عاشت مدينة الشحر خلال الأسبوعين الماضيين أوضاع متأزمة جراء الحملة العسكرية التي نفذتها قوات الجيش والأمن لملاحقة ما أسمتهم عناصر تنظيم القاعدة في المدينة .. الحملة خلفة أضرار بالغة في مساكن المواطنين و مباني أخرى تستخدمها العناصر المسلحة التي يعتقد انتماءهم إلى تنظيم القاعدة مأوى لهم ، إلى جانب ما خلفته الحملة من قتلى وجرحى من الجانبين و جرحى ومعتقلين من مواطنين و نساء و أطفال لأسر العناصر المسلحة. صحيفة (عدن الغد) قامت بجولة في المدينة واستطلعت عدد من الآراء حول الحملة العسكرية التي شهدتها الشحر وخرجت بالحصيلة التالية .. استطلاع : عبدالجبار باجبير
مدير المديرية : لم يتم التنسيق مع السلطة المحلية في الحملة كانت البداية مع مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي الأستاذ أحمد عمر مدي الذي قال أثناء سؤالنا له عن واقع الحملة :طبعا الحملة العسكرية خلفة أثار كبيرة بالغة في الشحر وتسببت في أضرار لبعض المنازل الخاصة للمواطنين التي بجوار المنازل المستهدفة من قبل الجيش والأمن. وأضاف : المنازل المجاورة لمواقع المستهدفة من قبل الجيش في كل من المنصورة و المنطقة الشرقية اغلبها لكبار السن والنساء والأطفال حيث أصيبوا بحالات خوف ودعر و لإزالة الأثار موجودة إلى الآن , وتركة بعض الأسرة منازلها إلى اليوم خوفا مما شاهدوه في حملة المداهمة وتعقب العناصر المسلحة. وقال : طبيعة أهالي الشحر طيبين مسالمين فهم أصحاب كرم يحبون الضيف ويكرموه ، يفتحون بيوتهم للأخرين سوى كانوا من حضرموت أو غيرهم فهم بحسب المثل الشعبي (على نياتهم) لا يدركوا عاقبتها فكانت هذا النتائج . حول الحملة وكيف تمت قال مدير عام المديرية أحمد عمر مدي : " الحملة العسكرية تم التخطيط لها والتنفيذ من قبل الجهات الأمنية دون الرجوع إلى السلطات المدنية في المديرية , و هذا شأنه مثل كل المديريات و المحافظات الأخرى التي تشن حملات مثل هذا النوع ، وطالما ان الحملة عسكرية و أمنية فنحن لا ندري عن نتائجه سوى كانت سلبية أو إيجابية . وأضاف : نحن قمنا بزيارة للأحياء السكنية التي تمت فيها الحملة وأطلعنا على بعض الأضرار في منازل المواطنين ودعينا الساكنين الذين نزحوا إلى العودة لمنازلهم و أن يستمروا في أعمالهم و يعشون حياتهم الطبيعية ، ونحن نتابع الجهات المتخصصة في المحافظة على تعزيز الجانب الأمني , وعملنا على تشكيل لجنة فنية مختصة للنزول للمساكن المتضررة وحصرها وتقيم الأضرار و رفعه إلى الجهات المختصة من أجل التعويض. وقال مدير المديرية : نحن نطلع بان مديرية الشحر تشهد خلال الأشهر القادمة إلى تنمية تتمثل إلى تنفيذ مشروع مياه ومجاري مدينة الشحر وتطوير شبكة الكهرباء و تحسينها و تعزيز الطاقة الكهربائية من خلال مشروع تركيب محول قوة 26 ميغا وات واحد بالشحر و الأخر بالريان , و بالإضافة للمشاريع التعليمية و الصحية التي تشهده المديرية. وأختتم بالقول : نرجو من كل أخوانا المستأجرين داخل المديرية سوى كانوا من مديريات و محافظات أخرى بان يقدرون ويحترموا مدى حب أهالي الشحر لهم وحسن الجوار ولا يتسبوا في وجود القلاقل الأمنية حتى يتعيشوا معهم في اخوه وسلام .
