ثورة شعب ، وعنفوان شباب ،أُطيح من خلالهما بنظام عاث في الأرض فساداً طوال ثلاثة عقود ونيف ، وبعد تملص مستمر وهروب متواصل من التوقيع على المبادرة الخليجية ، بدت ملامح التغيير تلوح في الأفق ، وتحققت أبرز أهداف الثورة الشعبية السلمية ومازالت بعض الأهداف تراوح مكانها ، فقد أطيح بداية برأس الأفعى التي طالما استمرأت الرقص على رؤوس الثعابين وعلى صوت أنات الثكالى ودموع اليتامى خلف الجثامين ، انبثق الأمل بعد طول ألم ، وهذه سنة كونية لاتتغير وقانون حياتي لايتحول ، تأتي بعد ذلك الحكومة الجديدة وفقا للمبادرة المشؤومة في نظرنا نحن الشباب ولكنه الأخذ بأخف الضررين ، وحقنا لدماء الثوار الأحرار ، وهنا أجدها فرصةً لأهمس في أذن كل وزير خاصة المستجدين منهم لأقول ( وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ، وتبين لكم كيف فعلنا بهم ، وضربنا لكم الأمثال ) فالتغيير نحو الأفضل نريد ، والاستفادة من أخطاء الآخرين نأمل ، وإصلاح لما أفسده العابثون ننشد ، وإلا ... لعلكم تعرفون النتيجة ، فالمصير قد يكون مجهول لكن الكيف معلوم .. فالشباب مازالوا في الساحات وهاهي العيون متربصة أكثر بكثير من ذي قبل ، فحركاتكم تحت المجهر وتصرفاتكم على المحك ، فأرونا من أنفسكم خيراً لتروا من شبابنا نصراً ، كل في مجاله وكل في ميدانه ، ومابدى على حيز الواقع كبداية يوحي ببادرة خير، وبداية طيبة كالإفراج عن المعتقلين مثلا وإعادة الموظفين إلى وظائفهم ،كما توحي تلك البداية برغبة حقيقية في التغيير ونأمل أن لايكون التغيير من أجل التغيير وحسب ، فكلنا أمل في السير قدماً لبناء يمن جديد تتحقق فيه طموحات أبناء هذا الوطن الغالي ، وتضمن لهم حرياتهم وكرامتهم في وطنهم الكبير، وإن غداً لناظره لقريب ، والله من وراء القصد.