(الساكت عن الحق شيطان أخرس) هكذا تعلمنا وهكذا تربينا والمواقف تتضح يوما بعد آخر، وحين يكون الاعتداء طرفاه النظام والحراك، نجد حملة إعلامية كبيرة تعاطفا مع الحراك (كضحية) حتى ولو كان هو المعتدي. أما حين يكون الاعتداء (طرفه شباب الثورة السلمية) أيا كان المعتدي عليه، فنجد بعض الأقلام الصحفية الجنوبية تلوذ بالصمت (لا يعنيها) ما حدث، وهذا ما لمسناه في اعتداء (الجناح المسلح للحراك) على شباب الثورة في جريمة 3 فبراير بالمعلا، وفي محرقة ساحة الحرية بكريتر، والأعجب من ذلك حين تسمع من يبرر للمعتدي ما اقترف. واسخفهم أولئك الذي يقدمون أنفسهم كمحللين استراتيجين ، للحديث عن طرف ثالث ورابع وربما خامس، في حين تعمى أبصارهم وبصائرهم من رؤية الحقيقة المجردة بالصوت والصورة المتحركة ومقاطع الفيديو. حيث نجد أقلام مرتزقة ودخلاء على المهنة الشريفة في كل حدث ويصنعون حبكات درامية وسينمائية مخادعة ومجافية للحقيقة، يقلبون الواقع حسب التوجيهات المرسلة لفبركة الاعتداءات على شباب الثورة السلمية بعدن خصوصا. فلماذا الصمت؟ ولماذا لا يعنينا ذلك؟ ولماذا نجد المبررات؟ ولماذا تُقلب الحقائق؟.. أليس من حق شباب الثورة بعدن أن ينبري لها الصحفيون وتكرس لها الأقلام الجنوبية لمساندتهم في ثورتهم التي يناضلون لأجلها أشهرا طويلة؟.. أليس من حق ثائري وثائرات عدن أن يكون يبرز الإعلام أمام العالم ما ارتكب بحقهم، حتى يمتنع المعتدي من تكرار اعتدائه،؟.. أليسوا أبناء عدن؟ أليسوا جنوبيون؟ أليسوا ذوي حق المواطنة في هذا الفضاء اللا متناهي؟.. إن الصمت أمام الاعتداء جريمة يعاقب عليها الضمير الإنساني. أقلام جنوبية لن تبرح عقول شباب الثورة بعدن جاءت لتقف أمام (تيار متمرد على قيمه وأخلاقه)، وعبرت بصوت مدو عن توجيه أصابعها بوضوح نحو السلوك الخاطئ ونحو المعتدي البائس، ولن ينسى الثوار أقلام حرة لكل من الهدياني وعدنان الأعجم وفؤاد مسعد وأنيس منصور والسقلدي ومحمد علي محسن وشفيع العبد ومن المراسلين لمواقع وصحف وقنوات داخلية وخارجية ياسر حسن وسمير حسن وغيرهم كثير ممن تعجز الهامة أن تستقيم أمامهم إجلالا واحتراما. بينما لن يغفر التاريخ لتلك الأصوات المنحازة، والمتعصبة، التي ظلت تشكو من عدم حيادية الإعلام ثم نراهم يكممون أفواهم أمام كلمة الحق، يا هؤلاء ستحاسبون عند بارئكم يوم القيامة وقد خاطبكم ورسم لك الطريق الواضح في قول كلمة الحق :"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما". صدق الله العظيم..