سبتمبر شهر الثورة..وعنفوان النصر ..اللحظة التاريخية التي تم فيها التخلص من الحكم الأمامي الكهنوتي ..شهر الثورة التي لم يخطط أربابها الشجعان لما بعد الإطاحة بالكهنوت والتسلط فتجلبب في رداء الجمهورية وكانت النتيجة عاصفة يعيشها البلد ويتوجس منها ويمسك بتلابيبها الداخل والخارج ولا حل كما نريد إلا ما يبرمه المتوجع الحقيقي ..الشعب اليمني سبتمبر أيضا جعله القدر محطة لميلاد التجمع اليمني للإصلاح وظهوره إلى ملعب الحياة السياسية يتنفس الصعداء ويجول بعيدا عن جلباب السلطة ..لم نكن نعلم ونحن نسمع ببراءة الطفولة أو ندرك شيئا في الثالث عشر من سبتمبر 1990م حين ولد العملاق 13سبتمبر كان ميلاد الإصلاح ..تزاوج الرافد القادم من المدرسة الأخوانيه برؤها الفكرية وأساليبها التنظيمية وبين الرافد الإصلاحي التقليدي ذي الجذور اليمنية واوجد التزاوج فيما بينهما ملامح الشخصية اليمنية للحركة الإسلامية:فقد أثرت خصوصية الأوضاع وطبيعة التطورات السياسية الاجتماعية في اليمن على إعادة رسم خارطة الأفكار لدى الإصلاح وترتيب أولوياتها. في 93 كانت اليمن على موعد مع الانتخابات البرلمانية الأولى في الجمهورية اليمنية:شارك الشعب اليمني ليدلي بأصواته في يوم الأمة لاختيار من يمثلها في البرلمان..دبت إقدام من يحق لهم غمس أصابعهم في علبة المداد الزرقاء:منعنا نحن الصغار من الذهاب لان في العمر بقية وللزمن مطلب نحن سنواجهه هكذا قيل لنا يوم ذاك:لا باس كان الناس أحرارا في التصويت كان هناك احتراما للعملية الانتخابية والتي تمخضت عن نجاح باهر للإصلاح في أول تجربة برلمانية:أفرزت الانتخابات برلمانا متوازنا حصد فيها الإصلاح المرتبة الثانية والمرتب الثالثة في الإتلاف الحكومي:فلا باس على الإصلاح أن يبذل السلوك الجميل في ترسيخ العملية الديمقراطية وتغدو التعددية السياسية والمشاركة السياسية في مرتع الجميع للوصول إلا السلطة..والتنافس الشريف والقناعة الراضية بما ستنتجه صناديق الاقتراع..فابلا بلاء حسنا في سن القوانين والتشريعات في البرلمان..لكن في 94م لم يستطع فرفاء الوحدة الاندماجية استيعاب دولة الشراكة لتحقيق بناء الدولة الوطنية,كرس الجميع كل جهوده لمنع انجازات وتقدم الأخر,تعانق الفريق مع الرفاق فدمر حلم اليمنيين..حدث ما حدث وجني الواقع اليمني اثأر من صيف حرب 94..استخلص منة العقلاء دروس وعبر للقادم من الأيام فيما اجتره صالح نكاية للجراح دون وعي. دعا حينها الإصلاح إلى معالجة اثأر حرب صيف 94.ودخل الإصلاح في الإتلاف الثنائي للحكومة سعيا منة لتحقيق بناء الدولة والأمن والاستقرار,كان الإصلاح قد عقد مؤتمرة العام الأول في نفس العام واستكمل أدبياته وشكل قيادته المحلية والمركزية..فتم تعديل الدستور ومعالجة كل الاختلالات الموجودة باتفاق كامل الأحزاب الموجودة في البرلمان..