عدن اون لاين/خاص/ تقرير: أشرف خليفة تفصلنا ساعات على تدشين المؤتمر الجنوبي لمجلس الحراك الجنوبي الذي يتزعمه حسن باعوم، حيث ستحتضن ساحة الشهداء بالمنصورةعدن صباح غد الأحد جلسات المؤتمر الذي تكرر تأجيله لمرات عدة. وطوال شهر والقيادي الأبرز حسن باعوم يحشد مناصريه عبر فعاليات أقامها في الضالع والحوطة وحضرموت وأخيرا (جمعة الصلح خير) في شارع المعلا وكأنه يدعو خصمه اللدود علي سالم البيض إلى ترك العناد والالتحاق بركبه ، ولا يكون متأخرا في الغالب كما فعل بتخليه عن العمل السياسي والزهد في مسقط سلطنة عمان عقد ونصف من الزمان . باعوم يسير إلى مؤتمره واثق الخطى رغم الأشواك التي يضعها علي سالم البيض في طريقه والتحريض ضده والمقاطعة من قناة (عدن لايف) وتجييش مناصريه لتنفيذ حملة ضد انعقاد المؤتمر. يجمع أغلب المتخصصين في الحراك الجنوبي أن علي سالم البيض للمرة الثالثة سيتجرع الهزيمة -في العقدين الآخرين من مسيرته السياسية - بعد مراهنته على الحصان الخاسر وعدم تعلمه من تجاربه المريرة . ويقول هؤلاء المتخصصون أن علي سالم البيض أمام خيارين أحدهما أمر من الآخر : فنجاح مؤتمر باعوم سيمثل أخر مسمار في شرعيته المزعومة رئيسا وموجها لمسيرة أكبر فصائل الحراك الجنوبي. الخيار الثاني أمام البيض هو إفشال مؤتمر باعوم وهو ما سعى إليه منذ أسابيع مضت لكنه لم يفلح، ولو غامر عبر (فرقة حسب الله) التي لها رصيد وافر في مهاجمة الفعاليات السلمية للمكونات والأحزاب والساحات الأخرى في عدن وحضرموت وشبوة والضالع، وأوعز إليها مهاجمة ساحة المؤتمر في المنصورة فإن هذه الحماقة هي -أيضا- ستزيد من عزلته وخلعه من المشهد السياسي إلى الأبد. ويقول متخصصون أن منشأ الخلاف بدأ بين باعوم البيض عقب عودة الأول من رحلة العلاج في العربية السعودية، حيث يرفض سياسة البيض في قيادة الحراك الجنوبي ولتبنيه أجندا الحوثيين المنبوذين محليا وإقليميا وعلاقاته بحوزات طهران الشيعية. وأبدى مراقبون أسفهم للحال الذي وصلت إليه بعض قيادات الحراك ، بعد إحتدام الخلافات والصراعات على الزعامة وتفريخ المكونات . أنيس منصور: الحراك يقمع بعضه بعضا ويقول الخبير في شؤون الحراك، الصحفي أنيس منصور : لم تعد السلطة طرفا فيما يتعرض له الحراك من عاصفة قوية تستهدف وجوده ، لا أمن مركزي ولا شرطة ولا جيش ولا ميليشيات ، هذه المرة قيادات الحراك أنفسهم يقومون بالمهمة على أكمل وجه ، وينفذون المطلوب بكل سلاسة... مضيفا: ومن يتابع لقاءات وفعاليات الحراك المتضاربة والمتحاربة ، لايكاد يسمع هجوما يستهدف دولة وجيش وجنود الإحتلال ابدا ، بل ان حناجر قادة الحراك تصب جام غضبها على بعضها البعض -(كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله)-.
عدنان الأعجم: على جماهير الحراك أن تسقط القيادات المتصارعة من جهته شن رئيس تحرير صحيفة (الأمناء) المقربة من الحراك هجوما قويا على قيادات الحراك الجنوبي ومكوناته المتصارعة في ظرف حساس للغاية ، متهما إياها بالسعي المؤكد لدفن القضية الجنوبية . وقال عدنان الأعجم ل(عدن اون لاين) مخاطبا الشارع الجنوبي الذي قال أنه كان قد قطع شوطا كبير في إظهار قضيته العادلة وحولها قضية رأي عام تتداول في جميع المحافل الدولية ، لكنه اليوم يشعر بخيبة أمل جراء انقسام القيادات التاريخية التي أصبحت عامل ضرر للقضية الجنوبية. وأوضح رئيس تحرير (الأمناء) أنه من المعيب والمخزي أن يكون حال هذه القيادات المتصارعة بحيث لم تساعد الجماهير التي خرجت في الساحات منذ خمس سنوات وقدمت التضحيات بل صارت عالة عليه ، في وقت ندعو فيه الآخرين لمساعدتنا. داعيا عبر (عدن اون لاين) هذه الجماهير الجنوبية إلى تحرك إيجابي لترحيل هذه القيادات ليكون مصيرها كالرئيس المخلوع صالح ، بعد أن فشلت في مهامها ومزقت الحراك إلى كنتونات ، وهو الشيء المعيب –حسب الأعجم- في الوقت الذي نطلب فيه من العالم مساعدتنا. خالد الشودري: نخشى من أعمال عنف ونجاح باعوم ضربه قاصمة للبيض مدير تحرير صحيفة (خليج عدن) خالد الشودري عبر عن مخاوفه من تحول مؤتمر باعوم إلى أعمال عنف سيتسبب به المتطرفون من تيار البيض الذي صاروا أداة قمع تجاه الفعاليات السلمية في عدن. وقال خالد الشودري ل(عدن اون لاين) خشيتنا حقيقية، وفي ذاكرتنا نحن أبناء عدن تاريخ دموي تنتجه الثقافة الإقصائية عند الكثير من السياسيين في مثل هذه المؤتمرات ، ونسأل الله السلامة. ويرى مدير تحرير (خليج عدن ) أن نجاح باعوم في عقد مؤتمره يوم غد سيحافظ على الحراك الجنوبي من الدخول في الدائرة المفرغة و حالة الإحباط التي تسبب بها نزق البيض وتياره، كما أنه سينظف النضال الجنوبي من الحراكيين الطارئين القادمين عقب إسقاط نظام صالح منذ عام 2011م والمندسين الذين أساءوا لنضالات الحراكيين الأوائل، مضيفا: بالمقابل يرى البيض ومناصريه أن مؤتمر باعوم سيعد ضربة قاصمة له ونزع لشرعيته لذلك سيعمد إلى إفشاله بكل الوسائل كعادته في التعامل مع أي مخالف.