رئيس الحراك : الحملة تسببت في إرهاب المواطنين توجهنا إلى رئيس مجلس الحراك السلمي في المدينة د. فائز عمر المسجدي لمعرفة واقع الحملة على الحركة الوطنية الجنوبية حيث قال : نعتبر الحملة ظالمة فقد تسببت في إرهاب المواطنين و خلقة اجواء من الدعر والخوف في صفوف الأهالي وخصوصا من النساء والاطفال والشيوخ ، مضيفا أن الغرض منها ترويع المواطنين دون أي اعتبار حتى للتوقيت فخلقة حالة من التوتر والقلق جراء استخدام كافة أنواع الأسلحة الثقيلة و الخفيفة و الطائرات بدون طيار و الهيلوكبتر والحالة كانت جداً مزرية بمنتها العنجهية و الدمار . وقال : الحملة تسببت في أضرار المساكن ووصلت إلى غرف النوم ، وأسفرت عن إصابة بعض المواطنين بجراح بالغة وخطيرة من بينهم إصابات (اليميني و مسجدي)و أخرين ، فهذا العمل يعد غير أخلاقي ولا إنساني و ينبغي على منظمات حقوق الأنسان المحلية و الدولية و كافة الهيئات الدولية المعنية بهذا الخصوص أن تتخذ التدابير لمنع تكرار هذا العمل المشين . وأضاف رئيس الحراك في المدينة : نحن (كشعب محتل) نتوقع كل شيء من (ما وصفه بنظام الاحتلال اليمني) سوى مداهمات أو تنكيل أو غيرها تحت أي مسميات سوى في مدينة الشحر خاصة أو الجنوب عامة لكي يظهروا للعالم بأن شعب الجنوب المحتل مأوى للإرهاب ، مؤكدا أن شعب الجنوب العربي (المحتل) منذ التاريخ معروف لذا العالم بالوسطية و الاعتدال وبعيد كل البعد عن تلك المسميات سوى القاعدة أو أنصار الشريعة أو الإرهاب لن نسمع بتلك الأسماء إلا بعد (احتلال الجنوب) بالقوة العسكرية عام 1994م إلى هذا اليوم و أن وجدت على أرض الجنوب تلك المسميات فعلاً ماهي إلا مصدره من (المحتل ) نفسه و ليس من أبناء الجنوب العربي التواق للتحرير و الاستقلال.
الشيخ برعود : ما حدث في الشحر سببه غياب العقل توجهنا صوب الجانب الديني وسألنا الشيخ أحمد بن علي برعود خطيب وأمام جامع الفرقان بالشحر عن واقع الحملة فكان رده : إن ما حدث بمدينتنا الوديعة مدينة الشحر لا يرضاه مسلم ولا يقبله عاقل يعرف حق عصمة الدماء وخطورة إراقتها ، فالذي حدث وكان ضحيته خمسة أو ستة من كلا الطرفين مع عدد من الجرحى ، كان نتيجة لعدم الاستماع والانصياع لنصائح العلماء ومساعيهم للصلح والالتزام التام لبنوده من كلا الطرفين والله سبحانه وتعالى أمرنا بالرد إليهم في الآمن والخوف ، فما بعد عدم الرد إلى العلماء الناصحين إلا إتباع الشيطان ، والشيطان يزين الباطل ويكره الحق. وقال : إن ما حدث كان نتيجة لغياب منطق العقل ، فلا يؤخذ أحد بجريرة غيره هذا هو ميزان العدل . فجعل مدينة بكاملها يزيد عدد سكانها على مائتي ألف نسمه يعيش في رعب وخوف وهلع منذ الثانية والنصف قبل الصبح إلى التاسعة أو زيادة ما بعد الصبح لا يقبله ولا يرضاه شرع ولا عقل ، فإذا كان أناس مطلوبين أو ملاحقين أمنياً فلتتخذ السبل التي تحقق القبض عليهم وتأمّن الجميع وتقلل الخسائر وتحفظ الدماء . وأضاف الشيخ برعود : كم حذرنا من الاغتيالات وبينا ضررها وعواقبها وردود الأفعال التي تكون بسببها ، فلعل هناك من يعتبر، فالحوار أسلم ، فالحوار أسلم .