وتم بعد ذالك تشكيل الحكومة الائتلافية وكانت حصة الإصلاح فيها خمس وزارات إضافة إلى منصب نائب رئيس الوزراء,كان الإصلاح يريد تحقيق إصلاح وطني شامل يحقق رغبات الجماهير لكن واجه مشروع الإصلاح في بناء الدولة وترسيخ النهج الديمقراطي معوقات كثيرة من قبل شبكة النافذين التابعين لصالح والمؤتمر من الوزراء والموظفين ..ضايقوا وزراء الإصلاح في إعمالهم وانجازاتهم ،أوقفوا الحركة القضائية في العدل ،جمدوا قرارات التربية والتعليم وعرقلوا مناقصات الكهرباء إلى أخر المنظومة الإقصاء والتهميش في 97م كانت اليمن على موعد مع الانتخابات البرلمانية الثانية ..لكن برز في هذه المحطة سلوكا جديدا في الساحة،تزوير إرادة الناخبين والسطو على إرادة الأمة وتحويلها إلى (كومبارس).استخدم فيها (صالح)وحزبه الشقائق الخمس(الجيش والأمن والوظيفة العامة والمال العام واللجنة العليا للانتخابات)للحصول على الأغلبية المريحة،حتى بلغ الأمر بالمواطنين إلى حمل السلاح لحماية صناديق الاقتراع من عصابة حاكم رمى بكل القيم السياسية والديمقراطية عرض الحائط ليستحوذ على الأغلبية المريحة.فاحتفظ الإصلاح بالمن والسكينة العامة والسلم الاجتماعي..في حين ظن البعض أنها محاولة لجر الإصلاح إلى دائرة العنف ليتم الزج بهم مع إخوانهم في الجيش في معركة الخاسر فيها الوطن لا غير.وبقي برلمان الأغلبية المؤسسة التشريعية في يد عبثية..يحرك متى ما أريد له الحركة ويسكن حين يؤد له السكون..عاد الحكم الشمولي من بوابة الديمقراطية الشكلية..فاقترب الإصلاح من الفر قاء السياسيين ..يتناقش الجميع يتساءلون لصالح من نفترق ولماذا نظل نتمترس في وجوه بعض ؟وبدء التقارب وتمر الأيام ويقترب الإصلاح من المعارضة ..حان الوقت ليعقل الجميع إن التشرذم والتناحر الحزبي يجعل طرف واحد المستفيد وهو صالح وحزبه..فأسس الإصلاح ومن معه من الأحزاب (اللقاء المشترك )كيان جديد يمسك زمام العمل السياسي الجمعي ..فحاول الإصلاح مع المشترك ترويض الحاكم على سلوك المدنية لكن الحاكم يشتد ضراوة..الدولة تتلاشى والمراكز القانونية تتقزم..السلطات النافذة على السلطة التنفيذية بدأت تطل برأسها وتتحكم بالأمور ..ألغيت المعاهد العلمية في م2001م بقرار سياسي وتم دعم ما يسمى بالشباب المؤمن في صعدة بنفس العام..لكن الإصلاح يستوعب الصدمة وظل يتوسع راسيا وأفقيا ويؤهل كل من يلتحق به ..فقد علنا الكثير من القيم ..علمنا كيف نحترم بلدنا ونكن له كل الحب والإخلاص..أيقظ لدينا الشعور بالمسئولية تجاه الوطن والمواطن ..علمنا ان النضال السلمي قيمة أخلاقية وصاحب القيمة الأخلاقية يملك العديد من ركائز القوة.. في2003كنا على موعد مع الاستحقاق البرلماني الثالث،في هذا الاستحقاق حصد الإصلاح مقاعد عواصم المدن وتراجع الحاكم إلى الإطراف إلى القرى الريفية حيث يقع العوام من طحنهم الجهل والقهر والاستبداد وتمكن من مصادرة أصواتهم..بعد هذه الانتخابات كان تمليك الدولة يجري على قدم وساق للوصول الى التوريث..كما أريد للإصلاح إن يتقزم بدخوله في انتخابات نتائجها محبوكة مسبقا..