إليكم يا شباب الثورة السلمية .. إليكم يا شباب التغيير .. إليكم يا شباب ساحة الحرية بعدن الباسلة يا من سطرتم معنى الثورة والسلم .. يا من أخلصتم في مقصودكم .. يا من ضحيتم لأجل وطنكم إليكم يا أبطال ... إليكم يا جهابذة ، إليكم يا أشاوس , إليكم هذه الرسالة التي أبعثها لكم من القلب إلى القلب أقول لكم : لا يضركم أيها الشباب إذا اجتمعت عليكم كل قوى الباطل , فإنّ فكرتكم التي آمنتم بها قد تشربها الشعب وآمن بها مثلما آمنتم بها من قبل , وإنّ أهدافكم التي رسمتموها قد بلغت عنان السماء وتكللت بالنجاح , بعد أن شارككم شعبكم في تحقيقها . فلقد رأى شعبكم أنكم كم أنتم مخلصون له ، فأخلص لكم , فهو قد رأى ما قدمتم , ومن بذل ، وعطاء دون المطالبة بمقابل فلستم أنتم من تطلبون المقابل , نعم ولسان حالكم يقول { لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا } . كما أن شعبكم قد رأى حماسكم لتحقيق أهداف ثوركم السلمية ، الفريد في نوعها , القوية في مضمونها ، فسار معكم بزخم ثوي عظيم , وقد رأى أيضاً تضحياتكم التي بذلتموها فضحا مثلما ضحيتم . فأنتم نبراس الهدى الذي يهتدي به شعبكم وانتم النور الذي يضئ الظلام فثبت على منهجكم الوضاء فأنتم أمل شعبكم . وأخيراً أذكركم برسالة الإمام الشهيد حسن البنأ التي وجهها للشباب , والتي يقول فيها : أيها الشباب : إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها ، وتوفر الإخلاص في سبيلها ، وازدادت الحماسة لها ، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها . وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة : الإيمان ، والإخلاص ، والحماسة ، والعمل من خصائص الشباب . لان أساس الإيمان القلب الذكي ، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي ، وأساس الحماسة الشعور القوي ، وأساس العمل العزم الفتي ، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب . ومن هنا كان الشباب قديما و حديثا في كل أمة عماد نهضتها ، وفي كل نهضة سر قوتها ، وفي كل فكرة حامل رايتها : ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً ) ( الكهف:13 ) .