البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل هناك إعلام جنوبي مواكب وفاعل .. أين المخرجات الإعلامية لمؤسسات وصحف عمرها ثمانية عقود.. (إستطلاع بلسان صحفيين)
نشر في عدن أون لاين يوم 14 - 09 - 2012


عدن اون لاين/نقلا عن أخبار الوطن
استطلعت (أخبار الوطن) العدنية آراء بعض الإعلاميين الجنوبيين حول واقع الإعلام الجنوبي والمشاكل التي يعانيها ومستقبله، وتمثلت آراؤهم في الآتي:

الأعجم: كسر التعتيم الإعلامي
بدأنا أولاً بمحاورة عدنان الأعجم رئيس تحرير (صحيفة الأمناء )الاسبوعية ، فعلق على واقع الإعلام الجنوبي قائلاً: الإعلام الجنوبي رغم عدم وجود التخطيط السليم وكذا شح الإمكانيات فإن هناك أشياء إيجابية تم تحقيها حيث استطاع كسر التعتيم الإعلامي المحكم من قبل القوى المتصارعة في صنعا والتي تحكم قبضتها على وسائل الإعلام الخارجية بشكل كامل، ولكن إرادة الإعلامي الجنوبي أجبرت هذه الوسائل الإعلامية على تناول القضية الجنوبية ولو بشيء من اليسير وأصبح الإعلام الجنوبي رقما صعبا بل ومنافسا قويا وفي وبعض الأوقات تفوق على الآلة الإعلامية للنظام بصنعاء ولا ننسى الدور الإيجابي لقناة عدن لايف التي أعطت زخما غير عادي لمسيرة القضية الجنوبية وكذا للإعلام الجنوبي.
وبشأن السلبيات التي يعاني منها الإعلام الجنوبي قال الأعجم : هناك بعض القصور ولا نقول سلبيات تتمثل بعدم وجود مركز إعلامي جنوبي موحد أو على الأقل تنسيق بين الوسائل الجنوبية لإعطاء روح جديدة في للصحافة الجنوبية وعدم وجود الإمكانيات برغم ضرورة توفرها ولكن لم تكن عائقا أمام استمرار الرسالة الصحفية الجنوبية.
هدى العطاس: الحاجة إلى عمل مؤسسي مبني على رؤية إستراتيجية
ثم تحدثنا إلى هدى العطاس الكاتبة ورئيس نقابة الصحفيين الجنوبيين، حيث تحدثت عن واقع الإعلام الجنوب الحالي قائلة: لايمكن إنكار أن هناك حضورا ملحوظا للإعلام الجنوبي استطاع قي فترة قصيرة وضع ملامح لإعلام جنوبي واضحة توجهاته في دعم قضية الجنوب العادلة نحو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة وأن بدأ مشتتا وغير ممنهج. ولقد حددت آنفا الإعلام المقوس حصريا ضمن إعلام الثورة الجنوبية المباركة ولعلي لن أتطرق سوى شذرات إلى إعلام هلامي في مواقفه وغير موصف وإن وصف ففي غالبه يصطف جوار إعلام الأحزاب الشمالية ( حيث من وجهة نظري لا يوجد لدينا إلى الآن أحزاب جنوبية صرفه).
