عدن اون لاين/خاص/مياد خان (110) مائة وعشرة ميجاوات هي كل الذي وفره النظام الذي حكم الجنوب قبل أن يذهب إلى الوحدة، وكان الجنوب حينها بحاجة إلى (190) ميجا، وبسبب العجز آنذاك فقد كان الجنوب يأخذ من الشمال (40) ميجا في الصيف حيث تزداد الحرارة ويزيد استخدام الكهرباء، وهذا كان يحدث خلال فترة الثمانينات –حسب المختصين في حديثهم ل(عدن اون لاين)- وهي المعلومة التي كانت غائبة على فهم الشارع الذي غالبا ما يتهم نظام مابعد الوحدة اليمنية بكونه نهب كهرباء الحسوة لصالح مناطق شمالية. بعد الوحدة جرى إضافة طاقة جديدة إلى محطات عدن بحيث وصلت إلى (146) مائة وستة وأربعون ميجا، ويجري حاليا تشغيل (60) ميجا إسعافية لتصل إلى 206ميجا ، ووفق مسئولون فإن عدن وحدها في وقت الذروة تحتاج إلى 250ميجا. في هذه السرد نحاول في (عدن اون لاين) تتبع قصة العجز في الطاقة ومعاناة عدن وكيف بدأت فكرة ال(60) ميجا والأطوار والمراحل والعثرات التي مرت بها. المحافظ رشيد يقف أمام تحدي خدمة الكهرباء استشعر محافظ عدن المهندس وحيد رشيد مبكرا مشكلة الانقطاعات الكهربائية وحجم الإزعاج الذي ستسببه في محافظة عدن لاسيما في فصل الصيف وحرارته الشديدة وكذا الأوضاع العامة وحالة عدم الإستقرار الإجتماعي التي تعيشه المحافظة , وتنبه المحافظ رشيد أن انقطاعات الكهرباء قد تلهب الشارع وتزيد تعقيدات الأوضاع , وكان صدى تنبيهاته قد لقيت استجابة سريعة من قبل الرئيس / هادي والذي أصدر توجيهاته الى حكومة الوفاق في شهر ابريل بضرورة توفير ( 60 ) ميجا كطاقة اسعافية لمحافظة عدن. بعد التوجيهات الرئاسية كان متوقعا الاستفادة من الوقت والسرعة في الإنجاز قبل ضغط الصيف وكانت مشاورات من قبل مسئولين في كهرباء عدن تتم مع شركة أجريكو عملية توفير الطاقة الإضافية إليها وبدون مناقصة استغلالا للوقت وطلب من الشركة تقديم عرضها بشكل رسمي بعد أن كانت هناك مداولات أولية بسعر معقول قبل من قبل مؤسسة الكهرباء.. ومنذ ذلك الوقت بدأت تظهر المماطلات والتسويفات وأعطيت فرصة للعابثين ( فالشركة أرسلت عرضا بسعر غير مناسب مستغلة حاجة عدن للكهرباء والضغط الكبير القائم وأيضا مستفيدين من عدم وجود المناقصة) وظهر أن هناك شركات عاملة في بيع الطاقة أرادت الدخول في المناقصة , وتحركت أصابع كثيرة كان غرضها التأخير لعملية انجاز التوليد لإلهاب الشارع العدني , وقد تعرضت المحطة الكهروحرارية في عدن في نفس ذلك التوقيت لمحاولة تخريب تم ضبطها من قبل أمن محافظة عدن حيث تم إعداد صواريخ معدة للإطلاق موجهة من جهة الحرم الجامعي نحو المحطة وهو مابعث عن وجود نوايا لإدخال المحافظة في ظلام دامس لإخراجها خارج التغطية. مؤامرات وشائعات في الطريق ظهرت بعض الشائعات التي تتحدث عن محاولات بعض العاملين في المحطة الكهرو حرارية ( وهي المحطة الرئيسية في المحافظة ) عن قيامهم بعمليات إعاقة للتوليد الجيد وأعلن عن اضراب للعاملين في المحطة مما استدعى نزول قائد المنطقة الجنوبية الشهيد / سالم قطن مع عدد من المصفحات وتم تجاوز الإضراب بالتوافق مع العاملين. تزايدت عمليات الإنطفاءات مع بدء دخول الصيف وازدادت ضغوط الشارع واستغلت عدة قوى تلك الإنقطاعات لأغراضها السياسية وبدأت تقطعات الشوارع وبدأ توجيه المسيرات والمظاهرات في اتجاه توفير الكهرباء بشكل أوحى بأنها اللحظة المناسبة المنتظرة بفارغ الصبر وسهل تسخين الأجواء لدى المواطن البسيط في عدن ومباشرة