عدن اون لاين/خاص مر أسبوعان ومديرية المنصورة على حالها من العنف وأحداث عابثة بسكينة الناس وخادشة لصورة عدن السلمية ، تمكن الجيش من حسم أمره في أبين مع تنظيم القاعدة الشرس وطارده إلى آخر نقطة في صحاري شبوة وجبال لحج ورداع، بينما المنصورة في يد مسلحين معربدين وعصابات منظمة ومخدرات وصارت مأوى لعديد من المتناقضات التي وجدت في وضعها الأمني المتردي مناخا مناسبة وبيئة حاضنة. الرئيس منصور الذي هزم القاعدة في أبين ، هاهو يتعثر في حسم أمر 27 مسلحا في المنصورة، أسماؤهم معروفة وتحركاتهم كذلك، من بينهم من سهل وأشرف على عملية اغتيال قائد المنطقة الجنوبية الشهيد سالم قطن، وهذه وحدها كافية لأن تتحرك الدولة بكل قدراتها لتضع حدا لهؤلاء العابثين في المنصورة. عصر أمس الأحد أغلق شارع المنصورة الرئيسي أمام حركة السيارات، واستمر غلقه لساعات في عمليات متواصلة تقوم بها جماعات غير معرفة في المديرية . وقال مصدر حقوقي فضل عدم الكشف عن هويته إن مجموعة مسلحة قامت قبل أيام بإحراق شاب يعمل في إحدى البوفيات بصب الماء المغلي على جسده عقب رفضه دفع مبالغ مالية لعناصر متطرفة, مشيراً إلى تطور خطير في أعمال العنف التي أخذت طابعاً مناطقياً . توتر الأجواء الأمنية في المنصورة يأتي رداً على فتح الشارع في وقت كثر فيه اللاعبون لأحداث صراع بين القوى السياسية في محافظة عدن . ووصلت اللجنة البرلمانية إلى محافظة عدن لتقصي الحقائق في أحداث مديرية المنصورة بعد تبادل الاتهامات بشأن الجماعات التي تستهدف الأبرياء من أسطح المنازل و التي أدت إلى توتر أمني غير مسبوق مع نشر تعزيزات أمنية بمحيط ساحة الشهداء التي تتخذها أحد فصائل الحراك ساحة لأنشطتها الإعلامية والسياسية. وقبل أيام بذلت مساع قام بها مدير عام المديرية/ نائف البكري لوقف التوتر وتحقيق السلم الاجتماعي بالمديرية ، حيث جرى الاتفاق على تسليم ساحة المنصورة ليشرف عليها الدكتور/ محمد حيدرة مسدوس والشيخ/ محمد بن فريد الصريمة, حيث تضمن الاتفاق المبدئي إخراج كافة المسلحين من مديرية المنصورة ورفض المظاهر المسلحة و ممارسة العمل السلمي في الساحة بشكل طبيعي ومنع قطع الشوارع و إخراج قوات الأمن المركزي من محيط الساحة و استبدالها بقوات الأمن العام غير أن ذلك لم يتحقق بعد أكثر مرور أكثر من 10 . وفي الوقت الذي تتهم عناصر بالحراك, الأمن المركزي باستهداف الأبرياء وقتل أبناء المديرية، قال قائد الأمن المركزي العقيد/ عبد الحافظ السقاف إن جماعة مسلحة تثير الفوضى ومعظمهم قناصة تمركزوا على أسطح البنايات العالية بالمدينة، ويتبادلون النار مع الأمن المركزي طيلة الأيام الماضية، نافياً استهداف أي مدنيين . وبحسب السقاف فإن أطرافاً لم يحدد صفتها تسعى إلى تأجيج الوضع والعمل على دعم مسلحين، ليستمروا لمواجهة الأمن, مشيرًا إلى ضبط 45 عبوة ناسفة شديدة الانفجار وصاروخ لو وقذائف أخرى وأسلحة متوسطة وخفيفة بحوزة مسلحين في الساحة وهو الأمر الذي دفع بالأمن لتأمين الطريق والقيام بواجباتها, حيث تم ضبط عدد من المسلحين والبقاء في الساحة التي قال إنها كانت خالية ولا يتواجد فيها سوى عناصر مسلحة استغلت الانفلات الأمني، لتتمترس خلف عناصر الحراك الجنوبي حسبما قال . وقالت "أخبار اليوم" أنها سعت لتسليط الضوء حول أسباب التوتر في التواصل مع قيادات في الحراك بالمديرية " العميد السعدي و قاسم عسكر جبران" لكن دون جدوى . وفي سياق متصل استهدف مسلحون ظهر أمس قائد معسكر النصر التابع للأمن العام المقدم/ محمد عوض الكازمي عقب مغادرته إدارة الأمن . وقالت مصادر طبية إن الكازمي أصيب بطلق ناري في ساق قدمه اليسرى قبل نقله إلى مستشفى الجمهوري . وبحسب مصدر أمني فإن الكازمي نجا بأعجوبة عندما أطلق مسلحون يستقلون سيارة النار عليه قبل فرارهم. إلى ذلك قال مصدر أمني في إدارة أمن عدن إنه تم العثور على منشورات يعتقد أنها لأنصار الشريعة جرى تشرها في عدد من الأحياء الشعبية في ضواحي محافظة عدن تحث تحرض ضد قوات الأمن والجيش . ويعتقد أن أنصار الشريعة لجأت إلى هذه الطريقة بعد تكبدها خسائر فادحة عقب تحرير محافظة أبين منها في غضون الأشهر الماضية بعد عملية عسكرية نوعية بقيادة وزير الدفاع وبعد عام من سقوطها في قيضة الجماعات المسلحة . السؤال ما يزال ماثلا: الرئيس هادي الذي توج عهده الرئاسي في أبين منصورا على القاعدة، لماذا تعذر عليه الحسم في منصورة عدن؟!!!. سؤال سنحاول الإجابة عليه في لاحقا في سياق تقاريرنا لهذا المساء ..
