمنية الشريك اليمني بابتزازهم أمولاً طائلة والعمل على إعاقة دخول بضائعهم التي يتم استيرادها عبر الميناء. وأشاروا إلى أنهم أصبحوا يعانون من مشاكل جمة منذ استلام المشغل الجديد للميناء والذي يعمل على مضايقة البواخر والتجار اليمنيين من أجل إضعاف ميناء عدن, وتحويل البواخر للتفريغ في ميناء جيبوتي الذي تشغله دبي العالمية. ووصف التجار الوضع في الميناء بأنه أصبح لا يطاق وأنهم تكبدوا من جراء ذلك خسائر باهظة دفعت ببعض التجار إلى إعادة بضائعهم إلى دول المنشأ نتيجة تأخرها عن الموسم بسبب توقف الميناء عن العمل خلال شهر رمضان جراء العاصفة. وأشار التجار إلى أن الميناء صار ظلمة نتيجة الفساد والسلب وأصبح التجار يعانون مالا يعانيه غيرهم في اغلب موانئ العالم وخاصة التي تديرها الشركة" مؤكدين أن الملاحة في الميناء صارت صورتها سيئة للغاية عند كل التجار المحليين والأجانب ومختلف الشركات العالمية للشحن والتفريغ. وقال التجار:" نحن نقع بين المنطقة الحرة ومؤسسة موانئ خليج عدن والصلاحيات المتداخلة التي أنهكتنا كثيرا وأهمها ما نعانيه من المؤسسة والشركة المشغلة للميناء، فلا توجد إستراتيجية لأي مشروع يقام في اليمن أو حتى في عملية الاستيراد والتفريغ في الرصيف وذلك بسبب القرارات المفاجئة والسياسات التي تبنى على الابتزاز".