وترى هدى العطاس أن : الإعلام الجنوبي سوى الموجه منه ك(قناة عدن لايف) أو المفتوح كبعض الصحف والمواقع الالكترونية يتوزع على مستويين الداخلي والخارجي. واقصد بالمستويين تمثلا في: احدهما مضامين المعلومة المرسلة، وجمهور المتلقي. فيما يخص مضامين المعلومة فإنها تتحدد في الخطاب الإعلامي الذي نحتاجه كحامل للرسالة الجنوبية. إلى ذلك المهنية في بلورة هذا الخطاب وفي توصيل الرسالة. وفيما يتعلق بالداخل في هذا المستوى أرى أن الخطاب والرسالة في الداخل تؤتى غرضها وأن رافقها بعض تشويش واستعجال وعدم تمحص مما ينعكس سلبا على حراك الثورة الجنوبية ويذكي الأزمات بين فصائل الثورة ومكوناتها ويشوش على انسجام الزخم الثوري ولكنه للأمانة يقوم بدوره من ناحية ايجابية في دعم الثورة الجنوبية ونقل فعالياتها ونشر أخبارها بين أوساط الشعب الجنوبي والى حد لا بأس به يقوم بنشر توعية ثورية جد مهمة وفاعلة. "
وتضيف العطاس بالقول :"غير أن الإعلام في مستواه الخارجي، وأقصد بالخارجي ليس الوسائل التي تبث من خارج أرض الجنوب إنما اقصد به تصدير الرسالة لخارج معلوم نريد مخاطبته ( دولي وإقليمي) في تقديري أن هذا المستوى مازال ضعيفا سوى في الخطاب ومضامينه أو في التوصيل أو في تعيين المتلقي ومستويات أهميته بالنسبة للقضية الجنوبية وحلها والاشتغال على خطاب يستطيع استقطاب الدعم بكل أبعاده ووسائله وممكناته عبر توصيل رسائل مناسبة إلى الأطراف المعنية والمناسبة، هذه الخاصية أراها مازالت غائبة وأن وجدت فهي غير ممنهجة ولا مدروسة ضمن رؤية إستراتيجية محددة الوسائل والأهداف بعيدها وقريبها. ".
وتختتم العطاس بالقول: " إن أكثر ما يحتاجه الإعلام الجنوبي في تقديري في هذه المرحلة الحساسة،يحتاج عمل مؤسسي مبني على رؤية إستراتيجية تشتغل في أطار تنظيم ممنهج متجنبة الشللية بما يخدم القاعدة الذهبية : الإنسان المناسب في المكان المناسب. والانطلاق من قاعدتين مهمتين:
أن الثورة الإعلامية الاتصالية هي ثورة بموازاة الثورة الشعبية والحراك السياسي. وبالتالي فالتعاطي معها لا بد أن يكون محمولا على المعنى النضالي بكل أبعاده، وأن الإعلام أصبح يحتل موقعا مهما غاية ضمن أدوات هذا النضال في هذه اللحظة العصرية باتجاه تحقيق أهداف الثورة في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة.
القاعدة الثانية أن التعاطي الإعلامي هو علم له نظمه وقواعده وأصوله وأدواته وليس عملا عشوائيا يستطيع من كان التعاطي معه والاشتغال في إطاره دونما نظم أو قواعد وأن الاشتغال ضمن الأصول والقواعد سيحقق اكبر قدر من الفائدة بأقل قدر من الكلفة، واقصد بالكلفة هنا كلفة التأثير وتحقيق هدف الرسالة الإعلامية وليس الكلفة المادية وأن كان العمل ضمن الضوابط الإعلامية العلمية سيقللها بالضرورة ولو حتى من باب تقليل حجم الخسارة حينما يذهب المال المناسب للمكان والوسيلة والشخص المناسب."
الهدياني: كل خطابنا يقوم على الشكوى ، أين مخرجات كل هذه الوسائل ، أين الكتاب العمالقة؟!!
أما الصحفي عبد الرقيب الهدياني رئيس تحرير (عدن اون لاين) فله رأي أخر حيث يعتقد أن :" التسليم بمصطلح (الإعلام الجنوبي) من حيث المبدأ يشي بتجيير كل شيء على نسق السياسة والمزاج الجماهيري المجمع على خصوصية الجنوب كقضية تتطلب حلا مع الاختلاف في تصور الجميع لشكل هذا الحل."
ويضيف الهدياني بالقول :" وإذا ما تحدثنا وسلمنا بوجود إعلام جنوبي فما مدى وجودة وتأثيره وسط هذا الكم من الوسائل التي تزاحم الفضاء والسوق والشبكة العنكبوتية.
نحن نقول إننا مقصيون مهمشون ومسلوبون بل ومحتلون وتعرضنا للنهب والضم والإلحاق ، كل خطابنا الإعلامي والسياسي وحتى حديث المواطن البسيط عنوانه الشكوى، ولأي متابع ومراقب أن يرصد خطابنا الإعلامي كجنوبيين لا يخرج عن دائرة الشكوى والاستضعاف.
وبالتالي سنبرر أي ضعف أو غياب لدور الإعلام وفاعليته هنا في الجنوب تبعا لهذه الأسباب لنعفي أنفسنا من أي مسئولية، قد يكون هذا الطرح مقبولا لكنه في نفس الوقت ليس كل شيء فهناك مساحة كنا نستطيع نعمل فيها شيئا لكننا لم نفعل.