الشيخ باحمبص : نطالب بعدم تكرار الحملة بالمدينة أما الشيخ عبيد رمضان باحمبص أحد وجهاء المدينة وأمام مسجد بن جوبان وخطيب جامع الشيخ أحمد بالشحر أعتبر أن هذا الحملة تعتبر ترويع للمواطنين ولا ينبغي أن يتم استخدام الأسلحة الثقيلة و الطيران داخل البلاد ووسط السكان ، الحملة سببت ترويع للمواطنين الأمنين وأصابت بعضهم بحالات نفسية وخوف شديد خصوصا في صفوف النساء والأطفال ، مضيفا : لا يمكن أن يكون هذا الترويع داخل المدن بهذا الطريقة المفجعة بل توجد طرق أخرى لذلك , و الإسلام لا يقر مثل هذا الترويع داخل بيوتهم. وأدان الشيخ توجد المسلحين من الجانبين سواء العناصر التي تدعي انتمائها للقاعدة أو قوات الجيش، لأن تواجدهم يعتبر ضرر على المواطنين ، وأطالب عدم تكرار مثل هذا الأعمال داخل المدينة لأن هناك طرق أخرى لا لقاء القبض عن المطلبين . الشيخ سالمين : الحملة آثارها إلى اليوم أما الشيخ إسامة سالمين موفق خطيب جامع الرحمن بالشحر : ما شهدته مدينة الشحر من حملة عسكرية وما تبعه من أحداث مؤلمه ومؤسفة أثارها إلى اليوم ، مشيرا إلى أن ما حدث عمل أجرامي ولا تقره بل تجرمه الشريعة الإسلامية و القوانين و الأنظمة الدولية الوضعية أن كان هناك مطلوبين كما تدعي الدولة فهناك طرق و أطر قانونية لا بد من الدولة أن تتبعها أما العقاب الجماعي فهو مرفوض كما نصت عليه الآيات القرآنية . وأضاف: ما شهدته الشحر له أثار سلبية وينذر بكارثه اجتماعية كبيرة و مفاسده عظيمة وخطيرة حيث تضرر من هذا العمل الإجرامي الإرهابي كثير من الناس بل معظم المدينة متأثره , فالبيوت تحولت إلى مواقع تستهدفها القوات الحكومية، كما أن الاهالي تضرروا نفسياً قبل التضرر المعنوي ، ومن هنا نطالب المنظمات الحقوقية الدولية ملاحقة من يقوم بمثل هذا الأعمال الإرهابية التي تجعل من الجنوب عامة و حضرموت خاصة مسرح لأعمال القتل والترويع . وقال الشيخ سالمين : ندعوا جميع الأطراف أن تجنب مدينة الشحر مثل هذا الأعمال الإجرامية التي لا تقرها الشرائع الدينية، مضيفا أن هناك منظمات حقوقية دولية رفعت دعاوى قضائية ضد أمريكا جرى الهجمات التي تنفذها الطائرات دون طيار و أعمال عسكرية داخل المدن. وأردف بالقول :إننا ندعوا المنظمات أن تقف مع هذا المنطقة وغيرها من المناطق الجنوبية ضد هذا الأعمال التي تشهد المدينة ، كما نوجه رسالة إلى أهل البلاد الأمنين السالمين وإلى الوجهاء والأعيان و العلماء أن يكون لهم دوراً في مثل هذا المواقف لنبذ العنف عن جميع الأطراف و نبذء مثل هذا الأعمال و يكون لنا موقف إيجابيا لرفض هذه التصرفات الهمجية التي تضر البلاد. وأختتم بالقول : ندعوا إلى تحكيم العقل في مثل هذه الظروف الصعبة وتغليب لغة الحوار و الخروج مخرج آمن من هذه الأوضاع الصعبة التي تعيشها البلاد .