البيان الذي أصدرته الأمانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني يوم الأحد ال 29 من أبريل الماضي والمكون من12 اقتراحا والذي اسمته (بخارطة طريق تمهيدا لحوار جاد يعالج القضية الجنوبية لو صدرت بصيغة قرارات..).هو وان كانت (خارطة طريق) فاقدة لإحداثياتها و(جنوبها) المغناطسي وأتت على شكل استجداء مطالب من الخصوم صناع القضية الجنوبية الذين ساموا الجنوب نهبا وعبثا ،وهم من يقف اليوم موقف الخصم والحكم و الداء والدواء- والتي خصص هذا البيان لمعالجة هذه القضية إلا ان الأمر الجدير بالإشارة والاشادة هو ان هذا البيان أتى في الوقت المناسب وفي مرحلة مفصلية هامة. فربما استشعر الحزب الاشتراكي ان ثمة مساع مريبة تقوم بها قوى من داخل تكتل المشترك (حلفاء الاشتراكي) ومن خارجه تستهدف الاحتيال على قضية الجنوب ومسخ معناها السياسي الوطني الحقيقي باختزال مطلبي حقوقي ضيق ولو ان بعض المقترحات التي أوردها البيان تختزل القضية الجنوبية بمطالب حقوقية بحتة باستثناء طفيف. فضلا عن استشعار الاشتراكي ان (تجمع المشترك ) الذي ينضوي تحته اوشك على ان تنفرط حبوب سبحته بعد ان انتفت ظروف تأسيسه وبدأ الشريك الاساسي ( تجمع اليمني للإصلاح) يدير ظهره له ويسفر عن حقيقة نواياه المستقبلية وفي بعض الاحيان يقلب له ظره المجن بعد ان قضى وطره من تحالفه مع حلفائه بهذا لتكتل ونهم الحزب الاشتراكي. وهذا ما فطن له الاشتراكي ربما بعد فوات الأوان أو على وشك ان يفوت الأوان. ولكن تظل الخشية التي تتملك الجنوبيين ان يكون الاشتراكي ببيانه آنف الذكر يتخذ من القضية الجنوبية ورقة ابتزاز سياسي بوجه خصومه وحلفائه ويكون كمن يطلق أهم رصاصة من بطن سلاحه في هذا الظرف الذي تتهيأ فيه القوى السياسية في صنعاء لالتهام(الثورة الشبابية) وتحلّي فيما بعد ب(القضية الجنوبية) .! - وبنظرة خاطفة على ال12مقتراحا المذكورة بالبيان الاشتراكي نلحظ ان بعض المقترحات كما اسلفنا هي مقترحات مطلبية حقوقية تمحورت حول استعادة اراضي ووظائف موظفين وفلاحين ومزارعهم المصادرة واستعادة القطاع العام الجنوبي المنهوب باستثناء المقترح رقم 10 المتضمن:( توجيه اعتذار رسمي لأبناء الجنوب لما لحق بهم من اضرار جراء حرب 1994..). فهذه المقترحات الحقوقية وان كانت جزء من حل القضية الجنوبية إلا انها ليست هي المهم. فالقضية الجنوبية كما هو معروف ليس قضية حقوقية ولا حتى سياسية فحسب بل هي قضية (وطنية )بامتياز. - ازالة أسباب حرب 94م أهم من ازالة اثارها. وهذه النقطة لم يتطرق لها بيان المذكور ولم يسبق للاشتراكي ان اشار لها ابدا منذ حرب 94 حسب ما أعرف. البيان الذي قدم تلك المقترحات ال12تمهيدا لأي حوار حول القضية الجنوبية كما قال ،لم يشر أيضا الى ماهية الحوار المرتقب أهو بين طرفي شمال- جنوب، بعد ان اقر شركاء حرب 94م فرقاء ثورة 2011م المؤتمر والاصلاح وبينهم الفرقة الاولى مدرع والجماعات التكفيرية التي كان لها اليد الطولى بتلك الحرب والتي استهدفت الجنوب والاشتراكي على السواء ان الوضع منذ ذلك التاريخ هو وضع (استعمار) ونهب وإقصاء،علاوة على نا يعلنه الاشتراكي مرارا عن فشل مشروع الوحدة الإندماجية؟ أو بين مكونات جنوبية وسلطة حاكمة في صنعاء؟. فهل يعقل مثلا ان يتحاور الحراك الجنوبي وباقي تكوينات الجنوب الاخرى مع الحزب الاشتراكي ؟. ومن هي اطراف هذا الحوار؟ واين هو موقع الاشتراكي من هذا الحوار.؟. وهل هناك جهات خارجية ضامنة لهذا الحوار المفترض الذي كان من المقرر ان تشكل له لجنة اتصال ولحنة تحضيرية بتاريخ 30 ابريل الماضي وينطق الحوار الرسمي في 15 أكتوبر2013م قبل ان الاستفتاء على الدستور المفترض بتاريخ 15 اكتوبر 2014م وصولا الى الانتخابات يوم27 فبراير2014م؟