يعد إقرار مجلس النواب تزكية الأخ الرئيس القادم عبدربه منصور هادي مرشحاً وحيداً للانتخابات الرئاسية المقررة في 21 فبراير، من أبرز الخطوات المهمة في المرحلة الانتقالية الأولى التي ولم يتبقى منها سوى عشرين يوما إن الاتفاق الموقع في نوفمبر الماضي قد لا يرضى به بعض الشباب وفئات المجتمع، إلا أنه جنّب اليمن العنف والدمار والتشظي والانهيار.. وتبقى الانتخابات الرئاسية القادمة الأهم والأخطر في طريق تنفيذ المبادرة لأنها ستحدد مستقبل اليمن بأكمله، وسيطوي حينها الشعب اليمني حقبة سوداء من تاريخه امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، مليئة بالآلام والأزمات والحروب والقهر والاستبداد. إن الطريق إلى هذه الانتخابات لن يكون مفروشا بالزهور والرياحين ، وقد يفاجئنا النظام بمطبات وعقبات يجيد صناعتها بامتياز لعرقلة الانتخابات أو تأجيلها.. ولهذا نقول: إن الطريق إلى 21 فبراير وخاصة في هذه العشرين يوم المتبقية ، التي تشهد النزع الأخير لبقايا النظام ، ستشهد اضطرابات واختلاجات للفظ النفس الأخير و خروج رح النظام الفاسد ليبقى هذا الجسد القبيح جثة هامدة لا حراك لها ، وهذه الاضطرابات و الاختلاجات ستكون أصعب إذا ما قارناها بأحداث الأيام المنصرمة من عمر المبادرة، بل قد نشهد مغامرات للنظام وبقاياه وقد يجرّون الوطن إلى الفوضى والعنف من جديد، ولهذا يجب على حكومة الوفاق الوطني التنّبه جيداً لما قد يضر ويعطل العرس الديمقراطي القادم في 21 فبراير. وحتى نحقق هذه الانتخابات الرئاسية يجب علينا أن نجعلها مطلباً شعبياً لكي نحقق بها أهداف الثورة، ونسدل الستار في 21 فبراير على نظام الفرد والعائلة المستبدة وندخل إلى مرحلة جديدة من تاريخ اليمن حتى نستطيع بناء يمن جديد تسوده روح التوافق والشراكة الوطنية والتسامح والتصالح والمودة والإخاء في ظل دولة الأمن والقانون. إن إنجاح الانتخابات هو الطريق الأسلم إلى الدولة المدنية الحديثة، وإيجاد دولة القانون والمساواة والعدالة، لذا يجب علينا جميعاً أن نتكاتف من أجل إنجاح الثورة أولاً، من خلال هذه الانتخابات والتي في النهاية ستؤدي بنا إلى نظام جديد.. نظام مختلف كلياً عن سابقه.. نظام ذي مرجعية وطنية وشراكة واحدة، لذا يجب على كل القوى السياسية التحلّي بروح الصبر والهدوء حتى نضمن بلوغ هذا اليوم بنجاح. و نحن أبناء أبين معنيين أكثر من غيرنا بإنجاح هذه الانتخابات لعدة اعتبارات منها : 1. نحن أكثر من اكتوى بنار فساد علي صالح ، و أصبحنا مهجرين من مدننا و بيوتنا 2. نحن من امتهنت كرامتهم ، وشردوا من ديارهم بسبب نظام علي صالح 3. نحن من نهبت أموالهم ، وضاعت حقوقهم ، وسرقت ممتلكاتهم .. بسبب هذا النظام 4. كل النساء معززات مكرمات في بيوتهن ، إلا نساء أبين ... ، بسبب هذا النظام 5. كل ناس احتفلوا بأعيادهم في بيوتهم وبين أهلهم، إلا نحن لم نذق طعم الحياة وفرحتها،.. بسبب هذا النظام 6. كل الأطفال يعيشون حياتهم بكل تفاصلها ، تعليم ،ولعب ومرح ولهو وفرحة ووو إلا أطفال أبين يعيشون المأساة مثل أهلهم ، بسبب نظام صالح 7. كل الشباب يفكرون في الحياة بأمل و تطلع لمستقبل أفضل ، إلا شباب أبين فلا يفكرون إلا في العودة بسبب هذا النظام 8. كل الفتيات يفكرن ويحلمن بالحياة السعيدة و بعش الزوجية ، والمستقبل الواعد ، إلا فتاة أبين ، فتعيش فصول المأساة بكل بؤسها ، بسبب نظام علي صالح 9. كل أب و أم يسعدون برؤية أبناءهم حولهم ، و هم يرونهم سعداء اولفرحة تملأ محياهم ، والأمل يحدوهم نحو مستقبل أفضل ، إلا الأب و الأم الأبينية ، فوجههم تعلوها الحسرة ،وأصواتهم تخنقها العبرة ، وهم يرون أبناءهم ،ومستقبلهم القاتم ، بسبب نظام علي صالح. 10. وباختصار حياتنا نحن أبناء أبين تعطلت بسبب نظام علي صالح و الوصف لحالة أهل أبين يطول ، لذلك و حتى تعود لنا الحياة ، ولشبابنا و شاباتنا و أطفالنا ، يجب علينا المشاركة في انتخابات 21 فبراير ، لنشارك خطوات جادة توصلنا إلى أمننا واستقرارنا. وبوصولنا إلى يوم 21 فبراير وإجراء الانتخابات بنجاح ووصول الأخ عبدربه منصور هادي إلى دار الرئاسة سيكون لزاماً علينا نحن أبناء أبين أن نحتفل بيوم الخلاص من الظلم والطغيان.. وسيكون يوم ال22 من فبراير يوماً تاريخياً في حياة أهل أبين و اليمنيين عموما وأول يوم لعهد جديد يتنفس فيه الشعب عبير الحرية والكرامة. ونعتقد يقنا أن عبدربه منصور ، أبن أبين لن يهنئه عيش في القصر الرئاسي ، و أهله أبناء أبين في الشتات ، وستكون من أول أولوياته حل مأساة أبين ، وإنهاء الحرب فيها وأعمارها وعودة أهلها إليها. ومثلما هي أيام 26 سبتمبر و14 أكتوبر و22 مايو، سيكون 3 فبراير و21 فبراير يومان خالدان في حياة اليمنيين.. يوم 21 فبراير يوم الانعتاق من نير الاستبداد، ونحن بانتظاره جميعاً، ولكني أحس أن الأيام القادمة تمر بطيئة وثقيلة علينا حتى نصل إلى يوم 21 فبراير يوم انتصار الثورة السلمية وإن غدا لناظره قريب.