في عيد الفطر الماضي ، عايدناك ، وشددنا على يديك ، فكان أنْ لمسنا منها عزماً وشدةً لعمل مابرحتْ تنبىء عن غرسةٍ هي التي أودعتَها عقول وقلوب وجهاء عدن .. في الثالث عشر من شهر مارس 2012م ، تحتَ سقيفة الأرجوانة وعلى ثغر مديرية صيره ، يومها ظلتْ الأعناق مُشرائبّة أليك ، وأنَت تعلنُ برنامجاً لإنقاذ عدن ، حينها قُلتَ : (( سنكون أصحابْ نصيبٍ وآفر إنْ حققنا ثلثْ هذا البرنامج ... )) فكانتْ أمنياتاً وأفكاراً .. خطط لها ونفذها مهندس ماهر ظن أنه وحيدٌ كإسمه .. فأضحى قائداً ، صلباً ، محافظاً ، رشيداً . رأينا وجهك متهللاً عند أستقبالنا ، وما أن دلفت خُطاناً في الحديث .. حتى أستيقظت في نفسك الهواجسْ متسائلة – ونحن نقراء ذلك في عينيك – هل الخدمات العامة .. سترفع رأسي ؟ فتأتي أنفاساٌ ، ثم تذهب أنفاساٌ .. وتأتي الإجابة بعد ذلك بالطمأنينة ، كناِّ من حولك نؤكد فعلك ، فاعلين وقائلين : لقد غرستَ الغرسة ، ونحن نراها ( حينها ) شجيرة ثم تذهب مرتفعة في العالي .. ويكفي أننا نستظل ببعض ظلها ، وننعم من طيب هوائها النقي .. فلا أحدً يطلبُ منها ثمر (( وقتها )) الاَّ من كان ناقص عقل وعديم بصر أوحاقدٌ – في حقده مالايبقى ولا يذر – أو مغرضٌ له ما وراء الأكمة في الطلب ... ونحنُ لهم وبهم . عارفون ، أردفت بالقول ، ( ناصحاً ومحذراً ) : علينا أن نحافظ على هذه الشجيرة .. لنذهب في تنظيفها من الطفيليات وأن نتعهد سقياها ماءً وسماداً ، كي تنمو وتكبر فنستظل في فيّّها ، ثم نجني من ثمارها .. وهكذا تكون أول شجرة من جنة عدن ، عادتْ حيث تعدن عندها الفلك وفيها ترسوا المنشأت كالأعلام ، وقوافلٍ من التاريخ تمضي ، ومن راحلاتِ الزمن الحديث نافذةً بسلطان من أقطارِ السموات والأرض .. إستشرافاً للمستقبل. اليومَ نتوق إلى رؤيتك فرحين ، لنشد على يديك مرة أخرى مهنئين لك ولكل محبي عدن بأعياد الثورة .. وبعيد الأضحى المبارك .. وبتجاوزنا جل البرنامج الإنقاذي لعدن ، فأكثر من 60% من النازحين غادروا مدارسنا إلى مساكنهم وخواطرهم مجبورة – هكذا هي عدن وأخلاق عدن – خدماتنا العامة تحسنت كثيراً ، وجل مواطنينا راضون عما تحقق – رغم أنه أمنياً، غير كافٍ ، وكذلك نظافة الممرات الخلفية .. وتنظيم المرور عند الذروة – غير أن الأجمل هو أن ترى تلاميذنا ، وطلابنا يرسمون لوحة تطبيع الحياة .. في شوارعنا ومدارسنا ، كأنهم شتلات جنة ناهضة على تراب عدن . لكنّ الأمر ليس سهلاً .. ومما تنتجه شجرتنا الأولى سنجد من يقذفها – لأن الأشجار المثمرة هي من تقذف دون سواها – لذلك نريد وجهك صبوحاً متهللاً مطمئناً بإستمرار ، وعزاؤك فيما يهاجموك به ( أهل القيل والقال ) أن لا تحزن فأكثر الناس إبتلاءً هم الرسل والأنبياء ثم الذين يلونهم ، ثم الذي يلون .. وإلى محبي عدن (( لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس )) فكما للرأي رأي آخر ، فاللثورة ثورة مضادة – ينبغي أخذ ذلك في الأعتبار - . باركك الله مهندساً لجنة عدن ( الموعودة ) ومن خلفك محبيها ، وثق أنك لست وحيداً في المعمعة – فكن محافظاً على الجنة .. يحفظك الله ، وأهلها ، لتعش حالها اليوم ، عدن الفرحة ، كما ذكرت في مقالك أنت .
* أمين عام اللجان الشعبيةنائب رئيس وجهاء كريتر عدن