عدن اونلاين/ متابعات أكد المبعوث الأممي الخاص باليمن السيد جمال بن عمر، أن ملامح حل الأزمة اليمنية هي في الحقيقة موجودة ومتفق عليها وتبدأ بإجراء عملية انتقال السلطة "أن ينقل الرئيس سلطاته إلى نائبه، بحسب الآلية التي وضعها بن عمر وتكونت من مرحلتين ووافق عليها نائب الرئيس وقيادات المؤتمر والمعارضة وتلي عملية انتقال السلطة، تشكيل حكومة إجماع وطني"، موضحاً أن هذه الآلية تنقسم إلى مرحلتين المرحلة الأولى، يكون فيها الأولوية الأعداد لانتخابات رئاسية وإعادة هيكلة الجيش وخلال السنتين التي ستكون مرحلة انتقالية ستبدأ المرحلة الثانية، التي تتضمن إعادة النظر في النظام الانتخابي وتهيئ لانتخابات عامة. وقال بن عمر في تصريحه "لقناة العربية" يوم أمس لبرنامج آخر ساعة الرئيس صالح رفض التوقيع إلى حد الآن على المبادرة الخليجية وهذا الرفض هو ما عرقل تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها، مشيراً إلى أن أول بند في المبادرة ينص على أن يقدم الرئيس استقالته للبرلمان، يتم إقرارها خلال ثلاثين يوماً يليها ستين يوماً يتم فيها الإعداد لانتخابات رئاسية، مستدركاً بالقول: وما دام لم يتم التوقيع فقد تعثر تنفيذ البنود الأخرى للاتفاق ولهذا حاولت الأطراف السياسية ونحن ساعدنا في هذا الاتجاه للوصول إلى صيغة تمكن من بدء العملية السياسية وتحقيق أهداف المبادرة الخليجية من خلال عدة اتفاقات. هذا وقد أوضح السيد/ بن عمر الذي وصل يوم أمس الأول إلى نيويورك أنه سيقدم إحاطته وتقريره إلى مجلس الأمن بكل التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية.
من جانبها أكدت الولاياتالمتحدة أمس الثلاثاء على أن أسرع طريقة لانتقال السلطة في اليمن هي استقالة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، مشيرة إلى أنها تركز حالياً في التعامل مع القائم بأعمال الرئيس عبد ربه منصور هادي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحفي – بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية-: "لا يمكنني الحديث عن الجانب القانوني للوضع هناك إلا أني أقول إن هادي يقود المفاوضات مع المعارضة بالنيابة عن الحكومة، مما شجع مجلس التعاون الخليجي على أن يحاول العمل من خلال خارطة الطريق لانتقال السلطة التي نود رؤية كلا الطرفين المعارضة والحكومة يوقعون عليها حتى نستطيع البدء في عملية انتقال السلطة". وأضافت: "لا نزال نعتقد أن الطريقة الأسرع لإرسال إشارة قوية بأن اليمن تطوي هذه الصفحة هي أن يوقع صالح على هذه الوثيقة، لكننا نحتاج أيضا إلى الاتفاق على تطبيق هذه الخارطة الديمقراطية لانتقال السلطة بمجرد التوقيع على الوثيقة". كما أكدت نولاند إن الإدارة الأمريكية "تتعامل بشكل واضح ومكثف مع هادي عندما كان صالح خارج البلاد. ونحن نواصل الاحتفاظ بتواصلنا معه ومع أشخاص آخرين يعملون مع المعارضة في هذه المفاوضات". وفي هذا السياق دعا محمد قحطان الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤوليته تجاه الشعب اليمني، وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن: «على مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤوليته تجاه الشعب اليمني باتخاذ موقف حاسم لصالح ثورة الشباب السلمية والمطالبين بانتقال السلطة سلميا» وأضاف قحطان أن مغادرة جمال بن عمر صنعاء دون التوصل إلى اتفاق جاءت نتيجة رفض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية.
وقال: «أعتقد أن ابن عمر غادر صنعاء بعد يأسه من إمكانية توقيع صالح على المبادرة الخليجية، واستمراره في المماطلة في نقل السلطة»، وأضاف قحطان في رد على سؤال ل«الشرق الأوسط» حول الاحتمالات التي يمكن أن تؤول إليها الأمور في اليمن بعد مغادرة ابن عمر: «بقايا النظام تسعى إلى شن عملية عسكرية ضد شباب الثورة السلمية، فإن نجحت، كان ما أرادوا، وإن فشلوا، عادوا إلى المبادرة الخليجية». ونفى قحطان أن تكون الثورة السلمية في اليمن قد تحولت إلى صراع مسلح، وأن جنود الفرقة الذين يرافقون المسيرات إنما يرافقونها لحماية المتظاهرين دون أن يتدخلوا في أعمال الثورة السلمية للشباب. وقال قحطان: «إذا سمعنا وسمع الشباب أن هناك إشارة إيجابية من مجلس الأمن إزاء الوقوف مع حق التظاهر السلمي، فلن يكون هناك مبرر لمرافقة جنود الفرقة لمسيرات الشباب، وهناك الآن توجه من قبل الشباب لإزالة هذه المبررات التي يتعلل بها النظام للاعتداء على شباب الثورة». غير أن الناطق باسم تكتل أحزاب المعارضة عاد ليؤكد أن «السلطة إذا ما أصرت على سفك دماء الشباب، فإن أنصار الثورة من الجيش والقوى القبلية سيكون لهم موقف مختلف، وعندها سيكون موقفهم مبررا».