span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن أصبحت الظاهرة الحوثية في اليمن تشكل خطرا على الحكم اليمني، بل تجاوزته وتجاوزت البعد المحلي لتصبح معضلة إقليمية فالحركة الحوثية تنتمي إلى الجارودية وهي إحدى المشارب الزيدية التي تقول بوجوب الإمامة حصرا في أبناء الحسن والحسين. وقال تقرير أعده الباحث اليمني ناصر محمد ناصر ونشره مركز الجزيرة للدراسات أن هذه الحركة تعمقت نتيجة توظيفها في الصراعات السياسية، حيث استعملتها السلطة مرة للحد من تنامي نفوذ حزب التجمع اليمني للإصلاح الإخواني الانتماء، وأخرى لمواجهة المد السلفي في اليمن إبان خلافها الحدودي مع السعودية، واستعملها مرة ثالثة مناهضو التوريث من أهل السلطة نفسها، للحيلولة دون انتقال السلطة إلى منافسهم على الحكم نجل الرئيس علي عبد الله صالح. وتأتي الحرب الأخيرة بحسب التقرير مع الحوثيين بعد خمس حروب لم تستطع السلطة سابقا حسمها لصالحها، ولكنها هذه المرة أعلنت عزمها على المضي قدما في معركتها حتى استئصال الحوثيين، بعد أن أصبحت الظاهرة الحوثية تشكل خطرا على الحكم اليمني، بل تجاوزته وتجاوزت البعد المحلي لتصبح معضلة إقليمية. وأضاف التقرير ان الظاهرة الحوثية تمثل في بعض وجوهها إحدى الأوراق الإيرانية في المنطقة للضغط على السعودية من جهة الجنوب، كما أن تدهور الأوضاع في اليمن نتيجة الأزمات العميقة التي تعصف بالبلد سواء في الجنوب أو الشمال من شأنها أن تؤدي لتفكك الدولة بما يجعل اليمن ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة مع كل ما يمثله من خطر على الرياض ومصالح واشنطن في المنطقة. أما عن نهاية الحرب ونتائجها فأكد التقرير أنه ليس من المتوقع أن تنتهي الحركة الحوثية تحت وطأة الخيار العسكري، لأنها ذات جذور اجتماعية ودينية قوية، ولأن معتنقي المذهب الزيدي مقتنعون بأنهم محل قمع وتسفيه من التيارات السلفية السنية، ولأن السلطة في اليمن لا تسيطر سيطرة تامة على أراضيها، كما أن هناك قوى محلية لها مصلحة باستمرار الحرب لإضعاف النظام، فضلا عن أن تضاريس المنطقة وعرة يصعب على الجيش اليمني التغلب عليها. وقال البحث في تقريره : أما الحل الممكن بلوغه فهو دفع الحوثيين للتخلي عن السلاح مقابل العفو عنهم وإعطائهم حرية مزاولة النشاط السياسي والديني، مع إعادة تأهيل المنطقة وإعمارها بعد وقف الحرب، ثم الكف عن تسييس التعليم الديني وإعادة النظر في المناهج الدينية وإعادة صياغتها وفق منهج علمي مقبول من الجميع، ووفق رؤية وطنية متسامحة. على أن الحل الجذري قال التقرير أن الحل الجذري والذي يبدو متعذرا في الوضع الراهن، هو فك الارتباط بين الأسرة الحاكمة ومؤسسة الدولة، وإيقاف مشروع التوريث لأنه هو الذي فجر مشكلة الحوثية، وهو الذي أثار مشكلة الجنوب كما أثار الخلافات بين أركان النظام نفسه، وهو الذي سيفجر اليمن إن استمر ويحوله إلى مناطق ومذاهب وقبائل وعشائر، بما يؤذن بتفجير المنطقة بكاملها. لمشاهدة نص التقرير : http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A0081F3F-000F-48B4-AC7D-3FDD9F4F9670.htm