كعادتي كل يوم في تصفحي للفيسبوك كنت اعُرج على كل موضوع يسترعي انتباهي..اضع مايعجبني على صفحتي..واقرأ لمجرد القراءة ما لا اهتم به...وفي هذه الاثناء وقع نظري على موضوع يخص احد الاخوة الصحفيين..وتحدث فيه عن الطابور الخامس... (والطابور الخامس كمصطلح يستخدم ليشار به إلى العملاء السريين الذين يمارسون نشاطهم داخل صفوف العدو لإضعاف موقفه. ويقوم هؤلاء العملاء بتمهيد الطريق للغزو العسكري أو السياسي؛ لذلك يتسللون للعمل في الجيش أو في الحزب السياسي أو في مجال الصناعة. ويشمل نشاطهم التجسس والتخريب والتدمير الاقتصادي والدعاية وإثارة الشعور العام. وقد يصل إلى الاغتيال والإرهاب. وقد استعمل مصطلح الطابور الخامس.لأول مرة أثناء الحرب الأهلية الأسبانية (1936-1939) حين صرَّح إميليو مولا، وهو لواء تحت قيادة فرانكو، قائلاً ·لي أربعة طوابير تتحرك في اتجاه مدريد، وطابور خامس سينهض من داخل المدينة نفسها...)وحقيقة لا اخفيكم ان هذا الصحفي محق نوعا ما بوجود طابور خامس يسكن ساحات واروقة الثورة..وهم قلة لكنهم من الشباب الذين تمكنوا من زرع ثقلهم واجتذاب ثقة الناس بهم..وهذا مايجب ان نأخذ حذرنا منه..لكن حديث الاخ الصحفي اخذ منحى اخر ..حيث وصف اؤلئك الشباب الذين لا يألون جهدا من اجل الثورة مضحيين بوقتهم وصحتهم ونفسهم حتى تصل الثورة الى بر الامان.. ومن وجهة نظره كان عيبهم انهم يرفضون مفهوم حزب الاصلاح او علي محسن او حميد الاحمر للثورة..كان جرم اؤلئك الشباب الذين وصفهم بأنهم طابور خامس ..انهم لايسكتون عن ظلم ولايقفون عند خطوط حمراء لسابقي الذكر..لم افهم حقيقة كيف وصلته هذه الفكرة الغريبه؟؟وكأنه يقول وبصريح العبارة لكل من لا يساند حزب الاصلاح ومن لايسير في طريقهم : انت خائن ..ومجهودك هذا كله الى انتهاء لانك من المغضوب عليهمكنا مع بداية الثورة نسمع عن مجاميع تابعة للأمن القومي تخترق الساحات... ووصلنا الان الى الطابور الخامس انه لتقدم كبير في نواحي التشكيكوهنا على الشباب الوقوف بعيدا موقف المتفرج على كل مايحدث حتى لا يجدوا انفسهم اعضاء في هذا الطابور دون سبق اصرار وترصد..وكأن خروج كل اؤلئك الشباب الى الساحات وكل تضحياتهم تلك إنما هو مرهون بمدى ولائهم لحزب فلان..وحتى اعضاء الحراك الجنوبي الذين سخروا انفسهم طوال تلك السنين من اجل عودة حقوق ابناء الجنوب اصبحوا غير مصدق بهم من وجهة نظره..؟لانهم لا ينضوون في اطار حزب الاصلاح..او الشخصيات الاخرى..وكأننا نعيش في مدينة حزب الاصلاح للتكفير والتشكيك..نعم نختلف مع الحراك في بعض توجهاتهم..لكننا لا ننكر تواجدهم ولا دورهم المهم في الساحة..ومثل هكذا اطروحات لاتخدم حزب الاصلاح بشيء بل وعلى العكس تضر به ضررا بالغا.. واعادني ماقرأته في هذا الموضوع ...لموضوع سابق نشر وقبل فترة حينما تصرف احد الصحفيين بطريقة غير واعية..ولم يقف ولو للحظه متأملا لمكانته الصحفية ..فكفر الشباب ووصفهم بالمارقين الموسومين التابعين لهذا وذاك... وكان كل هذا دفاعا عن شخص كان من المفترض ان يكون في عداد المتقاعدين..بينما كان من المفترض على هذا الصحفي ..كصحفي ناضج واع صاحب رأي ان يكون ولائه للوطن والوطن فقط وقبل كل شيء..لأن الانتماءات الحزبية والشخصية الضيقه قد تجعل الانسان رهن قيود لايستطيع التخلص منها ما حيي ...فمابالكم بصحفي يتوقع منه الجميع ان يكون صاحب كلمة صادقة وحقيقه ثاقبه.