عدن اون لاين/كتب: علي الأسمر يطل عيد الفطر هذا العام على المسلمين بنكهة لم نشهدها من قبل .. بألوان مختلفة متعددة بتعدد حال كل بلد يطغى فيه لون الحرية على أن كل الألوان، لا يفرق بينها سوى ثمن الحرية وبلوغ التحرر. في كل عيد نردد مع المتنبي البيت الكئيب والحزن يملأ قلوبنا :عيد بأي حال عدت ياعيد _ بما مضى أم لامر فيه تجديد ، لكنا لأول مره منذ قرون نتجاز حاجز المتنبي فقد عاد العيد بخير حال فبوارق الأمل تشع من كل مكان وحقائق العهد الجديد تتجلى بوضوح فقد بدأت الأمة تضع قدميها في الطريق الصحيح طريق الحرية والكرامة لتنهض من كبوتها. من جديد يطل عيد الفطر وفيه تتذوق بعض الشعوب طعم الانتصار للحرية وترتسم معالم السرور على وجوههم لأول مره واخرى لا زالت تناضل في سبيل ذالك . ففي اليمن هو أول عيد يشهده الشعب بلا صالح بعد أن اجبر على رؤية وجهه القبيح 33عاما وهي لحظة من التأريخ وحدها تستحق أن تعلو فيها أسارير الأمل على وجوهنا وتتبدى معالم الفرحة على مدننا . يطل العيد بملامح أخرى على واقع جديد تتبدى فيه ملامح عهد جديد يتشكل على ان العيد لايخلو من بعض المنغصات كالحادث الإجرامي البشع الذي حدث في عدن وكأن منفذوه تعمدوا تنغيص فرحة اليمنين بعيدهم، وتحديات تقف على طريق بناء اليمن الحديث من مثل بطء حركة التغيير وعدم التسريع بإقالة بقايا المخلوع من مناصبهم وبقاء المعتقلين في السجون، غير ان عجلة التاريخ لا تعود للوراء والشعب في طريقه لاستكمال ثورته. ولعيد الفطر في أرض مصر حكاية أخرى ولون آخر إذ يطل على ارض الكنانة وقد تحرر الشعب من أغلال قاهره يهنئهم بالانتصار الكبير و تحقق أهداف ثورتهم . عيد مصر يوزع البهجة لكل المسلمين فلأول مرة في التأريخ يختار الشعب رئيسه بمحض إرادته فحق لهم أن يفرحوا .. عيد مصر تشبه ألوانه عيد موطن شرارة الربيع العربي الأولى تونس الخضراء فلون الانتصار فيهما يتجلى بوضوح فقد استراح الشعبان من طواغيت الحكم وأعلنا ميلاد فجر جديد ليبدأوا في سباق مع الزمن لبناء المستقبل واستعادة المجد . وفي ليبيا عيد آخر يختلط فيه الالم بالامل والحزن بالفرح اذ يطل عليهم عيد يهنئهم بفكاكهم من اسر الطاغية وان كان ثمن الحرية مرتفعا ففي كل بيت انه ثكلى وافتقاد لقريب وحبيب لكن نظرة خاطفه للواقع وقد رحل الطاغية و تتحققت امنيات الشهداء وانتخب الشعب حكامه بنفسه يحيل الحزن الى فرح وسرور لاينقطع فتسري معالم الفرح وتتبدى على المدن والارياف. وفي سوريا للعيد لون اخر يطل عليهم وفي كل بيت شهيد ونزيف مستمر كل يوم ففي كل يوم يسقط عشرات الشهداء .. في سوريا معالم جرح عميق بفعل نظام لا ينتمي لعالم الانسانية لا يرقب في شعبه إلا ولا ذمة ، صام جيشه قرون فلم يطلق رصاصة لاستعادة أرضه المحتلة ليفطر بشعبه في وحشية تقض مضاجع الانسانية .. جيشا يواجه أبناء شعبه المنادي بالحرية سلميا ، بكل انواع الاسلحة ويقصف القرى والمدن فيهدم البيوت فوق ساكنيها ولم يزل الدم السوري يسيل بغزارة بينما يقف العالم متفرجا. عيد سوريا لون بالدم الأحمر القاني وهو ثمن حرية شعب ارادته لاتنكسر حتما سينتصر وللعيد في فلسطين لون اخر اذ يطل عليهم وما زالت ترزح تحت وطأة الاحتلال الصهيوني فأنى للفرح ان يغادر حياتهم . عيد هذا العام فتح جرحا جديد في جسد الأمة في ارض بورما شعب يباد بوحشية لا لذنب سوى انه يقول ربي الله على مرأى ومسمع من العالم ولم يحرك أحدا ساكنا لولا زيارة يتيمة من رئيس وزراء تركيا اردوغان .. لكم الله يا اخواننا في بورما وعسى ان يعود العيد وقد تحققت لأمتنا كل ما تصبو اليه..