دشن منبر الحرية مساء أمس الأربعاء فعاليات جامعته الصيفية 2012 في العاصمة اللبنانية بيروت، و يشارك في الدورة التي تنظم في فندق "بيت عنيا" خلال ستة أيام عدد من الأكاديميين و الخبراء و الإعلاميين من دول عربية مختلفة، و قد استهلت الجامعة الصيفية أولى جلساتها صباح اليوم الخميس بورقة عمل قدمها الدكتور: أحمد مفيد- أستاذ العلوم السياسية و القانون الدستوري بجامعة فاس بالمغرب، و كانت ورقته عن "الثورات العربية و إشكالية الانتقال الديمقراطي"، و تحدث فيها عن أربعة محاور تشمل: علاقة الثورة بالديمقراطية و حصيلة الحراك العربي منذ بدايته حتى اليوم، و المعوقات التي تحول دون تحقيق الانتقال الديمقراطي، و مجموعة من مقومات تحقيق الديمقراطية. و أشار إلى أن انتشار الديمقراطية في العالم بشكل عام مر عبر خمس مراحل، و هي: المرحلة الأولى و كانت عقب الثورتين الأمريكية و الفرنسية، و المرحلة الثانية التي جاءت عشية الحرب العالمية الثانية، و المرحلة الثالثة فكانت بداية السبعينيات في أوروبا الجنوبية كالبرتغال و إسبانيا و اليونان، أما المرحلة الرابعة فجاءت بعد ذلك في أوروبا الشرقية كصربيا و جورجيا و عدد من دول المنطقة التي شهدت ما عرف ب"الثورات الملونة"، و المرحلة الأخيرة لانتشار الديمقراطية هي التي نعيشها اليوم في الوطن العربي فيما بات يعرف ب"الربيع العربي". و في ورقته اشار الدكتور مفيد إلى أن الثورة لا تعني بالضرورة الانتقال للديمقراطية ما لم تكن هناك مقومات للديمقراطية، مستعرضا مراحل الانتقال الديمقراطي الثلاث وهي: أولا: إنهاء النظم الاستبدادية، ثانيا: التحول إلى الديمقراطية و إقرار الحقوق و الحريات، ثالثا: توطيد الديمقراطية بحيث تصبح ثقافة و ترتبط بالتنشئة والتعايش. و استعراضه لمسارات الثورات العربية قال الدكتور أحمد مفيد إن النتائج مختلفة من بلد لآخر، و إن كان الهدف و المنطلق واحد، و تساءل في حديثه: هل يمكن للحراك العربي أن يقيم أنظمة ديمقراطية؟ و أشار إلى صعوبة ذلك لاعتبارات عديدة أهمها وجود معوقات تحول دون الانتقال الديمقراطي، و أجملها من وجهة نظره كما يلي: 1- منظومة القيم التقليدية الموروثة، وقال إنها وليدة ظروف موضوعية عديدة، أهمها وجود الثقافة الأبوية و التي نتحدث فيها عن رئيس الدولة بمنطق رئيس القبيلة أو رب الأسرة. 2- الإسلام السياسي، و إشكالية الموقف من حقوق المرأة. 3- الصراعات الدينية و الطائفية. 4- ضعف منظمات المجتمع المدني. 5- تفشي الجهل و الأمية. 6- انتهاك حقوق المرأة نتيجة لاعتبارات و تقاليد و تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية. 7- مشاكل أحزاب المعارضة التي ساهم بعضها في إنتاج نفس الأخطاء الأنظمة السابقة. 8- الصراعات بين قوى الثورة. 9- الانفجار السكاني في الوطن العربي، حيث يتضاعف عدد السكان كل ربع قرن، ما يؤدي إلى انتشار أزمة البطالة و أزمة في التعليم و غيره. 10- أتباع النظام السابق. و في محاضرته اقترح الدكتور مفيد عددا من الحلول لتجاوز تلك المعوقات، و تتضمن تجميع قوى الثورة و تجاوز الخلافات و وضع المصالح الوطنية فوق المصالح الحزبية و السياسية، و إفراز قيادات سياسية جديدة، و العم على تحقيق الإصلاحات الكبرى السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية.