دعا الصحفي المخضرم "عيدروس باحشوان" في ندوة سياسية أقيمت مساء اليوم الأحد إلى "وحدة الخطاب الإعلامي الجنوبي" معتبراً أن هذا يأتي بالتوافق مع "الدعوة إلى وحدة الصف الجنوبي". وأشار "باحشوان" وهو المشرف العام لصحيفة الأمناء الأسبوعية الصادرة من عدن في مداخلته في الندوة إلى "ما تعرض له المنبر الحر – صحيفة الأيام – وناشريها الراحل هشام وشقيقه تمام باشراحيل وما لاقوه (من مضايقات)", وكذا "ماقامت به المواقع الإخبارية الجنوبية التي كان لها السبق مثل صدى عدن, والسياسي برس, وشبوة برس, وعدن برس, والمكلا برس, وخليج عدن, والطيف, وعدن سيتي, ووكالة أنباء عدن, وعدن الغد, والأمناء", لافتاً أنها "كلها تشكل إلى جانب مواقع أخرى شبكة إعلامية حاملة للخطاب السياسي الجنوبي".
وأقيمت الندوة في حي "شعب العيدروس" في مديرية كريتر بعدن, ونظمتها حركة شباب عدن ضمن سلسلة من الندوات تحت عنوان "نقطة حوار".
وأضاف باحشوان "ونحن ندعو إلى وحدة الصف الجنوبي ندعو (كذلك) إلى وحدة (خطاب) الإعلام الجنوبي, ومن هذه المداخلة ندعو إلى وحدة شبكة الإعلام السياسي الجنوبي بمعنى أن لانكون مع طرف ضد طرف آخر.. علينا مسؤولية في وحدة الكلمة ووحدة الخطاب السياسي الجنوبي.. ونكون سلطة رابعة حقيقية".
وأشار "باحشوان" في مداخلته إلى رواد أوائل في الكلمة "مثل فاروق ناصر علي, علي هيثم الغريب, يحيى غالب الشعيبي, د.محمد السقاف, صالح الجبواني, عادل الأعسم, عبدالرحمن خبارة, فؤاد راشد, أحمد الربيزي, صلاح السقلدي, هدى العطاس.. وآخرون.. بعض هذه الأسماء كان لها دور كبير في إحياء القضية الجنوبية, وبعضهم وقف أمام المحاكم قبل 2007 قبل الاحتجاجات السلمية".
من جانبه اعتبر ناشر ورئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" الصحفي "فتحي بن لزرق" ما حدث بأنه "مرتبط ارتباطاً وثيقاً بما حصل في 7 يوليو, نظام الاحتلال ركز على الإعلام في الجنوب بهدف خنق الصوت الجنوبي, وهذا ما حصل".
وقال "بن لزرق" أن "كثير من الصحف ظهرت خلال العام 2007, وكانت أكثر نشاطاً مع ظهور الحراك الجنوبي, لكنها كانت تفتقر للمهنية", معتبراً أن "حركة الاحتجاجات (الجنوبية الشعبية) دفعت بشكل موازي لظهور وسائل إعلامية بينها مواقع إكترونية.. هذه الوسائل قدمت الكثير للقضية الجنوبية لكن الإشكالية أن القائمين على وسائل الإعلام بعد 2007 كانوا من خارج الوسط الإعلامي/الصحفي", معتبراً أن "الواقع الذي فرضه الجنوب أن الكل قام بمهام (بدوافع) وطنية".
كما اعتبر أن "المواقع الإكترونية قامت بعمل أكبر من الصحف الورقية بسبب (قمع) النظام (الحاكم)", مشيداً بدور الإعلام الذي قال أنه له "دور كبير في الجنوب" وكان "عامل دفع كبير".
وأضاف "لاحظت بعد 2009 أن هناك كثيراً من الصحف تابعة للنظام, حيث حاول النظام تفريخ كثير من الصحف والمواقع (لكن) القضية الجنوبية كانت تمضي إلى الأمام".
وأشار أن "صحيفة الأيام اضطلعت بدور جيد حتى 4 مايو 2009 ثم حملت اللواء صحف أخرى", مضيفاً أن "جزءاً من وسائل الإعلام الجنوبية مولت من أطراف جنوبية ولهذا مارست تلميعاً لأطراف على حساب أطراف", داعياً إلى "إعلام يغطي للجنوب ككل", لافتاً أن "القضية الجنوبية لا تحتاج إلى "تزييف أو تزيين, هي فقط قدمها كماهي, هي من أعدل القضايا هي والقضية الفلسطينية".
واتهم "بن لزرق" إعلام الإصلاح اليوم بالسير خلف إعلام صالح سابقاً "ما كان يقوله نظام صالح عن الجنوب بالأمس, انتقل اليوم إلى الإصلاح وأصبح الحديث (من إعلام الإصلاح) عن (ربط) الحراك بإيران والشيعة", مضيفاً أن "إعلام النظام بشقيه, مؤتمر وإصلاح لا همّ له إلا البيض سبّ علي ناصر, وعلي ناصر سبّ البيض, ومؤخراً ظهرت مواقع مقززة, لكن الوعي الجنوبي أصبح أكثر إدراكاً هل هذا طرح سوي أو غير سوي".
وفي مداخلة لها أشادت الأديبة والناشطة "هدى العطاس" بما قالت أنه "محطة مضيئة, وإن كان هناك قصور", مشيرة إلى تمكن الشباب الجنوبي من استغلال وسائل الإعلام الجديد, في إشارة إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" ومنتديات الفيديو العالمية مثل "يوتيوب".
وأضافت "نحن سحقنا في كل منظومة الحياة بشكل عام في الجنوب, الإعلام الجنوبي يشوبه إخفاق لكنه يتقدم", ودعت إلى "الضبط الإعلامي الجنوبي, هناك (مثلاً) خلط بين الأداء المهني.. للإعلام ركيزتان, إبلاغ وركيزة رؤية", مضيفة "ليس هناك عمل مؤسسي لكن العمل المؤسسي تقف أمامه عقبات (منها) أن ليس هناك حتى الآن دولة", لكنها أشارت إلى (تقدم وإنجازات) "نحن كنا لا نستطيع أن نتحدث عن الجنوب كجهة كأن نقول محافظة جنوبية أما اليوم نتحدث عن وطن, وهذا بفضل الإعلام وصمود الشعب الجنوبي"
وألقيت مداخلات أخرى بينها مداخلة للناشطة في الحزب الاشتراكي "وفاء أبوبكر السيد", وأخرى للشخصية الاجتماعية "فاروق مكاوي", كما ألقيت مداخلة من الناشطة في الحراك الجنوبي "ضياء حسن".
