بعد إقرار مجلس النواب قانون الحصانة للرئيس صالح ومعاونيه، وتزكية الأخ الرئيس القادم عبدربه منصور هادي مرشحاً وحيداً للانتخابات الرئاسية المقررة في 21 فبراير، تكون المرحلة الانتقالية الأولى قد شارفت على الانتهاء والتي حددت ب(90) يوماً، حيث تم فيها التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تلاها تشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة الأستاذ محمد سالم باسندوة وكذلك تشكيل اللجنة العسكرية المعنية بهيكلة الجيش ووصولاً إلى يوم 21 فبراير تكون المرحلة الأولى قد اكتملت. وبهذه المرحلة الانتقالية الأولى تكون الثورة اليمنية قد قطعت شوطاً كبيراً في سبيل البناء والتغيير حتى وإن كان تغييراً بطيئاً لا يرضى به بعض الشباب وفئات المجتمع، إلا أنه جنّب اليمن العنف والدمار والتشظي والانهيار.. وتبقى الانتخابات الرئاسية القادمة الأهم والأخطر في طريق تنفيذ المبادرة لأنها ستحدد مستقبل اليمن بأكمله، وسيطوي حينها الشعب اليمني حقبة سوداء من تاريخه امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، مليئة بالآلام والأزمات والحروب والقهر والاستبداد. إن الطريق إلى 21 فبراير لم يزل سالكاً بعد، وقد يفاجئنا النظام بمطبات وعقبات يجيد صناعتها بامتياز لعرقلة الانتخابات أو تأجيلها.. وما سيطرة (أنصار الشريعة أو الشرعية بحسب رسم كاريكاتيري للساخر رشاد السامعي) على مدينة رداع إلا واحدة من مفاجآت وألاعيب النظام وعراقيل أمام حكومة الوفاق، وكذلك في جانب منها ابتزاز للرأي العام بأن القاعدة هي من ستملأ الفراغ الذي سيتركه النظام.. ابتزاز مفضوح للخارج والداخل على حد سواء. ولهذا نقول: إن الطريق إلى 21 فبراير ليس مفروشاً بالورود والرياحين بل ستكون شاقاً، والأيام القليلة القادمة ستكون أصعب إذا ما قارناها بأحداث الأيام المنصرمة من عمر المبادرة، بل قد نشهد مغامرات النزع الأخير للنظام وبقاياه وقد يجرّون الوطن إلى الفوضى والعنف من جديد، ولهذا يجب على حكومة الوفاق الوطني التنّبه جيداً لما قد يضر ويعطل العرس الديمقراطي القادم في 21 فبراير. الانتخابات الرئاسية يجب أن تكون مطلباً شعبياً لكي نحقق بها أهداف الثورة، ونسدل الستار في 21 فبراير على نظام الفرد وندخل إلى مرحلة جديدة من تاريخ اليمن حتى نستطيع بناء يمن جديد تسوده روح التوافق والشراكة الوطنية والتسامح والتصالح والمودة والإخاء في ظل دولة الأمن والقانون. الطريق إلى 21 فبراير هو الطريق الذي سيسلك بنا إلى الدولة المدنية الحديثة، وإيجاد دولة القانون والمساواة والعدالة، لذا يجب علينا جميعاً أن نتكاتف من أجل إنجاح الثورة أولاً، من خلال هذه الانتخابات والتي في النهاية ستؤدي بنا إلى نظام جديد.. نظام مختلف كلياً عن سابقه.. نظام ذي مرجعية وطنية وشراكة واحدة، لذا يجب على كل القوى السياسية التحلّي بروح الصبر والهدوء حتى نضمن بلوغ هذا اليوم بنجاح. وبوصولنا إلى يوم 21 فبراير وإجراء الانتخابات بنجاح ووصول الأخ عبدربه منصور هادي إلى دار الرئاسة سيكون لزاماً على اليمنيين أن يحتفلوا بيوم الخلاص من الظلم والطغيان.. وسيكون يوم ال22 من فبراير يوماً تاريخياً في حياة اليمنيين وأول يوم لعهد جديد يتنفس فيه الشعب عبير الحرية والكرامة. ومثلما هي أيام 26 سبتمبر و14 أكتوير و22 مايو، سيكون 11 فبراير و21 فبراير أيام خالدة في حياة اليمنيين.. يوم 21 فبراير يوم الانعتاق من نير الاستبداد، ونحن بانتظاره جميعاً، ولكني أحس أن الأيام القادمة تمر بطيئة وثقيلة علينا حتى نصل إلى يوم 21 فبراير يوم انتصار الثورة السلمية وإنا لمنتظرون.