عدن اون لاين/خاص يوم الأسير الجنوبي في الضالع هذه المرة على غير العادة، حيث بات الحراك أسيرا محاصرا بالخلافات والانشقاقات يضرب بعضه بعضا.. تجمع الطرفان الخميس الماضي إلى وسط الشارع الرئيسي الوحيد بمدينة الضالع، وكل فريق يخون الآخر، لقد صار مجلس الحراك، مجلسين غير متجانسين، وهما فصيل من بضعة فصائل متعددة في جسم الحراك المتشظي. لكل فريق وكيان قيادة وأنصار بل تسمية وشعار ، البعض يطالب باليمن الجنوبي وآخر ، يكره كلمة (اليمن) بمايكفي ويدعو لاستعادة الجنوب العربي، لتغدو الصورة وكأننا في ماراثون رياضي متعدد الألوان والرايات –حد وصف الدكتور عبدالله الحضرمي- وسباق محموم بلا ضوابط ولا قواعد. الشاب الحراكي علي ثربة والمشهور في الضالع يأتي قادما من جبل جحاف وقد علق على صدره وجبينه صوا للزعيم حسن باعوم ، فيتلقفه أنصار البيض على الفور وسط شارع الضالع ويبرحونه ضربا ويمزقون صور (الخائن والعميل باعوم الذي باع القضية) –حد وصفهم- وهم يهتفون بصوت عالي : ياباعوم ياعميل ...، بعدها يقوم علي ثربه برد الصاع صاعين ويمزق صور علي سالم البيض ويتصل بقيادي بارز في الضالع ويبلغه متشفيا بالإنجاز الذي حققه.. شارع الضالع الرئيس بين (مفرق جحاف وشركة الصيفي للصرافة) هي ساحة الحراك وعرينه التي ربما تعد المساحة الأولى في اليمن شماله وجنوبه من حيث عدد الفعاليات والمسيرات وإحراق الإطارات والتفجيرات والقتل والرصاص. هذه المساحة صدرت ربيع الجنوب إلى كل المحافظات الأخرى ، وهي أيضا تصدر اليوم الخلافات والصراعات إلى كل شارع في الجنوب.. الضالع اليوم تعيش أكبر انقسام في صف الحراك الجنوبي المثقل منذ خمس سنوات بدون نتائج ولا حصاد، غير القيادات المتصارعة - كما يقول السنمي أحد المراقبين في الضالع .. جمع أنصار باعوم والبيض في صعيد واحد ، سارت الفعاليتان المتناقضتان في شارع الضالع، سب وشتم كل طرف الطرف الآخر حتى بحت الأصوات وتعبت الحناجر، ثم عادوا أدراجهم وقلبوهم مشحونة بالبغضاء- ولاحول ولاقوة إلا بالله. مسكين هذا الحراك ومساكين هؤلاء الشباب الرائعين الذين خذلتهم قياداتهم، هاهو ربيع الجنوب مثل هشيم تأكله الخلافات والصراعات العبثية. وأخيرا يقف الرجل الخمسيني علي ناجي المقرع الحميدي وهو يصرخ بألم وحسرة في الجموع المشتبكة : (ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).. يا شيخ علي لاتأسى على مافات ، لقد انتهى كل شيء، من أول بوم جاءوا يحلمون بذرة الخلافات، فكان الفشل قدرهم، وهم اليوم أمام أكبر عاصفة تتخطفهم من المشهد، وهذا قدرهم ، لأنهم راهنوا على الماضي ورموزه العتيقة الفاشلة المثقلة بالآثام والخطايا، وقد قالوا قديما: لاترجو أن تصل إلى نتائج ناجحة وقد استخدمت نفس الوسائل التي أوصلتك من قبل إلى الفشل...