عدن أون لاين/ بيروت/ فؤاد مسعد/ خاص: قال أستاذ العلوم السياسية و القانون الدستوري بجامعة فاس أحمد مفيد في افتتاح الجامعة الصيفية لمنبر الحرية ببيروت،" أن الثورة لا تعني بالضرورة الانتقال للديمقراطية ما لم تكن هناك مقومات للديمقراطية". وأضاف مفيد أن في أولى محاضرات الجامعة التي تمتد ما بين الرابع والتاسع من الشهر الجاري أن" انتشار الديمقراطية في العالم بشكل عام مر عبر خمس مراحل، و هي: المرحلة الأولى وكانت عقب الثورتين الأمريكية و الفرنسية، و المرحلة الثانية التي جاءت عشية الحرب العالمية الثانية، و المرحلة الثالثة فكانت بداية السبعينيات في أوروبا الجنوبية كالبرتغال و إسبانيا و اليونان، أما المرحلة الرابعة فجاءت بعد ذلك في أوروبا الشرقية كصربيا و جورجيا و عدد من دول المنطقة التي شهدت ما عرف ب"الثورات الملونة"، و المرحلة الأخيرة لانتشار الديمقراطية هي التي نعيشها اليوم في الوطن العربي فيما بات يعرف ب"الربيع العربي". وفي تحليله ل "الثورات العربية و إشكالية الانتقال الديمقراطي"، توقف "مفيد" عند علاقة الثورة بالديمقراطية و حصيلة الحراك العربي منذ بدايته حتى اليوم، و المعوقات التي تحول دون تحقيق الانتقال الديمقراطي، و مجموعة من مقومات تحقيق الديمقراطية. واستعرض مفيد مراحل الانتقال الديمقراطي الثلاث حيث اعتبر أن "كل انتقال ديمقراطي لا بد ان يمر بإنهاء النظم الاستبدادية، والتحول إلى الديمقراطية و إقرار الحقوق و الحريات، ثم توطيد الديمقراطية بحيث تصبح ثقافة و ترتبط بالتنشئة والتعايش. و تساءل مفيد من جهة اخرى " هل يمكن للحراك العربي أن يقيم أنظمة ديمقراطية؟".وفي جوابه اعتبر مفيد " أن النتائج مختلفة من بلد لآخر، و إن كان الهدف و المنطلق واحد، و أشار إلى صعوبة ذلك لاعتبارات عديدة أهمها وجود معوقات تحول دون الانتقال الديمقراطي. ولخص ذات المصدر معوقات الانتقال الديمقراطي في منظومة القيم التقليدية الموروثة، و وجود الثقافة الأبوية والتي يتحول فيها عن رئيس الدولة بمنطق رئيس القبيلة أو رب الأسرة والإسلام السياسي، و إشكالية الموقف من حقوق المرأة والصراعات الدينية و الطائفية وضعف منظمات المجتمع المدني وتفشي الجهل و الأمية وانتهاك حقوق المرأة نتيجة لاعتبارات و تقاليد و تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية ومشاكل أحزاب المعارضة التي ساهم بعضها في إنتاج نفس الأخطاء الأنظمة السابقة والصراعات بين قوى الثورة والانفجار السكاني في الوطن العربي، حيث يتضاعف عدد السكان كل ربع قرن، ما يؤدي إلى انتشار أزمة البطالة و أزمة في التعليم و غيره وأتباع النظام السابق. و لم يفت مفيد اقتراح عدد من الحلول لتجاوز تلك المعوقات، و تتضمن تجميع قوى الثورة و تجاوز الخلافات و وضع المصالح الوطنية فوق المصالح الحزبية و السياسية، و إفراز قيادات سياسية جديدة، و العمل على تحقيق الإصلاحات الكبرى السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية. يذكر أن مشروع منبر الحرية دشن أول أمس الأربعاء فعاليات جامعته الصيفية2012 في العاصمة اللبنانية بيروت، و يشارك في الدورة التي تنظم في فندق "بيت عنيا" خلال ستة أيام عدد من الأكاديميين و الخبراء و الإعلاميين من دول عربية مختلفة.