سرت مقارنات بقايا النظام للمقارنة بين الإنقطاعات في زمن المخلوع صالح وبين زمن الرئيس هادي بعد استلام مؤسسة كهرباء عدن لعرض شركة أجريكو بسعرها المرتفع كان القرار في مؤسسة الكهرباء انزال مشروع توليد الطاقة الإسعافية ال( 60 ) ميجا لمحافظة عدن للمناقصة العامة وبصورة مستعجلة وتم تقديم العروض وفتحت المناقصات في مؤسسة الكهرباء بصنعاء وأرسيت المناقصة على شركة ( الصريمة ) التي تقدمت بأفضل الأسعار وهنا ربما ثارت حفيضة المنافسين الآخرين على مستوى الجمهورية لاسيما ورئيس الجمهورية يؤكد توسيع الشراكة مع الشركة لتنفيذ مشاريع كهربائية في مناطق أخرى في اليمن ( فقيمة الشركة في التوليد يعادل نصف عرض الآخرين ) ويبدوا أن اجراءات التوقيع أخذت وقتها مع الشركة من الروتين والمماطلة ربما المقصودة أو غير المقصودة مع أن هناك تجربة سابقة مع محافظ مأرب ( عارف الزوكا ) أيام الرئيس المخلوع حيث تم تقديم طلب اسعاف مأرب بمولدات كهربائية فصدرت التوجيهات الرئاسية الى مجلس الوزراء الى اوزراء المختصين الى البنك المركزي والمالية وتم التعاقد مع الشركة المنفذة بلا مناقصة في يوم واحد فقط . عموما أخيرا تم التوقيع مع الشركة بتاريخ ( 23/6/2012م) وتم الترتيبات المختلفة لتيسير التنفيذ إلا أن قيام الشركة بتوفير المولدات بمختلف قطعها من عدة دول وكذاشحة خطوط الملاحة الدولية نحو ايمن وتصدير شركة موانئ عدن لشركات الملاحة بعدم استقبال أية سفن في الميناء وكذا إعلان عمال الميناء للإضراب للمطالبة بحقوق عمالية , (جميع تلك الأسباب التي اجتمعت في وقت واحد وبصورة مثيرة تسبب في تأخر وصول المولدات الى الميناء مع تزامن حملة اعلامية شرسة قادتها صحف ومواقع النظام استهدفت شخص محافظ عدن وتطالبه بالإستقالة وكأنه المسؤل عن التأخير وكانت مؤسسة الكهرباء في عدن لاتملك ترتيبا زمنيا لدخول المولدات ولا تشغيلها نظرا لذلك الإرباك مما أوحى لمدير عام الكهرباء بالتصريح علنا بعد الضغوط المختلفة ونظرا لقربه من عملية الشحن أن هناك تآمرا لم يحدد أطرافه واتهم شركة موانئ دبي بالعرقلة بما حدا بالشركة بالدفاع عن نفسها من تلك التهم ( كل ذلك والمواطن قد أقبل عليه رمضان وخابت المواعيد الزمنية التي قررت للتشغيل ) فغاب آخرشعبان وأول رمضان وخامس رمضان وثارت ثائرة المواطن الذي يرى مناطق مجاورة لعدن قد حلت مشكلة الكهرباء فيها كالحديدة وجعار ولودر مكيراس ومودية وغيرها وعدن مازالت تعاني الإنقطاعات بل وكلما اقترب موعد جديد للتشغيل يتم الإعتذار لأسباب مختلفة بل وتزيد عملية الإنقطاعات وكأن الأمر مقصودا , وكان الثلاثاء 12 رمضان هو الموعد المفترض إلا أن الشركة المشغلة طلبت اسبوعا اضافيا لأسباب فنية كثير بعد قيامها بالتشغيل التجريبي وفجأة نسمع عن خلل بين المحطة الكهرو حرارية ومحطة المنصورة ومباشرة يأتي خبر الإعتداء على المحطة الغازية في مأرب من قبل ال شبوان وأصبح الوضع في عدن لايطاق هرم الناس ( من نظام ساعتين اطفاء واربع تشغيل وثلاث تشغيل وساعتين تشغيل فقط) ولا نعلم هل ستنتهي معاناة الناس بعد أيام بحسب الخبراء الأمريكان المشغلين للمحطة أو أننا سنفاجئ بإعتداء على المولدات أو نفاذ الديزل او اضراب أوأوأوأو ( إنه بإختصار مخطط يستهدف معاقبة الشعب في خدماته وعلى الأخص في هذا الشهر الكريم فهل يعي أبناء اليمن والمسئولين عن هذا الوطن.. أطفال عدن قد قالوها : (هرمنا لأجل هذه اللحظة التاريخية)