لم يخطر ببالي أن أرى في يوم من الأيام أو حتى أسمع عن جريمة أخرى للسحل مماثلة لما فعله الرفاق لأصحاب الفكر والعلماء في وادي حضرموت أمام أهاليهم وجرهم على الطرقات بسياراتهم الروسية حتى تقطعت أوصالهم . كما أنني لم أتوقع أن يعيد التاريخ نفسه وينتج لنا عناصر وأفراداً تخلوا من كل القيم و تحولوا إلى وحوش لا تعرف للآخر أي حق بل كل من لا يتفق معه في الفكرة والرأي عميل ويستحل ماله ودمه وكل شيء ( فهو عقل وضمير الشعب ). نعم أخي القارئ الكريم فما حدث ويحدث في مديرية الديس الشرقية و مدينة الشحر وأجزاء من مديرية الريدة وقصيعر وكذا المكلا هذه الأيام لا يختلف كثيراً عن ما فعله الرفاق في زمن الحزب الواحد والرأي الواحد الذي لاصوت يعلو فوق صوته . فقد فٌعل بإثنين من أعضاء اللجان الإنتخابية بالديس الشرقية من ضرب وسحل بالطرقات من قبل عناصر مسلحة تدعي إنتمائها بالحراك مالايستطيع تصديقه عقل بشري فضلاً عن مسلم يربطه بأخيه المسلم رابطة الدين . وما حدث لعضوات لجان الصناديق بمركز إبن خلدون وغيرها من مراكز ديس المكلا من قبل بلاطجة يدعون إنتمائهم للحراك من قذف بالزنا وشتم وإخراجهنّ من الباص الذي صعدنَ فيه لينجون من كلامات تقطع أكبادهن ولا نصير ينتصر لهن ولا لأعراضهن لأمر يدعونا للوقوف أما جيل لا يعرف حرمة لدم مسلم ولا لعرضه ولا لأي شيء سوى أنه يحمل قضية وعلم وبالتالي كل شيء مباح له لنيل الاستقلال وطرد كل معارضيه أو قتلهم أو حرقهم فهم يستحقون ذلك لأنهم مخالفين لما يريد هو وزعمائه المتعددين . وأعتقد أن مما جعل هؤلاء يتجرؤون على فعل كل شيء هو الدعم اللامحدود من قبل بقايا النظام وجهات أمنية والذين سلموا عدد من عناصر الحراك صناديق الاقتراع في طبق من ذهب مما فتح شهيتهم ليأخذوا غيرها وراح ضحيتها شاب بالشحر وجرح آخرين . لقد تأثر الجميع من قطع الطرقات وإضرام النار في الإطارات التالفة و رمي الحجارة وأعمدة الإنارة وما جرتها هذه الأعمال من شلل كامل لحياة الناس بل وصل في غيل باوزير إلى أن يؤدي بحياة مواطن لم ينتبه لعمود الإنارة المرمي في الطريق فارتطمت به دراجته النارية وفارق الحياة على التو . لقد وصلت هذه الأخبار للعالم الخارجي ، وقرأت في عدد من المواقع في الفيس بك عن مطالبة بعض المؤسسات والمنظمات الحقوقية ضم الحراك في جنوب اليمن للمنظمات الإرهابية وتجميد أرصدت زعمائها في الخارج . هذا الخبر لم يتأكد صحته بعد ولكن قضية حقوقية وسياسية كالقضية الجنوبية يعترف بها الجميع ويسعون لحلها في إطار سلمي فلماذا تجر للعنف ؟ ولمصلحة من شق صفوف أبناء المنطقة الواحدة ؟؟