قد يبدو كلامي مبهما وغير دقيق ، وقد يقول قائل إن عدن شهدت الإعلام المسموع والمرئي والمكتوب قديما وربما لها ريادة تسبق دول الخليج ، وسيتحدث آخر عن عراقة إذاعة وتلفزيون عدن وصحف كثيرة عاشت وانتشرت وانتعشت في عدن والجنوب قديما وحديثا آخرها (الأيام) و(14 أكتوبر) و(الطريق) وهي صحف يومية.
لكنني بالمقابل أطرح هذا السؤال: ماهي مخرجات كل هذه الوسائل ، أين الكتاب العمالقة الذين يحملون رصيد سنين مضت من مسيرة هذه الوسائل الإعلامية، هل لدينا محللون سياسيون يتصدرون الفضائيات والندوات وتحليلات الصحف والمواقع الإخبارية - هم في الأصل خبرات تربت وعاشت واكتسبت كل هذه المعرفة من وسائل الإعلام العريقة التي ذكرناها آنفا."
وقال الهدياني :" عن نفسي لا أجد نتيجة مرضية في طول وعرض الجنوب إلا أسماء بعدد أصابع اليد ، وهذا مؤسف جدا وأشعر إزاء هذه النتيجة بالألم، أقول هذا لأن مقارنة ما عندنا في الجنوب بما يتواجد في الشمال (المتخلف والقبلي والهمجي) –حد توصيف الكثير من أنصاف مثقفينا- الذين ينظرون للآخر بكل هذه السوداوية ويتكئون على وهم الجنوب المثقف والمتحضر والمدني، ولا أساس له من واقع.
وبتوضيح أدق، إذا كانت عراقة إذاعة وتلفزيون عدن وصحف أنشأت في هذه البقعة بعضها اندثر وأخرى توقفت والبعض ما تزال تصدر، هل نستطيع أن نتحدث عن محللين وكتاب وصحفيين أنتجتهم كل هذه الوسائل والمدارس العدنية التي عمرها يمتد لأكثر من ستة عقود ليكون واحد منهم يمثل 50% من شخصية الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل الذي تتلمذ في الصحف المصرية العريقة كالأهرام والتي عمرها ضعف ماعندنا . "
وأضاف بالقول :" وحتى لا أكون مبالغا في جلد الذات، هل تعلمون أن عدن حاضرة الجنوب إلى قبل عام تقريبا لا يوجد فيها موقع إخباري معتبر له حضور ويفرض نفسه وسط عشرات المواقع التي تبث من صنعاء، اليوم فقط توجد 5 مواقع فرضت نفسها مهنيا وهذه عمرها لا يتجاوز العام والنصف فقط، وهذا دليل كافي عن واقع الإعلام في الجنوب أنه متخلف جدا.
صحيح هناك مواقع إخبارية كثيرة لبعض الصحفيين الجنوبيين في الخارج، هناك أكثر من عشرة مواقع ومنتديات جاءت مع انطلاق الحراك ، لكنها –وهذه حقيقة- لم تفرض نفسها لتكون مصدرا للخبر ولم تكن إلى درجة من الفاعلية والمتابعة والمهنية لما كان يدور حتى في الجنوب ، ربما لضعف إمكاناتها ولأن من يديرها سياسيون أكثر من كونهم صحفيين، بمعنى أي متابع مستقل أو سياسي مهتم سيضطر لزيارة مواقع إخبارية مقرها صنعاء وليس عدن كي يحصل على معلومة صحيحة يطمئن لها عن أحداث وقعت في الجنوب، وهذا حصل بالفعل من صحفيين أجانب وسياسيين ومنظمات حقوقية محلية وخارجية أعرفهم بالاسم.
ما أريد قوله: صحيح أن هناك ظروفا وضعف إمكانات تعد سببا في ضعف الإعلام في الجنوب ، لكن جزءا كبيرا من هذا الضعف سببه نحن كصحفيين كإعلاميين كرأسمال محلي لم يدعم في هذا المجال، كسياسيين لم نشجع ونقدم دعما لخلق إعلام مهني قادر على إثبات وجوده وسط هذه الزحمة.
ولمن يحمل (الاحتلال ونظام المخلوع) الذي استلب كل شيء في الجنوب وأقصاه سبب ضعف الإعلام في الجنوب، أسأله: لدينا الرأسمال الجنوبي الحضرمي واليافعي والشعيبي وهو يملك إمكانات هائلة، لماذا لم يقم بدوره في صناعة إعلام جنوبي منافس لما أوجده الرأسمال في الشمال لآل الأحمر وهائل سعيد أنعم ورجال المال هناك؟!، ألم أقل لكم أن الجزء الأكبر من المشكلة سببه نحن كجنوبيين.".
ويتساءل الهدياني بالقول :" قارنوا بين أداء قناة (عدن لايف) الجنوبية بما يقدم من إبداع وتنوع وانفتاح في قنوات (السعيدة وسهيل واليمن اليوم) الشمالية، ستكتشفوا كم نحن بحاجة إلى إعادة (فرمته) وهيكلة في تفكيرنا وأدائنا.".
ويعترف الهدياني بقوله :" هناك سلبية وعدم فاعلية لدينا نحن كأصحاب صحف ومؤسسات عريقة عمرها عقود، لا نريد أن نتطور ولا نسعى إلى ذلك رغم توفر الأسباب ، خذ مثلا عندما أقرأ خبرا في صحيفة (الطريق) التي نحترم القائمين عليها ، ويكون هذا الخبر على صفحتها الأولى منقولا عن (الصحوة نت) بينما الحادثة لم تكن في أي بقعة بعيدة من اليمن وإنما وقعت في التواهي وتبعد مسافة أمتار عن مقر الصحيفة.
عندما تقرأ خبرا في موقع إخباري مهم في عدن بطريقة لا علاقة لها بشروط الخبر، يتحدث بلغة الكهانة أن الصحفي الفلاني هو الذي كتب خبرا يسيء لعدن –هو يتحدث عن خبر بدون اسم في موقع يعتبره خصم ويجب أن يدمر- ومن ضمن ما اورده قوله: وهذا الصحفي الذي هو من محافظة إب يسكن في خور مكسر في حي 14أكتوبر عمارة رقم كذا شقة رقم كذا.!!!
هنا يشعر الواحد منا بالأسى على الصحافة الجنوبية والعدنية، نحن نعرف شروط الخبر الستة وهي : (من - أين - متى – كيف- كم- لماذا)، لكننا لم ندرس ان نحرض على الشخص بتحديد أين يقيم هو وعائلته وكأننا نوجه دعوة لأطراف أن يقوموا بالدور ويصفوه جسديا."
ويختتم الهدياني حديثه قائلا:" إجمالا هناك شباب رائعون من كل ألوان الطيف يشتغلون في الوسط الصحفي ، يتحدون كل الصعاب وهناك صحف ومواقع إخبارية ومراسلون ميدانيون وكتاب يقدمون صورة كاملة لكل هذا التنوع الموجود في عدن والجنوب ، هناك صحف ولدت في عام الربيع العربي في عدن يجب أن نشجعها وندعمها مهما كان توجهها ، المشاريع الصحفية مشاريع سلمية حضارية مدنية والصحافة من أرقى المهن ، لا يجوز التحريض ضدها فضلا عن الاعتداء عليها أو من يعمل فيها، لنقبل الرأي الآخر ونواجه الكلمة بالكلمة لنبرهن بصدق أننا متحضرون ومثقفون وحداثيون.
العالم المتحضر يفاخر في تشريعاته أنه يمنع حبس الصحفيين باعتبارها قيمة كونه صاحب رأي وبالتالي علينا أن نكون كذلك، وعندما يأتي زعيم أو قيادي وهمي ويهدد صحفيا أو كاتبا أو يحرض على ضرورة إحراق صحيفة كما حصل ليومية (أخبار اليوم) فهذا حمق وفشل وإفلاس يضرب شخصيتنا المدنية في مقتل وسمعة حواضرنا تتعرض لردة جاهلية تعود بنا إلى عصور مخاكم التفتيش.
إجمالا قد يكون أغلب كلامي قاسيا ولاذعا ، لكن هذا طبع التقييم وعمل الصحفي والمراقب وهو التركيز على القصور ومكامن الخلل حتى نعالجه ونرتقي بأنفسنا ، -طبعا- هناك مشاريع بدأت وهناك كادر بشري متواجد ولديه من القابلية للتطور ، علينا أن نتفاءل بأن كل هذا الكم سينتج النوع، وكل هذه المحاولات وإن شابها الكثير من الأخطاء مع الأيام ستتطور متى ما كانت هناك جدية في إيجاد إعلام مستقل، فالمستقبل للإعلام المستقل ، وسائل الأحزاب والتيارات السياسية محصورة ومكبلة بالمنهج السياسي للحزب والتيار، حتى أن الدول الديمقراطية تلغي وزارة الإعلام ، الإعلام الرسمي لا مستقبل لديه كما هو مفتوح على مصراعيه للإعلام المستقل المهني الحيادي."
السقلدي: استطاع أن يقدم القضية الجنوبية ويبرز عدالتها
الصحفي صلاح السقلدي يرى أن "واقع الإعلام الجنوبي اليوم هو جزء من الواقع العام للجنوب كله ،ولا يمكن بالتالي فصل الحديث عنه بمعزل عن الشأن الجنوب ككل، فحالة التيه والشتات التي أوجدتها عمدا القوى السياسية بصنعاء في الجنوب منذ غداة الحرب الظالمة التي شنتها عليه عام 94م سنجدها بصورة مصغرة بالجبهة الإعلامية، فغياب العمل المؤسسي وفقدان أي رؤية إعلامية واضحة عكس نفسه سلبا على وسائل الإعلام الجنوبية على بساطتها وشحة الامكانيات وقساوة الظروف التي تعمل به برغم وجود كادر جنوبي مؤهل ويمتلك موهبة العمل الإعلامي بكل انواع هذا العمل إلا انه وبرغم فقدان اسباب إيجاد عمل إعلامي يجاري إعلام المحيط ويقدم القضية الجنوبية بصورة جلية ويبرز عدالتها ويبدد كل التشويه والتضليل المتعمد التي يحاول الخصوم القيام به حيال الجنوب."
ويضيف السقلدي بالقول :" فقد استطاع الجنوبيون العاملون بهذه الجبهة على شحة الامكانيات وهم يواجهون آلة القمع التي تمارسه سلطات صنعاء لأخماد أي نشاط إعلامي –مقروء- مسموع- مرئي- واستطاعوا أن يقدموا القضية الجنوبية ويبرزوا عدالتها بشكل لا بأس به ونجحوا بشكل مرضي ، "؟
وعن توقعاته بالمستقبل الإعلامي الجنوبي يقول السقلدي :"وأما بخصوص ما نتوقعه بالمستقبل لهذا الإعلام فلاشك أن العصر هو عصر ثورة الاتصالات ،عصر لا يمكن حجب المعلومة عن الآخرين علاوة على تعدد وسائط الاتصال بحيث اصبح من الاستحالة قمع كل صوت إعلامي وصحيفة (الأيام) نموذجا لصورة القمع ،في ظل مناخ دولي جارف يشجع على العمل لإبراز الحقوق وفضح الانتهاكات وبالتالي فان المستقبل واعد أمام الإعلام الجنوبي فضلا عن الخبرات التي اكتسبها إعلاميو الجنوب بهذا الشأن."
بن لزرق: يجب ترشيد الخطاب الإعلامي في الجنوب
وتحدث الصحفي /فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة عدن الغد، بالقول :" إن الإعلام الجنوبي تمكن من تحقيق أشياء كثيرة أولها الصمود في مواجهة تعتيم إعلامي ضخم ضد قضية الجنوب ، كما تمكن الإعلام الجنوبي ايضاً من أن يكون رقما صعبا دفع بالحراك الجنوبي إلى الأمام خلال السنوات الماضية رغم أعمال القمع والمصادرة ومحاولة التعتيم إلا أننا شاهدنا في الجنوب أشخاص لا صلة لهم بالإعلام لا من قريب ولا من بعيد لكنهم حملوا الكاميرا والقلم والمايك وانطلقوا بهدف كسر الحصار المفروض على قضية الجنوب."
وعن المطلوب من الإعلام الجنوبي اختتم بن لزرق حديثه بالقول :"المطلوب من الإعلام الجنوبي اليوم وبعد أن نجح في إظهار قضية الجنوب ترشيد الخطاب الإعلامي في الجنوب"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.