ضل الرفيق العزيز الفقيد قاسم احمد صالح الذر حاني متمسكاً بمبادئه محافظاً على قيمه وفياً لرفاقه صادقاً في قوله بسيطاً في حياته متواضعاً في تعامله مع الآخرين. كان رحمه الله أكثر قلقاً على مستقبل الجنوب واشد حرصاً على وحدة الصف الجنوبي وكان يرى بأن المرحلة الراهنة هي من أصعب المراحل التي يمر بها الجنوب وأكثرها تعقيداً،خاصة وان الأوضاع التي أنتجتها ثورات الربيع العربي وعلى وجه الخصوص ثورة الشباب خلطت الأوراق وزادت من ضبابية المشهد. اعتدت على تلقي مكالمة منه كل يوم اثنين عقب إصدار صحيفة (وفاق) بيوم يبدي فيه الثناء على التطور الذي شهدنه الصحيفة ويبدي ملاحظاته على بعض المواد المنشورة التي كان يرى بأنها لا تخدم القضية الجنوبية مع تفهمه بان تلك الكتابات تأتي في إطار حرية الرأي ولا تعبر عن رأي الصحيفة بقد ما تعبر عن رأي كتابها. يوم الاثنين 9/4/2012م هو اليوم الوحيد الذي لم استقبل فيه مكالمة من الرفيق قاسم كوننا سبق وان اتفقنا على إن نلتقي في ذلك اليوم في مقر منظمة الاشتراكي في محافظة عدن . اتصلي بي الرفيق قاسم يوم الخميس 5/4/2012م وسألني متى تطلع الضالع فرديت عليه يوم ألاثنين القادم فقال لي خلاص بلاش تطلع إنا والرفيق الجعدي سكون في عدن يوم الاثنين وسنلتقي في مقر الاشتراكي ويوم الثلاثاء سيكون عندنا اجتماع مجلس تنسيق منظمات الاشتراكي في الجنوب ويوم الأربعاء سنطلع سوى واتفقنا على ذلك. في مساء الأحد تلقيت مكالمة هاتفية من احد الأصدقاء اخبرني فيها بوفاة صهري في مستشفي البريهي بعدها خرجت من مقر الصحيفة في الشارع الرئيسي في المعلا بعرض المشاركة في الدفن إلا انه وللأسف الشديد لم أتمكن من المشاركة بسبب قطع الطريق في الشارع الخلفي بالمعلا وكذا في ألقلوعه على خلفية مقتل احد الأشخاص فما كان إلا أن اندب ذلك اليوم النحس وترحمه على روح المتوقي احمد عبادي (أبو رؤوف ) الذي انتقلت روحه إلى باريها بعد رحلة عذاب مع المرض ،ولم أكن اعلم بان اليوم الذي يليه سيكون مؤلماً بالنسبة لي. في يوم الاثنين ذهبت إنا والصديق العزيز أبو بكر جبر إلى جبل هيل لأدى واجب العزاء ومواساة أولاد الفقيد ، وبينما كنت أتبادل إطراف الحديث مع بعض المعزين انتابتني حالة من القلق لم أجد مبرر لها وفجأة أخذت هاتفي وبحثت عن رقم الرفيق قاسم وضغطت زر الاتصال فجاءني الرد(الرقم المطلوب مغلق أو خارج نطاق التغطية) أعدت الكرة المرة الثانية والثالثة والرابعة والخامسة دون جدوى ضلت حالة القلق كما هي عليه فقررت الاتصال بالرفيق الجعدي وأول كلمة قلت له الرفيق قاسم الذر حاني بجانبك فجائني رده وبصوت متهدج قاسم أخذه السيل ضننت بان الرفيق الجعدي يمازحني كعادته فكررت السؤل مرة أخرى وإذا به يرد بنفس الإجابة ولم اقتنع فأعدت سؤالي للمرة الثالثة فاقسم يمين بان ما يقوله حقيقة وحينها أصبت بالصدمة من هول الكارثة . عفواً ايها الرفيق قاسم لقد تأخرت في الكتابة عنك وها إنا اليوم اكتب هذه الأسطر المتواضعة تواضعك الجم بعد إن خذلني قلمي لمرات عديدة ،وقد كنت اضن بان مطاوعة القلم لأناملي ستمكنني من الكتابة بسهولة إلا إنني أصبت بالحيرة عن ماذا اكتب وأي المفردات سأنتقي وما هي الرسالة التي يجب إن انقلها إلى الجماهير نيابة عنك؟. فعفواً أيها القلم لقد ضننت فيك سوءً واعتقدت انك أنت المسؤل عن تأخر كتابتي عن الراحل قاسم الذر حاني فقد اكتشفت اليوم بأنك لست المسؤل فها هي الحيرة تتملكني عن ماذا اكتب؟ فهل اكتب عن فراستك؟ أم عن مواقفك الشجاعة وانحيازك الدائم إلى البسطاء والمقهورين؟ أم اكتب عن براعتك في إدارة الحوار وقدرتك على الاستخلاص؟ أم عن مهارتك في الإقناع ؟ هناك أشياء كثيرة تفردت بها فإذا أردنا إن نسلط الضوء عليها لا نفيك حقك وأي حديث منا عن أدوارك ومواقفك يضل قاصراً لان هناك رفاق آخرون لديهم ما يقولونه.