وتكبح جماح أي حزب مهما كانت قدراته.لكن الإصلاح دشن النضال السلمي طريق لنيل الحقوق والحريات..النضال السلمي للإصلاح الشامل خلاصة لمؤتمراته العامة من2003مالى 2009م..فبرز الحاكم بضراوة في مواجهة الأنشطة السياسية والحقوقية والإعلامية..ويضع العوائق إمام التغيير السلمي فنشبت أول حرب في صعدة في 2004مبشكل غامض وأهداف مبهمة..لم يعد راسموها يسيطرون علي الموقف..تناسلت إلى سبعة حروب.فحذر الإصلاح من النفق المظلم..فواصل مع المشترك تسوية الملعب السياسي وترسيخ العملية الديمقراطية فوقعا مع صالح اتفاقية المبادئ بإشراف الاتحاد الأوروبي على على إنجاح نزاهة الانتخابات في 2005مواصدر وثيقة الإصلاح السياسي الوطني الشامل..وفي 2006م أعلن الإصلاح والمشترك المهندس فيصل بن شملان رحمة الله عليه مرشحهم للانتخابات الرئاسية..فضاق الخناق بصالح وفي 20من سبتمبر احتدم التنافس توجه الجميع لصناديق الاقتراع وقبل ان تغلق صناديق الاقتراع أعلنت اللجنة العليا للانتخابات فوز (صالح)مسرحية هزلية كشفت المستور المعد مسبقا..اعترف الإصلاح والمشترك بالنتيجة كأمر واقع..فبدا النفق المظلم يتبدى..الحاكم ينفلت عن كل ما وعد به في الانتخابات ويدعوا المصوتين له إن يشربوا من البحر..الحاكم يعلن انتصاره فيهين الشعب ..يربح ليخسر الوطن والمواطن واصل الإصلاح مهمته في سبيل الوطن فخاض معركة إيقاظ الجماهير فبمهرجانات احتجاجية فيما عرف(صيفن نضال)إلى(عمرنا نضال)يندد بسياسات الحاكم..في 2007مبدء المتقاعدون العسكريون في الجنوب مطالبهم الحقوقية فلم يعرها الحاكم اهتماما فتطورت إلى مطالب سياسية..فبداء الحراك الجنوبي يطل برأسه ويكبر ويتكاثر ويخرج عن الطور إلي أريد له ..فكان الإصلاح ومعه المشترك عقل الحياة السياسية..في 2009مالحاكم يتحدث عن الدخول في الانتخابات منفردا ضاربا عرض الحائط كل القيم الديمقراطية و السياسية ويتبختر ليعلن انه الدستور والقانون..وبوساطة الرعاة الدوليين تم تأجيل الانتخابات..عوائق كثيرة كان يهدف (صالح) منها التعجيل بالتوريث..فوسع المشترك حجم التحالفات السياسية فدشن التشاور الوطني ليتبلور باللجنة التحضيرية للحوار الوطني وإصدارها (وثيقة الإنقاذ الوطني ) في 2010وصل الانسداد السياسي والاجتماعي والاقتصادي ذروته من خلال عدة محطات كان أبرزها استمرار الحراك المطالب بالانفصال وعدم إنهاء مشكلة الحوثيين وفشل الحوار وأخيرا قيام السلطة بإجراء تعديلات دستورية لتأبيد السلطة..وبروز فكرة قلع العداد..الأمر الذي وعاه الإصلاح والقوى السياسية العارضة الحاجة إلى التغيير الأوضاع بأي شكل من الإشكال أو الاستمرار بالأزمات والمشكلات الأمنية ..ها الانسداد دفع بالمشهد السياسي اليمني إلى وضع اقرب منه إلى (الحالة الثورية) ..كان هذا الوضع ماثلا للعيان قبيل الهبة الشعبية التي أطلقها الإصلاح والمشترك..ومن حسن الحظ توافقها مع اشتعال ثورات الربيع العربي في تونس ومصر